أظهر التقرير السنوي للمنتدى العربي للبيئة والتنمية (أفد) في مؤتمره ال11 الذي بدأ اليوم (الخميس) في بيروت أن المنطقة العربية تحتاج إلى أكثر من 230 مليار دولار سنويا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة. وقدر التقرير الخاص ب “تمويل التنمية المستدامة في البلدان العربية”، الفجوة التمويلية السنوية للاستثمار في التنمية بأكثر من 100 مليار دولار. وقال إن خسائر النشاط الاقتصادي بسبب الحروب والصراعات في المنطقة العربية منذ العام 2011 بلغت نحو 900 مليار دولار، مما سيعيق تنفيذ أهداف التنمية لتداخلها مع متطلبات إعادة الإعمار. كما أظهر التقرير أن الفساد تسبب بخسارة تقدر ب100 مليار دولار سنويا. ولفت إلى انحسار مصادر التمويل العامة والخاصة في المنطقة العربية، مشيرا إلى أنه مقابل كل دولار يدخل من خلال تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر يتم إعادة استثمار نحو 1.8 دولار فعليا في الخارج من خلال تحويل الأرباح التي يحققها المستثمرون الأجانب. وأشار إلى مفارقة أن تكون المنطقة العربية مقرضة للبنوك الأجنبية، إذ أن ودائع العملاء العرب لدى البنوك الدولية الرئيسية أعلى باستمرار من القروض المقابلة للعملاء العرب من هذه البنوك. ودعا التقرير إلى العمل على عكس اتجاه الاستثمارات إلى المنطقة العربية من خلال إصلاح السياسات المالية والنظام الضريبي ومكافحة الفساد وإعطاء حوافز وتسهيلات لتشجيع الاستثمار واستخدام الموارد بكفاءة. وبدأت اليوم فعاليات المؤتمر ال11 للمنتدى برعاية رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري. وقال ممثل الحريري رئيس الوزراء الأسبق فؤاد السنيورة في كلمة في الافتتاح إن تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030 يتطلب اعتماد إصلاحات جذرية في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والإدارية لاستنهاض دور القطاع الخاص ورفع مستويات الإنتاجية والتنافسية في الاقتصاد. وأكد ضرورة تحسين كفاءة استخدام الموارد الطبيعية والبشرية وتقديم الحوافز لتعزيز الانتاجية وتنويع مصادر الدخل وتطوير الأنظمة الضريبية. ودعا القطاع المصرفي العربي إلى اعتماد أساليب جديدة ومبتكرة للمساهمة في تأمين التمويل المطلوب للتنمية المستدامة. وشهدت الجلسة الافتتاحية تقديم “جائزة العمر البيئية” إلى مدير عام صندوق (أوبك) للتنمية الدولية (أوفيد) سليمان الحربش، الذي تولى قيادة الصندوق خلال الفترة من 2003 إلى 2018 تقديرا لعمله على إدخال البيئة والتنمية المستدامة في صلب اهتمام “أوبك”. ويناقش المنتدى على مدى يومين تحديات وفرص تمويل أهداف التنمية المستدامة ودور الصناديق وبنوك التنمية في التمويل، إضافة إلى قضايا تمويل التنمية من خلال مكافحة الفساد، وتمويل الطاقة المستدامة ومساهمة قطاع الأعمال في التمويل، إلى جانب تمويل مبادرات الاقتصاد الأخضر. ويشارك في المنتدى ممثلو حكومات عربية ورؤساء منظمات معنية بالبيئة، وصناديق تنمية إقليمية وعالمية، بينها البنك الدولي ولجنة الأممالمتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب اسيا (اسكوا) ومنظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة (فاو) ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، والبنك الإسلامي للتنمية، إلى جانب 50 طالبا من الجامعات العربية.