بكين 18 يوليو 2018 (شينخوا) تعمل تيان قوي فن، 56 عاما، سروال الثوب العربي مع زملائها في ورشة داخل قريتها بشمال الصين، وهذا من طلب تاجر سعودي، رغم أنها لا تعرف أين تقع السعودية وغيرها من الدول العربية وما هو الفرق بين فلسطين وباكستان بسبب شبه اسميهما في الكتابة باللغة الصينية. وبدأت تيان التي كانت تعمل في فلاحة الأرض بمحافظة فوتشنغ بمقاطعة خبي شمالي الصين، العمل في هذا المصنع منذ 20 سنة، وتأسس المصنع عام 1996 ويعد من أكبر الشركات المنتجة والمصدرة لملابس العرب في شمالي الصين، اذ يتم إنتاج 8 ملايين قطعة من الثوب العربي وتصديرها إلى الدول العربية وبلغت مبيعات المصنع 160 مليون يوان (نحو 24 مليون دولار أمريكي) عام 2017. ووجدت الشركة فرص تنمية جديدة في أسواق الدول المطلة على مبادرة "الحزام والطريق" منذ عام 2013 حيث أنشأت مكتبا في الإمارات مسؤولا عن أعمالها في الشرق الأوسط، بينما واجهت مشكلة جديدة متمثلة في نقصان الأيدي العاملة. ولحل المشكلة، تعاونت الشركة مع الحكومة المحلية واستثمرت نحو 8.6 مليون يوان (1.28 مليون دولار أمريكي) لشراء الأجهزة الخاصة بنحو 58 ورشة ملابس محلية تقع في القرى الفقيرة المحلية للتدريب الفني المجاني للعمال الذين في حالة بطالة، ما ساهم في انتشالهم من الفقر. وقال وانغ شنغ لي مسؤول الشركة إنها ساعدت في توظيف نحو 2600 فلاح فقير خلال السنوات الأخيرة، أما في العام الماضي فأنفقت 36 مليون يوان (5.37 مليون دولار أمريكي) لدفع مرتبات العمال وبلغت متوسط المرتب السنوي للفرد 13.8 ألف يوان (2.06 ألف دولار أمريكي)، ما لعب دورا كبيرا في رفع الفلاحين المحليين من حيز الفقر. وأضاف أن الشركة تعزي توسيع تجارتها في أسواق جنوب شرقي آسيا إضافة إلى توطيد الأسواق في الشرق الأوسط باستفادة من مبادرة "الحزام والطريق"، لذلك تخطط لاستثمار 100 مليون يوان (14.92 مليون دولار أمريكي) في إنشاء 80 ورشة تصنيعية جديدة لتغطي جميع القرى الفقيرة في المحافظة وتوفر 1800 وظيفة أخرى للسكان الفقراء فيها. وقالت تيان إنها تحصل على مكافأة تقدر ب 15 بالمائة من مرتبها بسبب صعوبة ظروف أسرتها الاقتصادية ويمكنها ان تكسب 4 آلاف يوان (نحو 600 دولار أمريكي) في شهر واحد إذا كان هناك عدد كبير من الطلبات. وأشار وانغ إلى أن قيمة الإنتاج السنوية للشركة مستقرة عند معدل نمو سنوي يزيد عن 10 في المائة، وهو ما يعود بالتحديد إلى الزيادة المستمرة في مصانع معالجة الملابس التي تقوم بإنجاز طلبات الشركة بنجاح. قد لاحظت تيان زيادة أعداد الطلبيات خلال السنوات الأخيرة ما يجعلها مشغولة أكثر ويزيد من دخلها، وعلى الرغم من أنها لاتزال لا تعرف معنى "الحزام والطريق" والتعاون الصيني العربي بشكل جيد، إلا أنها قالت :"أنا فخورة بأن البضائع المصنوعة في الصين تصل إلى العالم كله وأنا جزء مساهم في ذلك".