اعتبر محللون مصريون وعرب أن بيان وزارة خارجية قطر حول الاوضاع فى القاهرة يكشف بوضوح انحياز الدوحة لجماعة (الاخوان المسلمين)، وفقا لما جاء في بيان أصدرته الخارجية القطرية نقلته وكالة الأنباء القطرية (قنا الجمعة، عن " القلق من تزايد أعداد ضحايا قمع المظاهرات، وسقوط عدد كبير من القتلى فى كافة أرجاء مصر "،). واعتبرت " ان قرار تحويل حركات سياسية شعبية إلى منظمات ارهابية وتحويل التظاهر إلى عمل ارهابي لم يجد نفعا فى وقف المظاهرات السلمية، بل كان فقط مقدمة لسياسة تكثيف اطلاق النار على المتظاهرين بهدف القتل". وصنفت الحكومة المصرية فى 25 ديسمبر الماضي الاخوان المسلمين "تنظيما ارهابيا"، وابلغت الدول العربية بالقرار، بهدف تطبيق الاتفاقية العربية لمكافحة الارهاب، والاتفاقية العربية لمكافحة غسل الاموال وتمويل الارهاب على الجماعة. ورأت الخارجية القطرية أن " ما جرى ويجرى فى مصر ليقدم الدليل تلو الدليل على ان طريق المواجهة والخيار الامني والتجييش لا تؤدي إلى الاستقرار"، وأكدت " أن الحل هو الحوار بين المكونات السياسية للمجتمع والدولة فى مصر من دون اقصاء او اجتثاث". واثار البيان القطري غضب مصر التى استدعت وزارة خارجيتها فى وقت سابق اليوم سفير الدوحةبالقاهرة سيف بن مقدم البوعينين، وابلغته "رفضها شكلا وموضوعا" للبيان، وشددت على انها " لن تسمح على الاطلاق لاى طرف خارجي بالتدخل فى شئونها الداخلية تحت اى مسمى او تبرير، وانها تحمل اية دولة او طرف خارجي يشرع او يقدم على ذلك مسئولية ما يترتب عليه من تداعيات". وقال الدكتور عمر الحسن رئيس مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية فى تصريحات لوكالة أنباء الصين إن " التصريحات القطرية لا تبشر بانفراجة فى العلاقات مع مصر، وتجعل التوتر مستمرا، وواضح انحياز قطر لجماعة الاخوان المسلمين". من جهته، قال الدكتور محمد السعيد ادريس رئيس وحدة الدراسات العربية بمركز الاهرام إن مصر كانت حريصة خلال الشهور التى اعقبت 30 يونيو على الابقاء بقدر ما على العلاقات مع قطر باعتبارها دولة شقيقة، على ان " تحترم قطر خصوصية العلاقات مع مصر، وعدم التدخل فى الشئون الداخلية ". وأضاف " لكن قطر للاسف لم تعط اعتبار لهذه العلاقات، بل انحازت لجماعة الاخوان، وبيان قطر يقول إنها مستمرة فى مخططها وفى تدخلها فى الشئون المصرية". بينما قال وزير الخارجية المصري نبيل فهمي إنه سيتم اتخاذ خطوات إضافية نحو قطر بعد استدعاء سفيرها لدى مصر وإبلاغه رسالة للحكومة القطرية في حالة عدم توقفها عن التدخل في الشؤون الداخلية لمصر. وقال فهمي في تصريحات صحفية قبيل مغادرته القاهرة متجها إلى الجزائر إن الموقف القطري مرفوض شكلًا وموضوعًا، و"لا يجوز بأي شكل من الأشكال أن تتعرض خارجية دولة أجنبية حتى وإن كانت دولة عربية للوضع الداخلي لدولة أخرى".