توصل الباحث في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الأستاذ الدكتور أحمد بن علي بصفر إلى طريقة مبتكرة لمعالجة التلوث البيئي الناتج عن محطات توليد الكهرباء ومحطات تكرير البترول ومحطات تحلية المياه في المملكة . وحصل الدكتور بصفر الباحث بمعهد بحوث الطاقة الذرية بالمدينة على براءة اختراع سعودية نتيجة هذا الابتكار الذي يسهم في إيجاد بديل متطور لمعالجة التلوث البيئي بالطرق التقليدية، وعبر عملية واحدة لمعالجة الملوثات المتمثلة في انبعاثات غازات ثاني أكسيد الكبريت وأكسيدات النيتروجين، وذلك بدلاً من عدة عمليات تعتمد على طبيعة الملوث المستهدف بالمعالجة، وهذا بالتالي يؤدي إلى توفير كبير في تكلفة الاستثمار وكذلك تكاليف التشغيل والصيانة للمنشآت المبتكرة. ويمثل هذا الابتكار فرصة سانحة لتكون المملكة العربية السعودية رائدة في استخدام هذه التقنية على المستوى العالمي، حيث تتضاعف فرص استخدام هذه التقنية المبتكرة في المملكة كون أعداد المحطات المعنية بهذه الانبعاثات كبيرة، إضافة إلى انها لا تستخدم تقنيات معالجة للتلوث البيئي في الوقت الراهن . وتم هذا الإنجاز العلمي للدكتور أحمد بصفر عبر مشروع تعاون تقنى مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعنوان " دراسة جدوى منشأة لمعالجة الغازات المنبعثة بمعجل الالكترونات " بشراكة مع معهد الكيمياء و التقنية النووية في بولندا و شركة أرامكو السعودية. وقد تبلورت فكرة المشروع في ظل بدء تطبيق نظام حماية البيئة السعودي الذي يتضمن وضع حدود عليا لانبعاثات ثاني أكسيد الكبريت وأكسيدات النيتروجين إلى البيئة، وكذلك استخدام محطات توليد الكهرباء ومحطات تكرير البترول ومحطات تحلية المياه للبترول الخام الذي يحوي نسبة مرتفعة من الكبريت ويؤدي حرقه إلى زيادة انبعاثات هذه الملوثات إلى البيئة. وتضمن المشروع البحثي الذي قام به الدكتور بصفر، دراسة فاعلية استخدام الإشعاع الصادر من معجلات الالكترونات من خلال حرق ثلاثة أنواع من البترول الخام السعودي ومن ثم معالجة الإنبعاثات بجرعات إشعاعية متفاوتة مع إضافة الامونيا خلال عمليات التشعيع . وقد توصل الفريق البحثي إلى الظروف المثلى للمعالجة بالإشعاع وتطوير عمليات لإعادة تدوير مياه التبريد، وسائل الامونيا من خلال الوصول إلى نسبة إزالة تصل إلى 98% لثاني أكسيد الكبريت و82% لأكسيدات النيتروجين .