يعتبر الموسيقي محمد ظافر الإمام من محافظة حماة أحد أهم الظواهر الموسيقية الفريدة من نوعها إذ يتقن العزف على أربع آلات موسيقية متنوعة بين شرقية وغربية دون أن يخضع لدورة تعليمية واحدة في مجال الموسيقا طوال حياته الممتدة على مدار 85 عاماً. ويجيد الإمام العزف على آلات العود والكمان والأورك والأكورديون إلى جانب إلمامه التام بعلم الإيقاع ولا يزال يسعى إلى غرف المزيد من بحر الموسيقا الواسع على حد تعبيره عبر بحثه الدائم بين الكتب والمجلدات الموسيقية عن الجديد والمفيد. ولا يقف تميز هذا الفنان عند حد إتقانه العزف على كل هذه الآلات بل يتعدى الأمر ذلك إلى قيامه بتعليمها وتدريسها لمختلف شرائح المجتمع بحماة من خلال المعهد الموسيقي الشبيبي الذي يديره منذ أكثر من عشر سنوات. ويقول الإمام.. إن ولعي بالموسيقا بدأ منذ أن كنت في العاشرة من عمري فقد أخذت أقلد والدي في العزف على العود إلى أن أتقنته دون الاستعانة بأحد. وأضاف بعد أن تفرغت تماما للموسيقا وتم اختياري لإدارة معهد الشبيبة لتعليم الموسيقا في حماة أواخر التسعينيات اضطررت إلى تعلم العزف على آلتي الأورك والكمان نظراً للإقبال المتزايد من الطلاب على تعلم العزف على هاتين الآلتين بشكل خاص والموسيقا الغربية بشكل عام وبالفعل تمكنت من ذلك خلال فترة وجيزة باعتبار أن تعلم الموسيقا الغربية أسهل بكثير من تعلم الموسيقا الشرقية وأنا حاليا أقوم بتدريب وتعليم طلاب المعهد العزف على الآلات الموسيقية الأربع. وحفلت حياة الإمام بالنشاطات الموسيقية التي كان آخرها تأسيس فرقة موسيقية باسم ورود حماة مؤلفة من أطفال المحافظة الذين تترواح اعمارهم بين 13-17 عاماً وتعد هذه الفرقة حالياً إلى جانب معهد الشبيبة الناطق الرسمي للإمام حيث تشارك هذه الفرقة في كل عام بالكثير من الاحتفالات الرسمية التي تقيمها المحافظة عزفاً وغناء. يشار إلى أن الإمام ولد عام 1926 في حي الحوارنه بمحافظة حماة من أبوين يعملان في سلك التعليم ويهويان الموسيقا حيث كان والداه يعزفان على آله العود وقد ورث الإمام كل شيء عن عائلته فتخرج معلماً من دار المعلمين في حلب عام 1946 وعمل مدرساً في مدارس حماة وصار نقيباً للمعلمين فيها خلال فترة الوحدة بين سورية ومصر وظلت الموسيقا هوايته المفضلة إلى جانب التعليم إلى أن أحيل إلى سن التقاعد في منتصف الثمانينيات من القرن الماضي ليتفرغ بعدها بشكل كامل ومنفرد لتعلم الموسيقا وتعليمها