شكلت المنابر الدعوية والتوعوية مصدراً مستمراً للخطاب المحلي التقليدي، تصعد في أوقات الأزمات الخاصة بها،وتغيب عند الحاجة الوطنية لها. وبعد صمت طويل من قبل غالبيتها في الوقت الذي واجهت فيه البلاد هجمات إرهابية دموية مستمرة لنحو عقدين من الزمن، هل حان الوقت للانتفاض على صمت هذه المنابر الغريب والمريب أيضاً!!. مثلاً- لماذا لا تمارس واجبها في التوعية الفعلية، والتحذير بمخاطر هذه الجماعات الإرهابية وفكرها التكفيري المتطرف، الذي يجعل من الشباب والأطفال والمراهقين أدوات لتنفيذ مخططاتها الإجرامية الإرهابية، الذي لا يتردد عن القتل و سفك الدماء البريئة والكراهية، مهتمة فقط بتدمير كافة مظاهر الحياة الحضارية والانسانية والمدنية والتنموية، لايوجد مبرر للصمت الملفت لبعض هذه المنابر والمناشط عن اتخاذ دور ايجابي في حربنا على الارهاب،فالصمت من قبلها جريمة وخيانة وطنية لا تغتفر. مهما كانت أمزجة وتوجهات من يديرونها ويسيطرون عليها، فإنه لايفترض أن يكونوا متحكمين فيها، بل يفترض أن نسير وفق استرتيجية واضحة وطنية لا تجامل ولا تتلون ولا تبرر ولا تصمت متى ما أرادت، أو وجدت في الصمت حلاً لتشتتها وترددها. لا يكفي مراقبة المحرضين عبر هذه المنابر، وعبر المساجد وتجمعات ومناشط الدعوية ونحوها، بل لابد من تحريك الصامتين من التنديد بالارهاب، وبكل ما يحدث في وطننا من تحديات في محاربة هذا الفكر المتطرف الخطر جدا. لا يمكن لنا هزيمة الارهاب دون جهد جماعي وشعبي تعبوي عام، وهو أمر يتطلب تحريك كل المساحات الساكنة، بما في ذلك وجود استراتيجية وطنية عبر وزارة الشئون الاسلامية-مثلا-، لمواجهة هذه هذا السكون او الصمت، وتحويل المنابر الدعوية والتوعوية، والخطاب الدينى المباشر في وسائل الإعلام ، إلى أن يكون في مواجهة آنية مع الإرهاب وأفكاره المسمومة. نقلا عن الجزيرة