الكلم الجميل آسر للقلب والعقل. وأشد ما يكون تأثيرا كلما كان مرسلا دون ارتباط بمصلحة أو بمقابل. والحفاظ على المودة شيمة وقيمة لها مكان علي في مناقب الإنسانية العليا. وكم حفظ التراث العربي من شيم الوفاء وإيثار في ذكر مناقب أصدقاء ورفاق مسارات. لكن مواقف الشهامة تتجلى أكثر حين يفقد إنسان نظيرا له في سمت الخلوص من الزيف والنفاق فهنا تكون الفجيعة والخسران. غازي القصيبي رحمه الله ذلك الطود الأشم في تاريخ الوطن في هذا العصر هو واحد ممن يباهى به في العلم والفن رواية ودراية وفروسية وشجاعة في الرأي والقرار. له في سجلات عودة الوعي مقامات وفي عودة الروح سجالات أسهمت في إعلاء شؤون وشجون لأجيال متلاحقة في العالم العربي فقد كان دائما في عين العاصفة بل العواصف المتربصة بالوطن العربي الكبير وكم كان كبير النفس والقيمة بما تعالى به على ثلل من المخذلين والمعطلين ليس المجال هنا بحث في تاريخ الرجل لكنه بث يشي بذكر بعض من محاسن وحسنات لعل في التذكير بها مني أحد طلابه في الجامعة لوقت يسير أن يكون في هذا الذكر عمر وثان وثالث وهذا التذكير لأنه عندي من أعز الرجال. كان له غفر الله له قصيدة من جميل الشعر قالها رثاء لصديقه ورفيق عمره ودراسته الوزير البحريني يوسف الشيراوي رحمه الله كانت بعنوان في وداع أعز الرجال وهي ليست طويلة لكن فيها أنفاس الصدق واللوعة والرجولة والوفاء. قال فيها: وداع الصديق يوسف الشيراوي رحمه الله رجل لا يتكرر: يا أعز الرجال!...ماذا تقول أطويل هذا الأسى..أم يطول! وليالي الفراقِ.. كيف تراها وشعاع الصباح فيها قتيل؟ يا أعز الرجال! يعرف قلبي أن حمل الفراق عبء ثقيل ولياليه موحشات..شكول وأماسيه..رنة..وعويل يا أعز الرجال! أمر مطاع نضب الدمع.. وارتوى المنديل يا أعز الرجال! انتصف الليل.. كلانا في صبحه مشغول هذا رثاء لكن هل يمكن أن يكون الشعر وقفة في لحظة وداع كما صار له من أسابيع وأنا أودع أصغر أبنائي ياسر عائدا لدراسته العليا في الولاياتالمتحدة.