أما وقد انتهت الجامعات من فترة القبول للمتقدمين من خريجي وخريجات الثانوية العامة، فقد لاحظت وأجزم أن الكثير منكم لاحظوا ماسأطرحه من ملاحظات، وتتلخص في التالي : أولا: العشوائية الشديدة والارتباك في التقديم على الجامعات إذ أن الكثير من الطلبة يتقدمون إلى العديد من الجامعات في آن واحد . ثانيا: ليس لدى الغالبية من الطلبة وولاة أمرهم أي توجه أو رغبة محددة لجامعة محددة أو كلية أو تخصص بعينه في الأغلب الأعم. وليس هذا تعميما بل هناك قلة حددوا أهدافهم المستقبلية مبكراً . ثالثا: لم تقدم أي جامعة من جامعاتنا نفسها إلى الطلبة قبيل تخرجهم من الثانوية العامة، ماعدا جامعة واحدة، وإن فعلت ذلك بعض الجامعات فعلى أضيق نطاق، وأظنها اكتفت بما هو معروض في مواقعها على الشبكة العنكبوتية. رابعا: يزداد الأمر غموضاً على الطلاب وأولياء أمورهم، فهم لن يتقدموا إلى كلية بعينها وتخصص بذاته ولكن إلى أحد مسارات ثلاثة " الإنساني والعلمي والصحي " وبعد اجتياز السنة التحضيرية سيكون لكل حادث حديث ! يقول الكاتب فهد عامر الأحمدي في مقاله " جامعات تحكم العالم " بتاريخ 29/1/2013 م، توجد في أمريكا أكثر من 4000 جامعة وأكثر من 18 مليون طالب، ومع هذا تلاحظ أن معظم الساسة والعلماء والمشاهير - في أمريكا - تخرجوا من جامعات قليلة لا تتجاوز عدد الأصابع، وتحديدا من هارفارد وستانفورد وكولومبيا ويال وجنوب كاليفورنيا ومعهد ماساتشوس للتكنولوجيا. أما في بريطانيا فإن جامعة أكسفورد تميزت على بقية الجامعات العالمية بتخرج زعماء وحكام وملوك حكموا أجزاء كبيرة من العالم. فعلى سبيل المثال تخرج منها الملك ادوارد السابع وجيمس الأول وادوارد الثامن واليزابيث الأولى.. كما تخرج فيها ما لا يقل عن 27 رئيس وزراء بريطانياً. ولم يحدث ذلك إلا لتميز تلك الجامعات وتمايزها عن غيرها من الجامعات الامريكية والبريطانية. ويختم الأحمدي قائلا " هذا يقودنا الى معادلة مهمة يجب أن يتنبه إليها كل طالب وولي أمر سيتخرج ابنه هذا العام من الثانوي: اختيار الجامعة - قبل دخولها - لا يقل أهمية عن شهادة التخرج ذاتها!!.أما والحال كما قدمت في بداية مقالين فإن جامعاتنا - وقد مُنحت من الإمكانات المادية والدعم اللامحدود - مطالبة بأن يكون لكل جامعة أقسام وكليات متميزة يشد الطلبة إليها الرحال ويتنافسون " دراسياً " للحصول على مقعد في ذلك القسم وتلك الكلية المميزة عن غيرها . قد يوجد قسم هنا أوكلية هناك متميزة في جامعاتنا إلا أن الجامعات بحاجة لبذل المزيد من الجهد لجذب الطلبة لاختيار تلك الجامعة المتميزة . .. دعونا نفكر كيف يمكن أن تُبرز جامعاتنا التخصصات والكليات التي تميزها ... وبالله التوفيق نقلا عن المدينة