توجد في أمريكا أكثر من 4000 جامعة وأكثر من 18 مليون طالب (ولا يتفوق عليها في الرقم الأخير سوى الصين التي تملك 23 مليون طالب). ومع هذا تلاحظ أن معظم الساسة والعلماء والمشاهير - في أمريكا - تخرجوا في جامعات قليلة لا تتجاوز عدد الأصابع، وتحديدا من هارفارد وستانفورد وكولومبيا ويال وجنوب كاليفورنيا ومعهد ماساتشوسس للتكنولوجيا!! وهذه المفارقة العجيبة تلاحظها على مستوى العالم أجمع، حيث تحتكر جامعة أو جامعتان في كل بلد تفريخ أغلب القادة والمشاهير. ففي أمريكا مثلا تخرج - أو درس - في جامعة هارفارد بيل غيتس (مؤسس شركة ميكروسوفت) ومارك زكربنج (مؤسس الفيس بوك) ورجال سياسة واقتصاد مثل مايكل بلومبرج وجون روبرتز ولويد بلانكفين. وفي جامعة ستانفورد تخرج سيرجي برين ولاري بيج (مؤسسي جوجل) ومكاشي أومباني (من أغنى أغنياء العالم) وعلي النعيمي (وزير البترول السعودي). أما جامعة يال فتخرج فيها أكثر من ستة زعماء أمريكان (من بينهم بيل كلينتون وبوش الأب والابن) في حين تخرج الرئيس الحالي باراك أوباما في جامعة كولومبيا مع وارن بافت الذي لم يغادر يوما قائمة أغنى أغنياء العالم!! .. أما في الصين فهناك جامعة تسنجوا التي تخرج فيها معظم الساسة والزعماء الكبار مثل نائب الرئيس الحالي اكس جنبنج والزعيم السابق يو جنتاو (ناهيك عن عشرات العلماء والحاصلين على جائزة نوبل)!! ورغم أن موسكو هي عاصمة روسيا إلا أن جامعة بيترسبيرغ أصبحت تحتكر تفريخ الزعماء ورؤساء الوزراء الروس.. ومن الطلاب المتخرجين فيها الرئيس الحالي فلاديمير بوتين ورئيس وزرائه دميتري ميدفيديف!! .. أما إن سألتني عن أعظم جامعة أثرت على عصرنا الحديث (وفي الجانب السياسي تحديدا) فسأختار بلا تردد جامعة أكسفورد البريطانية. فهذه الجامعة تميزت على بقية الجامعات العالمية بتخرج زعماء وحكام وملوك حكموا أجزاء كبيرة من العالم. ففي جامعة أكسفورد مثلا تخرج الملك ادوارد السابع وجيمس الأول وادوارد الثامن واليزابيث الأولى.. كما تخرج فيها ما لا يقل عن 27 رئيس وزراء بريطانيا أشهرهم هارولد ماكميلان وونستون تشرشل ومارجريت ثاتشر.. وآخرهم الرئيس الحالي ديفيد كاميرون. أضف لهذا امتد نفوذ أكسفورد إلى دول بعيدة. وامتد نفوذها بامتداد اللغة الانجليزية والحقبة الاستعمارية.. ففيها تخرجت رئيسة الباكستان السابقة "بنازير بوتو" ووالدها "ذو الفقار علي بوتو" ورئيس وزراء الهند الأول "جواهر لال نهرو" و"انديرا غاندي" والرئيس الهندي الحالي "مانموهان سينغ".. كما تخرج فيها امبراطور اليابان "نارو هيتو"، وملكة الدنمارك "مارجريته" ورئيس ماليزيا المؤسس "تنكو عبدالرحمن"، ورئيس وزراء استراليا "بوب هوك" ورئيس سنغافورة المتقاعد "لي كوان يو" والرئيس الأمريكي "بيل كلينتون".. ومن عالمنا العربي أمير منطقة مكة الأمير خالد الفيصل، وولي عهد الأردن السابق الأمير حسن، والصادق المهدي من السودان، ومحمد محمود باشا ومحمد الزيات من مصر وإلياس سابا والبرت حوراني من لبنان!! .. وكل هذا أيها السادة يقودنا الى معادلة مهمة يجب أن يتنبه إليها كل طالب وولي أمر سيتخرج ابنه هذا العام من الثانوي: اختيار الجامعة - قبل دخولها - لا يقل أهمية عن شهادة التخرج ذاتها!!