حين يبدأ سباق الماراثون ينطلق عدد كبير من العدائين بشكل كثيف وفوضوي.. وفي تلك المرحلة المبكرة لا تعرف من منهم سيستمر ومن سيتعثر ومن سيصل الى خط النهاية.. ولكن؛ كلما طال وقت السباق كلما تفاوتت المراكز، وقل عدد المتنافسين، حتى يقتصر السباق على خمسة أو ستة عدائين فقط!! ونفس الشيء حصل مع الانترنت في بداية انطلاقها؛ فرغم عمرها القصير إلا انها انفجرت في بداياتها بآلاف المواقع الفوضوية.. وحتى سنوات قليلة مضت لم يكن واضحا من منها يستمر ومن سيتعثر ومن سيحصد الجائزة الكبيرة.. ولكن؛ بمرور الوقت بدأت المواقع بالتفاوت، وبدأنا نرى في المقدمة مجموعة صغيرة من المواقع تحظى بالقسم الأكبر من الكعكة!! حتى نحن زوار الشبكة بدأنا نقنن خياراتنا، ونختصر جهودنا، ونستغني عن مواقع كثيرة عرفناها في بداية تعرفنا على الانترنت: - ففي خدمة البحث مثلا أصبح معظمنا يكتفي بموقع جوجل (رغم وجود 765 محرك بحث غيره على النت). - وفي مجال الفيديو أصبحنا نكتفي باليوتيوب (رغم وجود أعداد لا تحصى من مواقع الفيديو العريقة). - وفي مجال المعرفة بدأ معظمنا يكتفي بموسوعة ويكيبيديا (التي غطت حتى على الموسوعات الورقية الرصينة). - وفي مجال التواصل الاجتماعي أصبح معظمنا يكتفي بالفيسبوك وتويتر (رغم أنهما ليسا الأقدم في تقديم هذه الخدمة). - وفي مجال المراسلة بدأ معظمنا بالتحول الى الجيميل (رغم أن معظم الشبكات توفر خدمات المراسلة). - وفي مجال الشراء أصبح أمازون يسيطر على القطاع الأكبر من طلبات العالم (رغم وجود مواقع بيع ومزادات يصعب حصرها). صحيح أن محرك ياهوو، وفيديو ميكروسوفت، وبريد الهوتميل، ماتزال حية ترزق، ولكنها بدأت تفقد شعبيتها وتتخلف وراء مواقع أكثر فعالية، لدرجة أتوقع تراجعها بعد عشر سنوات لدرجة ترك النت بأكملها لخدمات جوجل المتعددة!! ونمط الماراثون على النت يمكن التأكد منه بمقارنة المراكز الأولى على الشبكة (هذه الأيام) مع ما كان شعبيا وناجحا قبل بضع سنوات فقط. .. فاليوم مثلا يستحوذ جوجل وفيسبوك ويوتيوب وياهو وويكيبيديا وتويتر وأمازون على 85% من زوار الشبكة.. في حين كان 300 موقع تستحوذ على 85% من زوار الشبكة في عام 1997 حسب موقع (mostpopularwebsites.net)!! .. وفي ذلك العام (1997) كان الانترنت قد دخلت السعودية للتو وكنا حائرين ومشوشين أمام كثرة مواقعها وتعدد خدماتها.. أما في أمريكا فكانت تسيطر على المراكز الأولى مواقع (اختفى معظمها الآن) مثل Excite و Geocities و PathFinder و AltaVista وYahoo وبعد عشر سنوات (وتحديدا 2007) اختلف الترتيب وأصبحت Yahoo في المقدمة يليها Google ثم Myspace ثم MSN ثم YouTube ثم Facebook!! .. أما اليوم فتراجعت Yahoo خلف Google، وتراجع Myspace خلف Facebook، وتراجعت خدمات ميكروسوفت MSN خلف خدمات الاخطبوط العملاق Google!! .. ولأن سباق الماراثون في الانترنت لا يتوقف ولا يعرف نهاية، لا يمكننا الجزم بترتيب المواقع الرائدة عام 2017 ولا إن كانت هناك مواقع (غير موجودة أصلا) ستنفجر في وجة الجميع مستقبلا!! نقلا عن الرياض