أفهم أن يستعدي الإعلام الإيراني كل ما هو سعودي، فهذا جزء من سياسة نظام الملالي الإيراني، كما أفهم جيدا أن تبحث وسائل الإعلام هذه عن ضيوف سعوديين، متحدثين وكتاب مقالات وحتى مصادر لأخبار مختلقة! كل هذا مفهوم جيداً، غير أن ما يستعصي على الفهم، موجة الحج نحو الإعلام الإيراني من سعوديين يهرولون للسير في فلك أكاذيب وتخرصات ما أنزل الله بها من سلطان. يطيرون فرحاً بترديد أكاذيب النظام الإيراني، ويستمتعون بترديد القصص الخيالية وكأنها حقيقة وواقع. إنهم فعلا كمَن يكذب الكذبة ثم يصدقها. بالطبع من حق كل من أراد أن يختار الوسيلة الإعلامية التي يخرج عبرها، كما من حقه أيضا طرح وجهة نظره مهما كانت مختلفة، الغريب هنا أن تكون هناك مقالات ومشاركات ومداخلات مستندة إلى معلومات مغلوطة تطلقها وسائل الإعلام الإيرانية، وبالتالي فإن أي تحليل يأتي بعد ذلك سيكون باطلا بكل تأكيد. هؤلاء يعلمون جيدا كمية الكذب والمعلومات الخاطئة التي يتم بثها من قِبل إعلام طهران ومَن يدور في فلكه. ولعل أبسط قواعد الموضوعية هو تصحيح تلك المعلومات المكذوبة والمختلقة، ولا بأس لو كان الرأي بعدها مختلفا أو حتى متطرفاً! من يتابع الإعلام الإيراني، من صحف أو قنوات فضائية أو حتى مواقع إلكترونية، يذهل من حجم التزييف والكذب الذي تحتويه هذه الوسائل، وهو أمر معروف مسبقاً، إلا أن الجديد هو تسابق سعوديين من أبناء جلدتنا، للمساهمة في تزييف تلك المعلومات التي تطلق في وسائل الإعلام تلك وكأنها مسلّمة، ناهيك عن الفرح بنشرها وكأنها النصر المبين الذي بلغوه، ومن أين: من أكذب آلة إعلامية بشهادة الجميع. لا أبالغ إذا قلت إن البعض القليل هو من يخرج في هذه الوسائل الإعلامية لكي يجعلك تحترم موضوعيته، حتى ولو كنت مختلفا جذريا مع رأيه، أما الغالبية فهي من فئة غير معروفة أصلا، ثم تكون المفاجأة بأن هذا يخرج بصفة ''باحث'' وآخر بصفة ''معارض''، وثالث بصفة ''خبير'' ، ولا تسأل من أين أتت هذه الصفة أصلاً. المضحك أن هؤلاء ''الخبراء'' و''الباحثين'' و''المعارضين'' لا نجدهم مستضافين إلا من خلال وسائل الإعلام الإيرانية، فأين خبراتهم من بقية وسائل الإعلام العالمية والعربية؟! لن أسرد فضائح الإعلام الإيراني المتتالية، وآخرها فضيحة الحوار المزور والمكذوب للرئيس المصري محمد مرسي، وهو إعلام ليس ذا مصداقية بتاتاً، وغير متابع إلا من أوساط محدودة جداً، وكل ما يسعى له هو خلق بلبلة وبث الشائعات وترويجها، وهذا لا جدال أن إعلام نظام الملالي بارع فيه حد الثمالة، ولِمَ لا وهناك مَن يسهل عليه عمله، بل لا يمانع أن يكون حطب النار التي تريدها طهران أن تندلع على الأراضي السعودية. ما أروع أولئك الذين تختلف معهم لكنك لا تجد غير احترامهم واحترام موضوعيتهم، وما أتعس أولئك الذين لا همّ لهم إلا ترديد الشائعات وخلق البلبلة والبحث عن الفوضى بأي وسيلة كانت. نقلا عن الاقتصادية