عالمنا العربي يزخر بالكفاءات، بيد أنهم مبعدون من صنع القرار، إن سألت عن التعليم ، فماذا عساك أن تسأل، عن معلم أريد له أن يتخذ التعليم وظيفة لا مهنة، أو مقررات عجزت أن تواكب حاجة المجتمع والأمة، أو بيئة مدرسية بعضها لا يصلح أن يكون حظائر للماشية، ولذا فلا عجب إن ضاع المعلم والطالب بين الأضلاع الثلاثة (المقرات والقرارات والمقررات). وإن سألت عن التخطيط والتنمية والبناء، فلم نفلح بعد ثمانون عاما من اللحاق بالركب، فمصحاتنا تزخر بالوافدين من الهند والسند ومصر والشام، وجامعاتنا تشتكي إلى الله من قلة المتخصصين من أبناء الوطن المخلصين، وقطاعات العمل تكتظ بالعاملين من كل حدب وصوب، عدا أبناء الوطن، ثم نشكو من تفشي البطالة، وبروز ظواهر ضياع الأمانة من تفشي السرقة والرشوة والاستئثار والخيانة ، فلا أقمنا دينا ولا تقدمنا دنيا، وصدق الله القائل ( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس). إن سنن الله لا تحابي أحدا، وإن المتأمل في ما ذكرت يجد أن من أسباب ضعف الأمم وتأخرها وسقوطها هو ظهور الفساد بكل أشكاله وصوره. لن نتقدم خطوة مالم يكن الهم الأول أن يسند الأمر إلى أهله حتى لا ينطبق علينا التوجيه النبوي الكريم ( إن من ضياع الأمانة أن يوسد الأمر إلى غير أهله، فإذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة ).