صرح «منصور ضو» مرافق القذافي حتى مقتله أن القذافي كان يتوهم حتى النهاية أن الليبيين يحبونه ويريدون بقاءه ولهذا لم يستمع لرأي من حوله الذين حاولوا إقناعه بالتخلي عن السلطة، وحسب تصريحات المحيطين كان القذافي كصدام ومبارك وزين العابدين هم آخر من يعلم عن واقع الأمور على الأرض، ولهذا تكرر مشهد سقوط النمر من ورق، فأولئك الزعماء كان نمط حكمهم متولدا من غرور الأنا المتضخمة ولهذا كانوا يقربون فقط من يرضي غرورهم ويقول لهم ما يسرهم أن يسمعوه من نفاق وتملق وليس ما يحتاجون أن يسمعوه من حقائق عن واقع الأمور، وحتى في وسائل إعلامهم تم إقصاء من أراد قول الحقيقة لصالح من يقومون بدور كورس لديباجات التمجيد، وهكذا صار صاحب السلطة يعيش في فقاعة معزول عن الواقع، ولم يكن يهتم بما خارجها وإلا لأعطى الحرية لمرايا الحق والحقيقة في الإعلام والصحافة على الأقل وهيأ لنظامه آليات للتجاوب الإيجابي معها، لكن هذه الإجراءات القمعية التي كان يعتقد أنها تحفظ ديمومة حكمه كانت هي التي قوضته، لأن من لا يعرف ولا يعترف بحقائق الواقع يتصرف بشكل اعتباطي ويقوض بنيانه بنفسه من حيث لا يعرف. ولهذا كل الثورات العربية بدأت كمطالبات بالإصلاحات لكن نمط تصرف النظام معها استفز بقية الشعب لإرادة خلعه مهما كان الثمن وقد فوجئ بها أولئك الزعماء وبدوا غير قادرين على استيعاب أسباب حدوثها ولهذا خرجوا بتفسيرات هزلية عن دوافع المتظاهرين والثوار من قبيل أنهم متناولون حبوب هلوسة وخرجوا لأنه توزع عليهم وجبات كنتاكي مجانا، فهم بالفعل كانوا آخر من يعلم الحقيقة لأنهم لم يريدوا أن يعرفوها ولهذا سقطوا. \نقلا عن عكاظ