على مدى أربعة عقود من الزمن وحتى العام الحالي 2011م انفقت الدولة على صناديق الاقراض الحكومية اكثر من 414.3 مليار ريال كما ورد ذلك في ميزانية الدولة للعام الحالي، وفي هذا العام خصصت الدولة 47 مليار ريال لهذه الصناديق وهي الصندوق الصناعي والزراعي وبنك التسليف والعقاري وصندوق الاستثمارات العامة، بالإضافة الى برامج الاقراض الحكومية الأخرى للمشاريع الصحية والتعليمية بمبلغ 7.6 مليارات ريال وبرنامج ضمان وتمويل الصادرات الحكومي بمبلغ 17 مليار ريال لهذا العام فقط ، ولا شك ان هذه المخصصات قد ساهمت بشكل واضح وفعال في مجالات التنمية المتنوعة حسب القطاعات المختلفة ، تساؤلي المحدد باستثناء قروض صندوق الاستثمارات العامة التي يعرف توجهها نحو المشاريع الكبيرة والضخمة والصندوق العقاري الذي لا يفرق بين الطلبات المقدمة، كم نسبة الاقراض لصغارالمستثمرين مقابل كبار المستثمرين في هذه الصناديق ؟ وبالنسبة لبنك التسليف هل تتجه قروض البنك ومساعداته بشكل دقيق وواضح لذوي الدخول المنخفضة أوالمعدومة أوفئة المحتاجين وكم نسبة ذلك؟. بالتأكيد وأجزم أنه لا يوجد معلومة دقيقة وواضحة لدى هذه المصادر، بل انه من المؤكد والشائع في سوق التمويل أن كثيرا من كبار المستثمرين ومن لديهم دخول واستثمارات قد استفادوا اكثر من صغار المستثمرين أو ممن لديهم احتياج يفوق أولئك الذين استفادوا، خاصة وانه لا يوجد اي معايير واضحة وشفافة تحدد من الذي يستحق التمويل، وتبقى الامور اجتهادية وتعتمد على الحظ احيانا والمعلومة احيانا وما يسمى بالكفيل الغارم والرهونات في اكثر الاحيان هذا ان لم نقل ان الواسطة والعلاقة تساهم احيانا في تدبير الامور، وبغض النظر عن نوعية المستفيدين ومستوى أحقيتهم ودخولهم فالتساؤل هنا يستمر كيف يستطيع الشاب المحتاج أو حتى الفتاة في مقتبل الحياة توفير الضمان أو الكفيل؟ فلو أن هذا توفر لديهم لما احتاجوا بالأصل هذه الصناديق واجراءاتها وتعقيداتها، وكيف به او بها يحصلان على كفيل او رهونات وصكوك وضمانات وهما بهذا الحال، نحن نطالب هذه الصناديق بالشفافية اولا لمعرفة نسب قروضهم للمشاريع القائمة او للمستفيدين اكثر من مرة وكم مبالغها ونسبتها للجدد والمحتاجين لها بالفعل، خاصة لدى بنك التسليف والصندوق الصناعي، وثانيا وضع نسبة محددة في خطط عمل هذه الصناديق مخصصة لمعدومي الدخل من العاطلين والمحتاجين فهم الأولى بالقروض، والا ترسخ هذه الصناديق مقولة انها للأقوياء والاغنياء وشاكلتهم. نقلا عن الرياض