معمر القذافي لديه هوس كبير ب"الجرذان"، ونقل هذا الهوس إلى ابنه الدكتور سيف الإسلام القذافي. في معظم خطابات الثائر على نفسه يردد كلمة “الجرذان”، ويصف شعبه بالمهلوسين والأطفال والفاشيين والإرهابيين، رجل فقد احترامه بين شعبه - هذا إن كانوا يعترفون به أصلاً الآن - وقام أنصار القذافي في فترة لاحقة بالاقتداء به، فأصبحوا يكثرون من كلمة “طز” حتى أصبحت ثقافة شائعة بينه وأنصاره. القذافي قام بإطلاق سؤاله الأشهر لشعبه: "من أنتم"؟ هذا السؤال الذي استعصى الخبراء على معرفة دوافعه، فهو بعد أكثر من 43 عاماً من حكمه للتو يتذكر ليسأل الليبيين: من أنتم؟ وهناك نكتة ساخرة أن اللليبيين قالوا للتوانسة نحن نحسدكم، صحيح أن رئيسنا بعد كل هذه السنوات قال أنا فهمتكم، لكن رئيسنا بعد أكثر من 40 سنة خرج ليقول: من أنتم! الليبيون من خلال المجلس الانتقالي ضربوا أروع الصور في احترام خصمهم، الذي قمعهم ونكل بهم. وحين طلب ابنه محمد اللجوء وتسليم نفسه قاموا بتوفير الأمان له. لم ينتقموا، وارتقوا بأخلاقهم، ليثبتوا للجميع أن هدفهم هو إزالة الحاكم بأمر نفسه المنشق على ذاته معمر القذافي. إلى أين سيذهب القذافي؟ نقول بالعامية "ليته خذاها براسه"، وكان يستطيع أن يهرب، يذهب إلى صديقه هوقو شافيز في فنزويلا، كان يستطيع أن يتمتع بالإبل والخيمة الشهيرة ونسائه المصاحبات له في الحل والترحال حماية و استعراضاً، كان بإمكانه فعل كل ذلك وأكثر والهروب والخروج بكرامة، لكنه كان مشغولاً بالبحث عن إجابة على سؤاله "من أنتم"، ليفاجئه الليبيون في طرابلس ويردون عليه "أين أنت؟"! القذافي كان منشغلاً بمعرفة نوع الجرذان، ولعب الشطرنج، والتفكير بأسس المؤامرة الغربية، وكيف طعنه برلسكوني رئيس وزراء إيطاليا في ظهره، وكيف تخلى السيد ساركوزي عنه، كان يفكر كثيراً، وهو لا يعلم أن كل هؤلاء وغيرهم كانوا يتحمدون على العافية ونعمة العقل. القذافي قدم نفسه قرباناً للشعب، والإشكالية الكبرى أن ألقابه لم تنفعه، فهو ملك ملوك أفريقيا، وأفريقيا بحجمها وسكانها تخلت عنه، فهو يبايع نفسه بنفسه، واكتشف متأخراً أن شعبه جرذان، وقام باتهامهم بالهلوسة، فهلوس الله عقله، حتى وصل الشعب بكامل قواه العقلية وهو بعيد عن الصفات "الجرذانية" إلى طرابلس، ليقولوا للقذافي: من أنت؟! نقلا عن الوطن السعودية