بات التغير بالمفهوم الأمريكي مسعى أمريكا بالشرق الأوسط من محيطه إلى خليجه ومن بحره إلى بحره فلا استثناء لأي من الدول العربي من التغير سوي تلك التي ملكت أمريكا كل مقدراتها وثرواتها وعقول شبابها وموضة نسائها, والتغير بالمفهوم الأمريكي لا يعني الديمقراطية فحسب بل يعنى استبدال الحكام الذين انتهت مدة صلاحيتهم ولم يعد منهم نفع للأمريكان وبالتالي يعين حاكم جديد يأتي بمزيد من الخنوع والبيع بالمجان لمقدرات البلد و ثرواتها وعزها ومجدها وكرامتها و تاريخها النضالي و حضارتها , والتغير بالمفهوم الأمريكي يعني إيقاع البلاد في فوضي تقسيمها وتجزئتها إلى أقليات ومنح كل أقلية فيها باسم الديمقراطية دويلة , واعتبار كل دويلة دولة نشأت بالديمقراطية و وجدت بالشرعية لان الحاكم هذا فاسد ,أو ذاك الحاكم لم يوافق الأمريكان على أجنداتهم الخاصة بالشرق الأوسط الجديد, ولم يسمح لهم باستخدام أراضية لضرب العراق و أفغانستان والفلسطينيين,والتغير بالمفهوم الأمريكي يعني أن تصبح الشعوب بلا رأي بالقضايا العربية ولا فكرة لديها عن أزمات المنطقة العربية ولا تشجع أن يكون الشعب على درجة عالية جدا من الوعي السياسي بقضايا الأمة وما للشعوب إلا أن تأكل و تلبس و تركب السيارات وتجد السكن الملائم . أما التغير بالمفهوم العربي والذي نسعى إليه كشعوب عربية يعنى أن يشارك الشعب بسواسية في إدارة البلاد وأن يترك للشعوب هذا الحق دون مصادرة و دون تحريف ,و التغير بالمفهوم العربي يعني أن لا يتفرج الحكام على حال الأمة العربية وهى ترزح تحت سوط الاستعمار و الجوع و الفقر والمرض دون مسئولية مباشرة عن هذا الحال ,والتغير بالمفهوم العربي أن تقوم الشعوب بحماية مقدرات الأمة العربية من تاريخ و حضارة و اقتصاد وتحافظ على ثروات بلادها ولا تسمح لأي من الأيدي الغريبة و الغربية أن تأخذ ولو قليل منها , و التغير بالمفهوم العربي يعني أن نكون لفلسطين مخلصين ولأهلها الطيبين الثائرين خير معين ,ونسعى لإعادة وحدتهم واستمرار ثورتهم و تثبيت أقدامهم في وطنهم ليبقي عاصيا على النهب و التهويد, و التغير بالمفهوم العربي يعني أن نقف في وجه الاستعمار و قوي الاحتلال الغاشمة أيا كانت جنسيته ,لا بل و نقف في وجه من يقف مع هذه القوي الغاشمة التي تسعي للنيل من عروبتنا و عزنا و شرفنا. إن التغير بالمفهوم العربي لا يعني التخريب و حرق البلاد و اغتيال القادة وطردهم من بلادهم ولا يعني أن يتهم كل من الأخر بالعمالة و الخيانة ,و التغير بالمفهوم العربي يعني أن نستعيد الكرامة ونستعيد الهيبة ونستعيد الشرف الذي إضاعة منا تفرقنا وانقسامنا وتشرذمنا و بعدنا عن المفهوم الصحيح للوطنية , والتغير بالمفهوم العربي يعني أن يصل الحكام إلى الحكم بالديمقراطية الحقيقية دون تزوير ,والتغير يعني أن يستطيع الجميع التمتع بالعدالة الاجتماعية وحماية القانون دون تميز بسبب الانتماء السياسي أو اللون أو الجنس أو الديانة ,والتغير يعني أن نغلق الأبواب أمام تدخل القوي الغربية في شؤون البلاد بأي شكل كان و يعني أن يكون للبلاد سلطة وجيش وطني قوي و مستقل قادر على الدفاع عن الأرض والشعب و التاريخ و عن مقدرات البلاد وتحرير الأجزاء المغتصبة من أراضية , كما و يعني تحقيق كامل لكافة الحريات بما فيها حرية التعبير الوفية للوطن ول يس الحاكم فقط وتكوين الأحزاب السياسية و بالتالي السماح للمعارضة بالنقد والتحدث عن سلبيات الحكم والسماح للمعارضة بممارسة حقها الطبيعي والوفي في تقوية نظام الحكم من خلال الحوار المتواصل و العميق عبر ممثلين في البرلمانات والكتل النيابية ينتخبهم الشعب ,كما و يعني العدالة و حسن إدارة ثروات البلاد و الاستفادة من فوائضها بالتصدير والاستثمار بما يجلب المنفعة للبلاد, و التغير يعني عدم التوريث و إطالة فترة الحكم لذات الحاكم وحاشيته ,بالتالي التغير يعني أن يكون للبلاد دستور وفي لكافة شرائح المجتمع و دستور يعمل على رسم علاقة تكاملية بين الشعب و الحكام بما يحقق السعادة و الراحة و الأمان في العيش الكريم لجميع طبقات المجتمع, و التغير يعني أن لا يسرق احد انجازات الأخر و خاصة الشباب الذين لا هم لهم إلا الوطن و مقدراته. إن التغير بالعالم العربي دون استثناء اثبت ضرورياته وخاصة وان معظم حكومات العالم العربي تعتمد نظام الحزب الحاكم الواحد دون إشراك باقي الأحزاب أو تمثيلها بالحكم و أن مثلت تبقي أقلية لا تشكل إلا الصوت الخافت الغير قادر على أحداث تغير ما يصحح مسيرة الحكم بالبلاد, و من هنا فان الأنظمة العربية التي تعتمد نظام حكم الحزب الواحد عليها أن تسمح بالتعددية الحزبية المسئولة عن تصحيح مسيرة الحكم بالبلاد و بالتالي تضمن عدم تركز السلطة و الحكم في أيدي فئة ما من الشعب على حساب فئات لها نفس الحق , و تضمن بذلك مراقبة حقيقية للممارسة الديمقراطية بالبلاد بما يضمن احترام حقوق الجميع سواء أقليات معارضة أو أغلبية حاكمة , و من هنا يعني التغير أن يصدق الحكام مع شعوبهم ولا يحاولوا استغبائهم و معاملتهم بنوع من السذاجة المفرطة ظنا منهم أن الشعوب لا تعرف و أني أؤكد أن الشعوب تعرف بكل شيء لكنها تصمت إلى حين لأنها تنتمي وتحب و تحترم البلاد أكثر من الحكام أنفسهم . [email protected] خاص بالوكاد