يرجع نسبه الي ابي جعفر الطيار رضي الله عنه ، مدني الطبع حاضر البديهة ، مرن في العمل المنظم والتعامل المنظبط . عصامي تحول من موظف صغير في الخطوط السعودية الي اكبر شريك لها في صناعة السفر والسياحة . كذلك مارس الاستثمار في الزراعة وافلح . يدير اعماله اينما حل باستخدام التقنية ، وبالاعتماد على من يعملون لدية من جنسيات العالم . اختارته مجلة فوربس الشهيرة رجل غلاف لها في عددها لعددها الاخير واجرت معه حوارا واسعا عن بدايات عمله ونشاطة وكيف تطور وتنامى ليكون واحدا من اكبر العاملين في سوق السفر السعودي والعالمي . بات صاحب مجموعة واسعة النشاط والاعمال ، لم ينس اخوته من ابيه وامه فكان موظفا لقدراتهم وعطااءاتهم المتميزة هنا نص المقابلة نقلا عن فوربس : خسارة قادت للربح لا يقبل رئيس (مجموعة الطيّار للسفر) السعودية ناصر بن عقيل الطيّار، الذي يبلغ من العمر 50 عاماً، الاعترافَ بخسارته الأجواء السعودية، وهو الذي أمضى 27 عاماً في العمل في مجال السياحة والسفر. فقد حارب بكل قوّته للفوز بترخيص النقل الجوي الداخلي في المملكة العربية السعودية في العام 2006، ودفع ما يعادل 2.5 مليون دولار كتكاليف لدراسة الجدوى لشركة (Aviation Economist - UK) البريطانية، إلا أن الفوزَ جاء في شهر سبتمبر/ أيلول 2006 من نصيب شركتي (سما للطيران)، و(الوطنية للخدمات الجوية – ناس. وقالت مجلة \"فوربز\" العربية في تقرير للصحافية خلود العميان نشرته في عدد فبراير/ شباط 2008 أن الشركتين الفائزتين، كانتا إضافة إلى (مجموعة الطيّار للسفر)، من بين 6 شركات مرشحة للحصول على الترخيص، حيث كانت هناك أيضًا شركة (المملكة القابضة)، شركة (إخوان التجارية السعودية)، وشركة (بتروجال) وكلها سعودية. أما منح الترخيص فتمّ على أساس \"المفاضلة\"، أي حسب تقييم هيئة الطيران المدني في السعودية، كما يقول محمد برنجي نائب رئيس الهيئة لشؤون التراخيص والسلامة الجوية. وأضاف برنجي: \"أعلمْنا الشركات التي لم تفزْ بالرخصة، بالحقائق والأرقام التي على أساسها تم رفض طلبها\"، لكن الطيّار ينكر ذلك بالقول: \"وردَنا إشعارٌ يُعلمنا بعدم حصولنا على الرخصة وعدم اختيارنا من ضمن الشركات المرخص لها، لكن لم يتم توضيح أسباب الرفض\". صدمة غير متوقعة \"صدمة لم أكن أتوقعها. كنت على أتمّ الاستعداد، ولم يكن ينقصني سوى ساحة المطار\"، يقول الطيّار الذي يملك 60% من (مجموعة الطيار للسفر) التي تتخذ من الرياض مقرًّا لها، وتضم 17 شركة تعمل في مجالات السفر والسياحة والشحن والملاحة البحرية والحج والعمرة وتأجير السفن والطائرات، والتي تتوزع النسبة الباقية من ملكيتها على 26 مساهماً من بينهم الأمير سلطان بن محمد بن سعود الكبير، عبد الرحمن الجريسي، فهد العذل، شركة أموال الخليج، ومجموعة عبد الله فؤاد وغيرهم. بلغت إجمالي مبيعات المجموعة في نهاية 2007 حسب التقديرات الأولية 2.5 مليار ريال (الدولار = 3.75 ريال) كما يفيد الطيّار، فيما بلغ دخلها الصافي 170 مليون ريال (45 مليون دولار)، مقارنة مع 2.2 مليار ريال إجمالي المبيعات، و158 مليون ريال الدخل الصافي في 2006، علماً بأن المجموعة تمتلك اليوم 200 فرع داخل المملكة و10 فروع دولية إلى جانب 500 وكيل سفريات حول العالم، فيما يصل عدد الموظفين لديها إلى 2500 موظف داخل السعودية وخارجها. استوفينا الشروط لكن لم نفز وعلى الرغم من أنه يتحاشى الدخول في التفاصيل حول أسباب عدم حصوله على الرخصة، إلا أنه يؤكّد أن مجموعته استوفت كل الشروط المطلوبة من قبل هيئة الطيران المدني في السعودية، ويقول أن لديها من الخبرة والكفاءة ما يؤهلها للفوز على الشركتين الفائزتين، على اعتبار أن (مجموعة الطيّار) تأسست في العام 1980، في حين أن (ناس) تأسست في العام 1999 و(سما) في العام 2006. الإحباط خلف ظهري لقد وضع الطيّار \"الإحباط وخيبة الأمل\"، حسب تعبيره، خلف ظهره، وراح يبحثُ عن رخصة أخرى في منطقة الشرق الأوسط؛ كي لا تذهب جهود الدراسات التي أجراها سدى. التقى في جدّة بسمير عبد المعبود، الرئيس السابق لهيئة الطيران المدني المصري، الذي كان لا يزال في منصبه، أثناء زيارة له إلى السعودية، والذي أبدى استعداد الهيئة لمنحه رخصة طيران خاصة في مصر في حال استوفى الشروط المطلوبة. وهذا ما حصل، حيث عمل الطيّار على تلبية الشروط المطلوبة، ليتمّ بعد ذلك، وتحديدًا في نوفمبر/ تشرين الثاني 2006، الإعلان عن منح (النيل للطيران) رخصة ثاني ناقل وطني في مصر وأول شركة طيران خاص، وهي الشركة التي ما زالت قيد التأسيس، وتملك (مجموعة الطيار للسفر) 40% منها مقابل 60% لمستثمرين مصريين. يسري عبد الوهاب، الذي يشغل منصب نائب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب في (النيل للطيران)، يقول، إن المجموعة كانت أمام خيارين: إما الحصول على رخصة طيران منتظم شرط أن تكون ملكية الشركة مصرية بنسبة 60% على الأقل، أو رخصة طيران عارض (تشارتر)، يمكن معها أن تكون نسبة الملكية الأجنبية في الشركة أكثر من 40%. \"لقد اخترنا رخصة الرحلات المنتظمة، لأنها مجال خبرتنا\" تشمل الرخصة، كما يوضح عبد الوهاب، تنظيم رحلات طيران داخلية وخارجية، منتظمة وغير منتظمة، وشحن البضائع، والسماح بتأسيس شركة لصيانة الطائرات الخاصة بها، وأخرى لتموينها في المطارات المصرية. \"الخبرة، هي نقطة القوة التي أهلتنا للفوز بالرخصة\" مضيفاً أن الطيّار لديه أيضاً 21 شركة في مصر تعمل جميعها في مجالات السياحة والسفر والاستثمار السياحي. بعد تأسيس (النيل للطيران)، لم يضيع الطيّار وقته، إذ قام في الشهر نفسه بزيارة إلى (معرض دبي للطيران) ووقّع مع شركة (إيرباص) صفقة شراء 9 طائرات من طراز (321A) بقيمة إجمالية بلغت 792 مليون دولار، يعتزم تمويل شرائها عبر قروض إسلامية كما يقول. \"النيل للطيران\" خلال شهور الطيّار الحاصل على شهادة الدكتوراه في إدارة الأعمال والتسويق السياحي بعد انقطاع طويل عن الدراسة، وذلك في عام 2002 من جامعة \"النيلين\" في السودان، ينشغل حالياً باستكمال الإجراءات الرسمية لتأسيس شركة (النيل للطيران)، وبتوفير التمويل اللازم من البنوك، وأيضًا بمفاوضات استئجار طائرات لبدء التشغيل إلى حين استلام أول دفعة من طائرات (إيرباص) عام 2012. و\"ستباشر (النيل للطيران) عمليّاتها في الربع الأول من العام 2008\"، حسب ما يقول الطيّار. ويوضح أن الشركة ستتخذ من مصر مقرًّا لها وستبدأ رحلاتها بفتح خطوط إلى المملكة السعودية، ثم تباعاً إلى دول الخليج الأخرى، كما تعتزم الشركة طرحَ 30% من أسهمها في البورصة المصرية بعد مرور سنتين على بدء التشغيل. ولا يقتصر التوجّه نحو طرح الأسهم أمام الجمهور للاكتتاب العام، على شركة (النيل للطيران) وحدها، إذ إن لدى الطيّار خططا لتحويل مجموعته ككل إلى شركة مساهمة عامة، وهي الخطط التي أعلن عنها في 2005، إلا أنّ سباقه على رخصة النقل الجوي السعودية شغله عن تنفيذها. ينظر الطيّار إلى التطورات المتلاحقة التي شهدتها مجموعته خلال الأشهر الأربعة الماضية، على أنها بداية تحقيق حلم راوده طويلاً منذ أن ترك قريته النائية \"الزلفى\" في شرق شمال المملكة. لقد تعلّق يومها وهو صبيّ في سنّ التاسعة، بشاحنة نقل مكشوفة كانت متوجهةً إلى الرياض التي تبعد مسافة 250 كيلومترًا عن قريته، بحثًا عن حياة جديدة وأفضل مع شقيقيه أحمد (57 عامًا) وسليمان (55 عامًا). يصفُ رحلته الأولى تلك ب\"رحلة اليوم العاصف\"، حيث كادت الرمال تعمي بصره. فطول الطريق لم يرف له جفن وهو يتابع مسار الشاحنة لشدة شغفه بمعرفة ما في نهاية الرحلة. من بيت طيني الي الثراء في 1967، وبعد مضي عام واحد على استقراره وشقيقيه في الرياض، التحق بهم باقي أفراد العائلة. والدان وخمسة أبناء، عاشوا في بيت طيني متواضع في أحد أحياء الرياض، حيث كان والده يعمل موظفًا في شركة (أرامكو)، وكانت والدته تحرص على تلقي أبنائها التعليم، على الرغم من أنها لم تحظَ بمثل هذه الفرصة طول حياتها. لقد كان ناصر، وهو الابن الأصغر، شديدَ التعلق بأخيه الأكبر غير الشقيق، محمد، الذي يكبره ب15 عامًا، والذي كان صحافيًا آنذاك، حيث حاول إشراك أخيه الصغير في بعض الكتابات الصحافية. أما في المدرسة، فرفاقه كما يقول اليوم \"كانوا من عائلات ثرية. ولكم رغبت في أن أكون مثلهم\". اضطره الفقر و\"الحاجة\" آنذاك، إلى العمل في سن ال14 في (First National City Bank) وهو أحد البنوك التي كانت تعمل في الرياض، حيث عمل وهو طالب بدوام مسائي بوظيفة كاتب حسابات (1974 – 1975) براتب شهري قدره 900 ريال، ويقول: \"كثيرًا ما كان يدفعني الإجهادُ إلى النوم على مقعد الدراسة\". لقد فتحت تلك المرحلة من حياته عينيه على معنى الثراء، إذ كان راتبه يعادل 3 أضعاف راتب أخيه الصحافي، ومع ذلك، كان مديرُه يأتيه بملابس جديدة بدلاً عن تلك التي كان يلطخها بالحبر. بعد ذلك، في 1977، حصل على وظيفة في (الخطوط الجوية السعودية) بالراتب ذاته، حيث كانت مهمته تقضي بإجراء تعداد للمسافرين على متن الطائرات، قبل أن يتم نقله إلى مكتب الحجوزات الذي أتاح له اختبار السفر بالطائرة للمرة الأولى، وهو الأمر الذي نمّى لديه رغبة في العيش خارج المملكة. لذلك قرّر أن يدرس، وهو على رأس عمله، العلوم الإدارية والسياسية في جامعة الملك سعود التي تخرج منها في 1982، على أمل أن يصبح سفيرًا خارج المملكة في يوم من الأيام. خلال تلك الفترة، وتحديدًا في 1980، انتقل من (الخطوط الجوية السعودية) إلى شركة طيران (كاثي باسيفيك المحدودة) التي عمل فيها كممثل مبيعات لمنطقة الرياض حتى 1982م مكتب حجوزات صغير ويقول الطيار: \"جمعت من أصدقائي العرب الذين لم يكن بينهم أيُّ سعودي، مبلغ 250.000 ريال لأبدأ المشروع. كنت محرجًا ولم أطلب المال من أقربائي\". افتتح في 1982 مكتب حجوزات سفر صغير في شارع التخصصي وسط العاصمة الرياض، مساحته لا تتجاوز 200 متر مربع – مازال يملكه حتى اليوم، حيث عمل فيه مع موظفَين آخرين، أحدهما محمد عمرو، الذي ما زال يعمل كمساعد شخصي له حتى الآن. وبعد عام واحد، أي في 1983، افتتح فرعًا آخر في منطقة السويدي في مدينة جدة على أمل أن يمكّنه ذلك من الحصول على وكالة مبيعات عامة من (الخطوط الجوية السعودية). يقول الطيّار مستهزئًا \"من كثرة حبّهم لي! لم أحصل على تلك الوكالة حتى العام 1988\". التوسعات اللاحقة التي أجراها في عمله، لم تتعدّ ال10 منافذ للبيع حتى العام 1990. بعد ذلك العام، جاءته القفزة الكبيرة وغير المتوقعة؛ جرّاء حرب الخليج الثانية (غزو الكويت) عامي 1990 – 1991، فمع تعرّض الرياض لقصف صواريخ صدّام حسين وإغلاق مطارها، أخذ العرب والأجانب المقيمون في السعودية يتدافعون هربًا من المملكة، في وقت أُغلقت أيضًا أبواب كثير من مكاتب السفر في وجه المسافرين. فاستغلّ الطيّار الفرصة، وأخذ يوفر للمسافرين وسائل نقل بديلة مثل الباصات، التي أحضرها من الإمارات، كما كان ينقل المسافرين عبر البواخر من جدة وإلى قطر. \"لقد زادت في تلك الفترة التكلفة التشغيلية ولم أحقق أرباحًا، بل تعرّضتُ للخسارة. ولم أصبح أحد أثرياء حرب الخليج\". كان يتوقع دخلاً صافيًا في العام 1990 يصل إلى مليوني دولار، غير أن النتيجة كانت خسائر ب200.000 دولار. لكنّه ليس نادمًا على ذلك، إذ تمكن خلال الحرب من بناء سمعة جيدة في السوق أكسبته ثقة عملائه، وهو الأمر نفسه الذي تكرر ثانيةً في فترة الحرب على العراق في 2003.