سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تنظيمات خارجية تستهدف المجتمع السعودي في منهجه وثوابته وإنجازاته تضحيات رجال الأمن تظل حافزاً لجهود مكافحة الفكر الضال
العمليات الإرهابية أضرت بالإسلام وعطلت مناشط الدعوة
الأسلحة المضبوطة تكشف الأهداف الخبيثة للفئة الضالة
جاءت تصريحات صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية حول البدء في محاكمة المنتمين لخلايا الفئة الضالة لتضع أبناء المجتمع السعودي بأسره أمام مسؤولياتهم في التصدي لمخططات هذه الفئة الخارجة على منهج الإسلام وثوابته ومستهدفة أبناء بلاد الحرمين الشريفين واستقراره ومكتسباته. والقراءة الواعية في تصريحات سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز في هذا الشأن وما ورد فيها من أرقام وإحصائيات حول عدد الشهداء من رجال الأمن الذين ضحوا بأنفسهم في سبيل حماية أمن البلاد والعباد ، وكذلك أعداد المصابين والمتفجرات والأسلحة التي تم ضبطها ، والعمليات التخريبية التي استطاعت الأجهزة الأمنية وأدها في مهدها تكشف بما لايدع مجالاً للشك أن الحملة الإرهابية العمياء التي تعرضت لها المملكة خلال الأعوام الماضية ليست نابعة من الداخل، بل إن هناك تنظيمات خارجية تغذيها وتشعل نارها وتمدها بما يلزمها من أدوات التدمير والتخريب ، وهذه التنظيمات هي ماوصفها سمو الأمير نايف بأرباب الفتنة والفساد في الخارج والتي ترتبط ارتباطاً مباشراً بتنظيم القاعدة .. ولعل هذا التصريح الواضح والصريح لرجل الأمن الأول في المملكة العربية السعودية ، يغلق الباب أمام من يحاولون إرجاع جرائم الإرهاب والتطرف إلى أوضاع داخلية مثل البطالة بين الشباب أو المناهج التعليمية أو ضيق المساحة المتاحة أمام أبناء الوطن للتعبير عن آرائهم في قضايا الوطن وغيرها من التفسيرات التي يتأكد عدم صحتها يوماً بعد يوم . والمتابع للأوضاع في بلاد الحرمين الشريفين يلمس على أرض الواقع مايتفق مع ماجاء في تصريحات سمو وزير الداخلية من أن الإرهاب الذي تعرضت له المملكة لايمكن أن يكون نتيجة لأوضاع داخلية ، حيث إن البلاد تعيش حالة من النمو الاقتصادي الذي يعم خيره الجميع ، بالإضافة إلى نقلة نوعية كبيرة في الخدمات الصحية والتعليمية وخدمات الرعاية الاجتماعية ، فضلاً عن تبني الدولة حرسها الله لعشرات المشروعات الكبرى ، وتوفير مصادر تمويل للشباب للبدء في مشروعات صغيرة تكفل لهم حياة كريمة وتحميهم من خطر البطالة . ترسيخ الحوار وفيما يتعلق بحرية التعبير ، يشهد القاصي والداني أن وسائل الإعلام السعودية بما في ذلك الصحف ذات الطابع الرسمي ، والقنوات التلفزيونية المملوكة للدولة تستوعب جميع الآراء بما يتفق مع تعاليم الإسلام وتقاليد وأخلاق المجتمع ، وتزداد المساحة المتاحة للتعبير عن الرأي بدرجة تفوق كثيراِ من الدول المجاورة .. بل إن هناك اتجاهاً واضحاً تدعمه حكومة خادم الحرمين الشريفين لترسيخ الحوار بين جميع أبناء المجتمع ويتجسد ذلك في إنشاء مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني والذي يناقش بشفافية مطلقة كافة القضايا ، دون حجر على رأي أو مصادرة لآخر . وقبل ذلك كان – ولايزال - باب ولاة الأمر مفتوحاً لكل صاحب رأى وفكر ومسألة ، وزاوية أخرى أشار إليها صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية في تصريحاته الخاصة بمحاكمة المنتمين للفئة الضالة ، وهي الأهداف التي يحاول الإرهاب تحقيقها من خلال أعماله التدميرية .. عندما قال سموه : إن هذه الفئة الضالة تستهدف المجتمع السعودي في منهجه وثوابته واقتصاده ونمط حياته وتدعو لإشاعة الفوضى . ولنا أن نتساءل هل استهداف المجتمع السعودي المتدين وتهديد ثوابته المرتكزة على شرع الله وتدمير اقتصاده ، يمكن أن يكون تديناً أو طاعة أو جهاداً أم أنه انسياق أعمى وساذج خلف مخططات تستهدف الإسلام وأهله ، وتصد عن دعوته ، وتضعف دوله ، وتعرقل مسيرة التطور والتقدم ، بل وتنمح أعداءه فرصة ذهبية للتنفيس عن أحقادهم عليه ؟ إن الإجابة على هذا السؤال تنفي عن أعضاء الفئة الضالة ما يحاولون ترويجه من تدينهم وهم أبعد مايكونون عليه ، بل وتنزع عن وجوههم أقنعة طالما حاولوا أن يتستروا خلفها لمواراة قبح نواياهم وسوء عملهم ، واكتساب أي قدر من التعاطف معهم . زيف الشعارات وهناك من الأدلة والوقائع مايؤكد زيف الشعارات التي يتشدق بها أعضاء الفئة الضالة ومن يتعاطفون معهم أو يحاولون تبرير أعمالهم ، وأكثر هذه الأدلة وضوحاً أن المملكة تحكم بشرع الله في جميع أمورها وتقيم حدوده ، فهو دستور الحكم ومنهج العمل ، ولايصدر نظام أو قرار قبل عرضه على أهل العلم والفتوى ، متى كان هناك ما يستلزم معرفة رأي الشرع . فهل يستطيع عاقل أن يصدق أن الفتن الضالة بأعمالهم التخريبية سوف تقيم شرع الله في بلاد هي بالفعل تحكم به ، وتصفه دستوراً لها ، أم أن هذه الأعمال الإرهابية هي افتئات وافتراء على الشرع ؟ وهل يصدق منصف أن هؤلاء الشباب - وكثير منهم لم يتجاوز العشرين من العمر - يعرفون من علوم الشريعة ما يؤهلهم للفتوى بإباحة الدماء وشق عصا الطاعة لولاة الأمر أو الخروج على جماعة المسلمين أم أنهم مجرد أبواق لتمرير مزاعم وأباطيل كاذبة يلقنهم إياها من يدفعونهم لهذه الهاوية السحيقة من الضلال ، مستفيدين في ذلك من قلة علم هؤلاء الشباب بالدين ، وحماسهم الفتي الذي يصل إلى حد التهور لمجرد الرغبة في إثبات الذات . وهل يستطيع أعضاء الفئة الضالة أن يبرروا أو يفسروا لنا دوافع مخططاتهم الإرهابية التي تم اكتشافها في مكةالمكرمة والتي كانت تستهدف الحرمين الشريفين في مواسم العمرة والحج، وهل يعد تهديد أمن ضيوف الرحمن في مهبط الوحي هو التدين أو الجهاد ، أم أنها خطة خبيثة للإساءة للإسلام في المكان الذي شرف باحتضان دعوته في مهدها ؟ إن البون شاسع بين ولاة أمر يتشرفون بخدمة الحرمين الشريفين ، ويبذلون الغالي والنفيس لعمارتهما ، وبين أولئك الضالين المضلين الذين لايتورعون عن تنفيذ مخططاتهم الإجرامية في رحاب بيت الله الحرام والمسجد النبوي الشريف والمشاعر المقدسة . ولا وجه للمقارنة بين من يبني ويعمر مساجد الله ومن يسعى لتخريبها وتدميرها ، بين من يعمل جاهداً لتيسير أداء مناسك الحج والعمرة لملايين المسلمين من مشارق الأرض ومغاربها ومن يرتكب أعمالاً تسيء إلى الإسلام وأهله وتنفر الناس من دعوته ، بين من يبذل الملايين لجمع المسلمين على موائد القرآن الكريم من خلال الآلاف من مدارس وجمعيات التحفيظ ، ومن يتهم المجتمع السعودي بالكفر ، وينصب نفسه حكماً على قلوب الناس ونواياهم وأعمالهم . واستمر الأمير نايف بن عبدالعزيز في تصريحاته يكشف وجه الإرهاب القبيح بمعلومات واضحة وأرقام دقيقة لالبس فيها ولا غموض عندما قال : لقد نفذ القتلة المجرمون مايزيد على30 عملية إرهابية داخل أرض الوطن شملت كل صنوف الحرابة من تفجير واغتيال وخطب وترويع ، كان في طليعتها انفجارات شرق الرياض ، ومجمع المحيا ، ومبنى الإدارة العامة للمرور ، ومقر وزارة الداخلية ، ومقر قوات الطوارئ الخاصة ، ومصفاة بقيق ، واغتيالات الخبر ، وعندما ننظر في هذه العمليات التي ذكرها سمو وزير الداخلية ، نقف على عدد من الأمور منها : | أن الفئة الضالة لم تميز في جرائمها بين المواطن ورجل الأمن أو الأجانب العاملين بالمملكة سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين . | أن الجرائم الإرهابية سعت في كثير منها إلى لفت الانتباه الإعلامي من خلال التركيز على المناطق الرئيسية ذات الثقل السياسي والاقتصادي والديني . | أن الفئة الضالة حاولت إيهام الناس بقوتها من خلال استهداف منشآت تابعة للأجهزة الأمنية . | أن الأعمال التخريبية لها أهداف خبيثة لإضعاف الاقتصاد الوطني ، وعرقلة برامج التنمية الاقتصادية . تدمير المنشآت وبعيداً عن الإسهاب والتفصيل في بيان منافاة هذه الأعمال للشريعة الغراء ، وما تمثله من استحلال مذموم للدماء المعصومة واعتداء على الضرورات الخمس التي أمر الإسلام بحفظها ، نتساءل هل تدمير المنشآت النفطية ، من شأنه أن يحل مشكلة البطالة أم أنه يزيد من صعوبة حلها؟ وهل استهداف رجال الأمن والمنشآت الأمنية والمستأمنين العاملين بالبلاد من الجهاد في شيء ؟ وهل في حرق مصادر أرزاق الناس وتهديد أمنهم وسفك دمائهم إعلاء لكلمة الله ؟ وأين ذلك كله من قوله – تعالى - (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة) وهو أمر إلهي في دعوة غير المسلمين ، فما هو الحال – إذن - مع المسلمين ؟ وأين تلك الجرائم من قول الرسول - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الشريف (كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه)؟ بل أين ذلك من سلوك المسلمين الأوائل الذين كانوا خير دعاة للإسلام بحسن أخلاقهم ولين دعوتهم ؟. وإن كانت الفئة الضالة قد نفذت هذه العمليات الآثمة ، التي استحلت من خلالها الدماء والأموال ، واعتدت على الأنفس المعصومة ، فقد وفق الله رجال الأمن إلى إحباط مايزيد على مائة وستين عملية ، كما جاء على لسان سمو وزير الداخلية ، ولنا أن نتخيل حجم الدمار والخراب لو نجحت الفئة الضالة في تنفيذ هذا العدد من مخططاتها الإجرامية ، وكم عدد الضحايا الذين يمكن أن ترديهم هذه العمليات وكم عدد الأطفال والنساء والأمهات الذين ربما أودت هذه الجرائم بحياة آبائهم وأزواجهم وأبنائهم ، وما هو حجم الخسائر المادية الناجمة عن مثل هذه الأعمال الخبيثة ، وكم ... وكم ؟ إن مجرد تخيلنا لهذه الخسائر البشرية والمادية التي كان يمكن أن تسببها هذه الجرائم ، لاقدر الله في حال وقوعها يجعلنا نحمد الله - جل وعلا - أن وقانا شرها ، ووفق جهود رجال الأمن في إفشالها ، ويجعلنا أيضاً جميعاً مدينين لرجال الأمن بعد الله بالشكر والعرفان والتقدير لجهودهم وتضحياتهم ، وأن ندعو الله - سبحانه وتعالى - أن يتقبل الشهداء الذين وصل عددهم إلى أربعة وسبعين ، وأن يكتب العافية للمصابين منهم ، والذين بلغ عددهم أكثر من ستمائة وخمسين رجل أمن . والوفاء بالدين لهؤلاء الرجال الأبطال يكون أولاً بالقصاص من القتلة الذين لم يراعوا فيهم إلا ولا ذمة ، ثم التعاون لمواصلة مسيرتهم في حماية أمن البلاد والعباد كل في موقعه واحتضان ذويهم ومواساتهم ، والحقيقة أن ولاة الأمر لايفوتون مناسبة لتكريم ومساعدة أسر هؤلاء الشهداء ، وتلبية ماقد يحتاجونه . ولا يزال العالم يتذكر تلك الدمعة الأبوية الحانية التي فرت من عين خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ، وهو يحتضن أحد أبناء الشهداء من أبناء الوطن رجال الأمن وتوجيهاته المستمرة برعايتهم . آثار الجرائم الإرهابية ونظرة أخرى في ماقاله صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز عن صعوبة الاحاطة بالإثار المادية والمعنوية للجرائم الإرهابية التي اقترفتها الأيدي الآثمة في بلادنا المباركة ، عندما قال سموه : (أما الدمار الذي خلفته تلك الحملة الإرهابية « فمن الصعب الإحاطة بآثاره المادية والمعنوية خاصة تلك التي طالت سمعة الدين الحنيف والمنهج القويم والسنة المطهرة ، والعمل الخيري ، وإلصاق تهمة الإرهاب بالإسلام والمسلمين وزرع الفتنة من خلال محاربة الوطن بأبنائه وخدمة الأعداء في تحقيق مآربهم وطموحاتهم التي عجزوا عن الوصول إليها على مدى قرون طويلة). ومع تسليمنا الكامل بصعوبة حصر الإثارة المعنوية للجرائم الإرهابية التي وقعت بالمملكة ، إلا أن هناك مؤشرات تكشف عن حجم الأضرار ، نذكر منها : | الاتهامات لمناهج التعليم في بلادنا بأنها ترسخ الغلو والتطرف . | تزايد حجم الحملات الغربية على جمعيات ومناشط تحفيظ القرآن الكريم . | التشكيك في نوايا العمل الخيري والقائمين عليه . | تزايد مخاوف الاستثمارات الأجنبية وترددها في القدوم للعمل بالمملكة . | تضييق الخناق على المراكز الإسلامية والمؤسسات الدعوية في الخارج . | المعاناة الضخمة التي يتعرض لها الطلاب المسلمون والسعوديون على وجه الخصوص في الولاياتالمتحدةالأمريكية وأوروبا . | فرض قيود شديدة على بناء المساجد والمراكز الإسلامية في كثير من دول العالم . | تزايد حملات التشويه لرموز الإسلام ونبي الرحمة صلى الله عليه وسلم . | فتح الباب أمام التدخلات الأجنبية في شؤون الدول الإسلامية تحت شعارات الديمقراطية وحقوق الإنسان وغيرها . ويحكى لنا صديق مقيم في الولاياتالمتحدةالأمريكية أن كثيراً من الطلاب المسلمين والسعوديين اضطروا إلى عدم استكمال دراستهم بسبب ماوجدوه من تعنت من قبل المجتمع الأمريكي بعد أحداث سبتمبر ، وما تلاها من أعمال إرهابية في المملكة العربية السعودية ، كما يؤكد أن هناك عدداً من المساجد كانت السلطات قد وافقت على إنشائها ، إلا إنها تراجعت عن ذلك ، وأمرت بوقف البناء تحت ضغط وسائل الإعلام والجمعيات المعادية للإسلام في أوروبا وأمريكا . في حين يتفق خبراء المال والاقتصاد على أن الجرائم الإرهابية التي حدثت في المملكة ، أضرت كثيراً بالاقتصاد السعودي وحرمته من فرص نمو جيدة ، حيث تسبب في عزوف كثير من الاستثمارات الأجنبية عن العمل في البلاد ، وبعضها غادر إلى بلاد أخرى . وعلى ضوء هذه المؤشرات نقف على حجم الخسائر الناجمة عن هذه الجرائم الإرهابية ، فكم إنساناً كان يمكن أن يهديه الله إلى الإسلام لو لم تتسبب هذه الأعمال الآثمة في تعطيل مناشط الدعوة إلى الله في الشرق والغرب ، وكم يتيماً وأرملة ومعاق وفقير كان سوف يحصل على الرعاية عبر قنوات العمل الخيري والتي تضررت كثيراً بفعل الضغوط الإعلامية الغربية التي تشكك في هذه الأعمال وتتهمها بأنها من موارد تمويل العمليات الإرهابية . وكم مسجداً كان سوف يرتفع فيه الأذان في عواصم أوروبا وأمريكا ، مالم تقع هذه الأعمال، وكم طالب مسلم ، كان سوف يستفيد من فرص الدراسة للعلوم المتطورة في الغرب ويعود لينفع بها نفسه ووطنه تسببت الجرائم الإرهابية في منعه من استكمال دراسته . وكم فرصة عمل لشاب سعودي كان يمكن للاستثمارات الأجنبية توفيرها في المملكة مالم تجبرها هذه الجرائم عن المغادرة إلى بلاد أخرى أو تقليص حجم أنشطتها في المملكة ، وكم مليون ريال أنفقتها الدولة لمحاصرة الآثار الاقتصادية الناجمة عن هذه الجرائم في أضيق نطاق وكم مبرراً أعطته العمليات الإرهابية لأعداء الإسلام لتشويه صورته واتهامه بكل نقيصة وكم من الوقت شغلتنا هذه الجرائم عن مواصلة مسيرة التنمية الشاملة . إشعال الفتن إن كل سؤال من هذه الأسئلة يؤكد بالفعل ما قاله سمو وزير الداخلية من أن أعضاء الفئة الضالة كانوا أداة في يد أعداء الإسلام لتحقيق مآربهم وطموحاتهم ، من خلال إشعال الفتن بين أبناء المجتمع السعودي المسلم ومحاربة الوطن بأبنائه . ونظرة سريعة فيما ذكره الأمير نايف عما تم ضبطه من أسلحة ومتفجرات لدى الخلايا الإرهابية ، يؤكد تماماً أن هذه الخلايا مجرد أداة لتنفيذ مخططات من يقف وراءها ، ويدعمها ، ويمولها ، فكيف بشباب صغار أن يحصلوا على ثلاثة أطنان من مواد (R.D.X) و(G.4) و(T.N.T) المتفجرة ، وكيف لهم وهم من محدودي القدرات العلمية أن يمتلكوا أكثر من 25 طناً من الخلائط المتفجرة ذات القدرات التدميرية العالية والتي يتطلب تصنيعها خبرات علمية متخصصة ، ومن أين لهؤلاء الضالين بهذه الكميات الهائلة من الصواريخ والقذائف والقنابل المستوردة والتي قدرها سمو وزير الداخلية بالآلاف ، فضلاً عن سم (السيانيد) القاتل ، فهذا الكم من الأسلحة المضبوطة ليس من السهولة الحصول عليه مالم تكن هناك تنظيمات خارجية تتولى ذلك الأمر لديها من الدوافع والأهداف مايجعلها تنفق أموالاً طائلة لذلك ، وقبل ذلك تروج لأفكارها المنحرفة التي تمثل قاعدة انطلاق لنيران هذه الأسلحة . وقد أثلج سمو وزير الداخلية الصدور عندما أكد أن (991) متهماً من المتورطين في القضايا آنفة الذكر تم إحالتهم إلى القضاء الشرعي ليحاكموا على ماينسب إليهم من اتهامات وفق ضمانات قضائية معتبرة لتتحقق العدالة ، لكن ذلك ليس نهاية المطاف ولا يعني بحال من الأحوال أن تستكين جهودها في مكافحة الإرهاب والتطرف وكل مايؤدي إليهما وأن يعي كل منا دوره ومسؤوليته فالآباء والأمهات مسؤولون عن تربية أبنائهم وبناتهم تربية إسلامية صحيحة ، والمؤسسات التعليمية برجالها ونسائها ، لها دور عظيم في تحصين الشباب ضد أي أفكار تنافي سماحة ووسطية الإسلام . والعلماء والدعاة وأئمة المساجد يتحملون مسؤولية بيان موقف الإسلام من هذه الجرائم وكشف زيف الدعاوى التي تستند إليها ووسائل الإعلام والأندية الأدبية والثقافية والمؤسسات المعنية بالشباب والرياضة ، فكلنا مسؤولون ، وكلنا رجال أمن متى كان الأمر يتعلق بأمن بلادنا المباركة وصورة ديننا الحنيف أمام العالم ولا مبرر لأحد يتقاعس عن القيام بواجبه في مكافحة الفئة الضالة ، بعد أن تبين الرشد من الغي ، وبعد أن تكشفت للجميع حجم الأضرار التي ألحقتها الأعمال الإرهابية بالإسلام والمسلمين ولا سيما في بلاد الحرمين الشريفين ، وليتوقف كل من يحاول تبرير هذه الجرائم أو يشعر بتعاطف مع مرتكبيها ، بدعوى جهلهم أو قلة علمهم أو حتى انخداعهم وانسياقهم وراء دعاوى خارجية . ولا يجب أن تشغلنا سعادتنا بإحالة المتورطين في هذه الجرائم إلى المحاكمة عن تفعيل آليات مواجهة الفكر الضال على كافة الأصعدة ومطاردة مروجيه بكل الوسائل وأن نستثمر تقنيات المعلومات والاتصالات والإعلام في تفنيد أباطيله وبيان عوارها وقد أثبتت لنا التجارب أن التقاعس عن ذلك يسمح لطيور الظلام أن تخرج من أوكارها وتطل برؤوسها مجدداً وهو مالانريده ولانقبله ، فتضحيات الشهداء من رجال الأمن والمواطنين ودمائهم الزكية يجب أن تظل دائماً مصدر إلهام وتشجيع للتصدي للفكر الضال قولاً وعملاً والخسائر المادية التي تكبدتها بلادنا المباركة جراء جرائم الإرهاب يجب أن تكون دافعاً لحماية مكتسبات الوطن وإنجازاته . كما أن صورة الإسلام أمام العالم يجب أن تطل مشرقة نقية ، خالية من أي ملمع يسيء إليها أو يقلل من جمالها.