تنظم وحدة السرديات بجامعة الملك سعود محاضرة بعنوان «السرديّات التلفّظيّة» للأستاذ الدكتور محمّد نجيب العمامي، وإدارة الدكتور معجب العدواني والدكتورة أمينة الجبرين، الساعة الثانية عشرة والنصف مساء يوم الأحد 26 رجب بقاعة مجلس القسم، وللنساء بقاعة مجلس القسم للسيدات، وسيتضمن اللقاء مناقشة عدد من القضايا ومنها: فشل روّاد السرد البنيويّين في توظيف مكاسب اللسانيّات البنيويّة في تحليل النصّ السردي. فهذه اللسانيّات حصرت نفسها في الجملة لا تتجاوزها علاوة على أنّهم لم يكونوا مختصّين في اللسانيّات. فكان ما استعاروه منها هزيلا جدّا. إلاّ أنّ هذا الفشل لم يقطع الصلة بين الحقلين. فقد تجاوزت بعض الاتّجاهات اللسانيّة الجملة واهتمّت بالنصّ. والنصّ عندها متنوّع. ففيه الشفوي والمكتوب والشعر والنثر. ومن النثر النصُّ السرديُّ الذي حظي باهتمام كبير من لدن اللسانيّين. ومن اللسانيّين الذين أغنوا النظريّة السرديّة نذكر سيلفي دورر (Sylvie Durrer) التي نشرت سنة 1994 كتابا مهمّا عن الحوار الروائي استلهمت جهازه النظري من بنية المحادثة العاديّة وجان ميشال أدام (Jean-Michel Adam) وأندريه بوتي جان (André PetitJean) اللذين وظّفا، في كتاب لهما صدر سنة 1989، بعضَ ثمرات اللسانيّات النصّية لدراسة الوصف في النصّ الروائي وغيره وجان ميشال أدام الذي قدّم، في فصل من فصول كتاب له منشور سنة 2011، تصوّرا سمّاه "في سبيل سرديّات نصّية وخطابيّة" وأخيرا رينيه ريفارا الذي خصّص كتابه «لغة القصّة، مدخل إلى السرديّات التلفّظيّة» لمقاربة مستلهَمة من لسانيّات التلفّظ أدرجها في سرديّات أسماها «السرديّات التلفّظيّة». ويضيف العمامي "وقد اخترنا أن نركّز جهدنا في مدى استفادة السرديّات من ثمرات اللسانيّات التلفّظيّة. فقادنا البحث إلى لوران دانون-بوالو الذي يرجّح أنّه أوّل من تناول النصّ القصصي من زاوية لسانيّة تلفّظيّة. وذلك في كتابه «إنتاج التخييليّ: اللسانيّات والكتابة الروائيّة». ووقفنا على نظريّة ألان راباتال الخاصّة بوجهة النظر في النصّ القصصي بضمير الغائب. وهي نظريّة بسطها في كتابه «البناء النصّي لوجهة النظر» ووظّف فيها معطيات يعود بعضها إلى اللسانيّات التلفّظيّة ويرجع بعضها الآخر إلى اللسانيّات النصّية. ووقفنا أخيرا على كتاب رينيه ريفارا المذكور وعلى ما تفرّد به في مقاربة الظواهر السرديّة من زاوية اللسانيّات التلفّظيّة.ولم يقتصر عملنا على استعراض المصطلحات والمفاهيم والمنجز بل خصّصنا قسمه الأخير لتقييم هذا التوجّه في تحليل النصّ السردي".