تحية من قلبي و قلوب أبناء وطني مملكة البحرين الأحبة .. الأعزة .. الكرماء أرفعها إلى أخوتي و أخواتي فناني و مثقفي أبناء جمهورية السودان الديمقرطية و إلى كافة الشعب السوداني الكريم بمناسبة ذكرى عيد الاستقلال لوطنهم العربي المسلم الشقيق الذي يصادف مثل صباح هذا اليوم الذي احتفلنا بقدومه الأول من يناير 1956 .. بمناسبة قدوم هذه السنة الجديدة و ذكرى استقلال السودان الشقيق أتوجه بالدعاء إلى الله ربي عزَّ وجل أن يحفظ بلاد أشقائي أهل السودان و أهل وطني الحبيب الغالي مملكة البحرين من أخطار الشرور و يحقق لهم و لنا الخيرات و الأمن و الأمان و الاستقرار و التقدم و الرخاء. و في هذه الذكرى المتجددة الخالدة التي استحضرتها من خلال زياراتي لهذا البلد الكريم و بحثي المتواصل في ثقافة المجتمعات السودانية الأصيلة و العريقة و الحقب التاريخية التي مرَّ بها السودان و التطورات الثقافية و الفنية و التراثية و الغنائية عبر ولاياته .. يسرني استحضار مقدمة الخطاب الذي ألقاه السيد إسماعيل الأزهري السيد رئيس مجلس الوزراء بمناسبة إعلان إستقلال السودان من داخل البرلمان ورفع علم الاستقلال بالقصر الجمهوري في صبيحة الساعة التاسعة من يوم الأول من يناير 1956 في هذه الذكرى الخالدة . حيث وجَّه خطابه إلى الشعب السوداني قائلا: " اللهم ياذا الجلال يامالك الملك ياواهب العزة و الاستقلال نحمدك ونشكرك ونستهديك ونطلب عفوك وغفرانك ونسال رشدك فأنك الموفق المعين. ليس أسعد في تاريخ السودان وشعبه من اليوم الذي تتم فيه حريته ويستكمل فيه استقلاله و تتهيأ له جميع مقومات الدولة ذات السيادة ففي هذه اللحظة الساعة التاسعة تماماً من اليوم الموافق أول يناير 1956 الثامن عشر من شهر جمادى الثاني سنة 1275هجرية .. نعلن مولد جمهورية السودان الأولى الديمقراطية المستقلة ويرتفع علمها المثلث الألوان ليخفق على رقعته وليكون رمزاً لسيادته وعزته. كما تستحضرني أروع الكلمات التي صاغها شاعر السودان الأستاذ الدكتور عبدالواحد عبدالله يوسف في 29 ديسمبر 1955 بعنوان " راية استقلالنا " و تعد رائعة من الروائع الخالدة وكان وقتها طالبا بكليه الآداب جامعة الخرطوم في المستوى الثاني. تخرج الدكتور الشاعر وهو إبناء مدينة " القضارف " و تدرج في العمل حتى عمل سفيرا بالخارجية السودانية وشرف السودان أجمع أيما تشريف و هو يقيم الآن بمسقط رأسه القضارف السودانية كما أعتقد . لحنت هذه الرائعه في الشعر السوداني وغناها عملاق الفن السوداني الأمبراطور كما يطلق عليه السودانيون الفنان الأستاذ محمد وردي في يوم الأول للاستقلال ( الأول من يناير 1956). ثم جدد غناءها أبناء السودان من الفنانين السودانين الشباب الدارسين و المتخرجين من كلية الموسيقى الدراما في الخرطوم العاصمة السودانية صورت في مناطق السودان عكست تلك الصور اعتزاز السودانيين بوطنهم .. من هذه الكلمات الرائعة جسدت الأوبريت الرائع المرفق لكم
...راية استقلالنا ... شعر ...
للدكتور الأستاذ عبدالواحد عبدالله يوسف
اليوم نرفع راية استقلالنا و يسطر التاريخ مولد شعبنا يا إخوتي غنوا لنا يا نيلنا .. يا أرضنا الخضراء يا حقل السنا يا مهد أجدادي يا كنزي العزيز المقتنى يا إخوتي غنوا لنا اليوم كرري .. كرري تحدث عن رجال كالأسود الضارية خاضوا اللهيب و شتتوا كتل الغزاة الباغية و النهر يطفح بالضحايا بالدماء القانية ما لان فرسان لنا بل فر جمع الطاغية يا إخوتي غنوا لنا اليوم و ليذكر التاريخ أبطالا لنا و صحبه غرسوا النواة الطاهرة و نفوسهم فاضت بحب ٍ كالبحار الزاخرة من أجلنا ارتادوا المنون و لمثل هذا اليوم كانوا يعملون إني أنا السودان أرض السؤدد هذي يدي ملأى بألوان الورود قطفتها من معبدي من قلب إفريقيا التي داست حصون المعتدي خطت بعزم شعوبها آفاق فجر أوحد فأنا لها و أنا بها و سأكون أول مفتدي يا إخوتي غنوا لنا . فمن قلبي من قلوب أبناء وطني مملكة البحرين أهنئكم بهذه الذكرى و كل عام و أهل السودان بألف خير .