مع اقتراب المباراة النارية بين الأهلي والهلال في دوري جميل من بدايتها نلقي نظرة عامة على الأوضاع الفنية للفريقين . الهلال
يعيش جمهور الهلال أوقاتاً صعبة بسبب عدم ثقتهم في المدرب دونيس حيث أن الجماهير غير راضية عن عمل المدرب اليوناني بسبب تخبطاته على مستوى قراءة المباريات أو على مستوى التشكيلة التي يبدأ بها المباراة أو على صعيد الخطط التي ينتهجها رغم أن المدرب اليوناني حصد بطولتين هذا الموسم وينافس على ثلاث هي الدوري وكأس الملك والبطولة الآسيوية ويأتي قلق الجمهور الهلالي من دونيس بعد علاقته المتوترة مع ناصر الشمراني إضافة إلى المستويات الهزيلة التي يقدمها الفريق الأزرق في الآونة الأخيرة حيث أن الفريق أصبح يفوز بصعوبة بالغة رغم التدوير المستمر وتبدو آثار الإرهاق جلية على عناصر الهلال.
بالنسبة لمباراة الأهلي فإنها تعتبر اختبار صعب لدونيس حيث أنه يتوجب عليه الفوز فقط لينعش حظوظه في الفوز بالدوري ودائماً ما كان ينتهج دونيس خطة 3-6-1 ولكنه بدأ بتغيير قناعاته في نهائي كأس ولي العهد وحول طريقته إلى 4-4-2 مما مكنته من إحراز اللقب ومن المتوقع أن يبدأ بنفس التكتيك ضد الأهلي ، دونيس يمتلك عناصر قادرة على تغيير مجريات اللقاء في أي وقت حيث أنه يمتلك حارس مرمى متمكن رغم هفواته القاتلة في بعض الأحيان كما أنه يمتلك خط دفاع متكامل ومتجانس بقيادة كواك وديجاو والشهراني والزوري ويمتلك أفضل خط في منتصف الملعب بقيادة الشلهوب وسالم والعابد وعطيف والفرج وإدواردو وسيكون خط المنتصف هو القوة الضاربة في الفريق حيث أنه يمتلك إمكانات كبيرة يستطيع من خلالها قلب الموازين لصالح الفريق الأزرق ، ويبرز في المقدمة ألميدا ويوسف السالم ويعتبر هجوم الهلال مصدر قلق من حيث إنهاء الهجمات ولكن متى مادعت الحاجة فإن ياسر القحطاني سيكون على دكة البدلاء فيما لم تتضح الصورة بشأن ناصر الشمراني
المدرب دونيس يعمد دائماً إلى محاولة الاحتفاظ بالكرة وحرمان الخصم منها مع اعتماده على الكرات البينية القصيرة وتنويع الهجمات ولكن ربما في مثل هذه المباريات لايسمح له الخصم بذلك وعليه إيجاد طرق بديلة . في الإجمال الهلال قادر على حسم اللقاء لصالحه متى ماتعامل مع المباراة بشكل جيد .
الأهلي
يعيش البيت الأهلاوي حالة من القلق والترقب قبل موقعة الهلال حيث أن الفوز وحده سيتيح لهم الحصول على الدوري الذي انتظروه طويلاً ولكن الأمور في الأهلي مشابهة للهلال من حيث عدم رضا المدرج الأخضر عن مدربهم جروس الذي يعيش أيضاً حالة من التخبطات حيث خسر نهائي كأس ولي العهد ويبدو أنه قريباً من توديع البطولة الآسيوية وأضاع العديد من النقاط السهلة في الدوري وتعتبر هذه المباراة مهمة له على الصعيد الشخصي لأن خسارة الأهلي ربما تعجل برحيله في نهاية الموسم يمتلك جروس قائمة مكتملة ويبدو أن كل شيء في الأهلي جاهزا للاحتفال بالدوري وسينتهج جروس خطة 4-5-1 في محاولة منه لإيقاف الاندفاع الهلالي المتوقع والنسبة لعناصر الفريق فنجد أن حراسة الأهلي تتذبذب بين المعيوف والمسيليم وهذا المركز غير مستقر ولكن يقف أمامه ساتر دفاعي قوي بقيادة أسامة هوساوي ومعتز وعبدالشافي وربما يزج بعقيل بلغيث الذي ربما يكون هو نقطة الضعف الكبرى فيما يمتلك خط وسط ناري بتواجد وليد باخشوين وتيسير الجاسم وبصاص وفيتفا والمقهوي وأمامهم الهداف عمر السومة وكل هذه العناصر قادرة على قلب الموازين متى ماكانت في أفضل حالاتها وتم تجهيزها جيداً على المستوى الذهني ويتواجد في دكة البدلاء ماركينهو ومهند عسيري متى مادعت الحاجة لهم . جروس يعاب عليه اللعب بنفس الأسلوب وعدم التغيير إلا فيما ندر حيث أنه يعتمد على اللعب على الأطراف بشكل مبالغ فيه ويجب عليه إعادة حساباته حيث أن هذه المباراة تعتبر مفصلية ومن الصعب التعويض فيها .
تعتبر مباراة الأهلي والهلال مباراة مدربين وقبل ذلك مباراة سيكون لعناصر الفريقين كلمة الفصل فيها فمتى ماكانت التهيئة النفسية والذهنية حاضرة فإننا سنشاهد مباراة نارية على المستوى الفني .