تحوم قرارات إقالات المدربين حول حمى مجموعة من مدربي دوري عبداللطيف جميل للمحترفين، رغم مضي 3 جولات فقط على انطلاقته، التي شهدت الكثير من التقلبات والصدمات، ولا زالت إدارات عدد كبير من الأندية تتريث قبل أي تصرف ربما يخل باستقرار الفرق ال 14 التي تتنافس في المسابقة حتى الآن. وفيما كان الرائد الوحيد وصاحب القرار الاول بإقالته مدربه الجزائري مطلع الموسم، تجهز أخرى قراراتها خلال فترة التوقف التي يرجح أن تميط اللثام عن مستويات بعض المدربين الذين لم يقدموا أنفسهم بشكل جيد ومناسب. وتبرز أسماء مدربي الرباعي الجماهيري الهلال والنصر والاتحاد والاهلي في قائمة أهم المدربين الذين تحاصرهم الأضواء سلبا وإيجابا هذا الموسم، حيث كانوا الأكثر تداولا خلال الأيام الماضية. بولوني يلخبط الاتحاد لم يكن أفضل المتشائمين يتوقع أن تسير الأمور بفريق الاتحاد مع بولوني على هذا النحو المرتبك في بداية الموسم، سيما أن من يقود الفريق في هذه المرة هو الرمز الجديد للعميد وعضوه المؤثر منصور البلوي، فالخروج بمستويات متذبذبة رغم «كم» اللاعبين اللذين أرفد بهم قائمة الفريق الأول وضع أكثر من علامة استفهام حول مستقبل الأصفر الغربي في المنافسات، إذ إن الانتصارات الثلاثة الصعبة كانت قد دقت ناقوس الخطر والحذر مبكرا حول هذا الظهور غير المطمئن، الذي لم يكن ليصبح مجديا فيما لو بقي الحال كما هو في الجولات المقبلة سيما في ظل فقر الثقة والثبات في الخطوط الخلفية. ولعل الخسارة من الفيصلي وإن اعتبرها كثيرون مفاجئة لاعتبارات التاريخ والإمكانات المادية والعناصرية، شخصت بدقة حجم الفريق فنيا قياسا بمنافسيه على لقب الدوري، فكانت الضربة مؤلمة لكنها قد تكون مجدية في هذا التوقيت لتدراك الخلل والعودة للطريق الصحيح. وما يثير حنقة الجماهير الاتحادية تشبث المدرب الروماني بولوني ببعض العناصر التي أجمع عليها النقاد كثيرا في أنها مكمن الخلل، سيما في الجانب الدفاعي حيث لم تقدم حتى الآن ما يشفع لها بالمشاركة في القائمة الأساسية، ووضع إصرار المدرب عليها علامة استفهام عريضة ممزوجة بكثير من الامتعاض عززتها الأخطاء الفادحة والبدائية في كثير من الأحيان. وفيما عجز المدرب نفسه عن معالجة تواضع قدرات بعض الأسماء بالتنظيم الجيد، تعالت الأصوات المطالبة برحيل بعض الأسماء أو الإبقاء عليها في دكة البدلاء، وفي مقدمتها الخبير حمد المنتشري الذي رغم تاريخه العريق الا انه ما زال يرتكب الكثير من الأخطاء القاتلة، فيما بقي ياسين حمزة الوحيد بين هذه المجموعة الذي يمكن اعتباره ورقة رابحة في هذا الخط ومصدر أمان له. دونيس ينهض بالهلال يسير الهلال مع دونيس بخطى ثابتة هذا الموسم على كافة الأصعدة، ويكاد يكون هو النادي الوحيد الذي ينعم بهدوء تام حتى الآن وبعيدا عن صخب الانتقادات، إذ تواصلت النتائج الإيجابية تحت قيادة مدربه اليوناني جورجيوس دونيس بتصدر ترتيب أندية الدوري السعودي بنهاية الجولة الثالثة بفارق نقطتين عن الشباب، وبات الفريق في دوري عبد اللطيف جميل للمحترفين في نسخته الثالثة الذي ينجح في تحقيق ثلاثة انتصارات، حيث فاز بنتيجة 2-0 على الوحدة و2-1 على الفتح و1-0 على الرائد. وسيواجه خلال الست جولات المقبلة ثلاثا من فرق المنافسة وهم الاتحاد والنصر والشباب، وحال حقق الفريق الفوز في هذه المباريات سيؤكد أنه الأقرب للقب الدوري في الموسم الحالي. أما على المستوى الآسيوي فقد أكمل الأسبوع الفائت مهمته الآسيوية لنصف النهائي بنجاح بالتعادل 2-2 مع لخويا القطري، وجاء هدف رودريغو ديغاو قبل النهاية بثلاث دقائق ليمنع أول خسارة للهلال في الموسم الحالي، الذي بدأه الزعيم بالتتويج بلقب كأس السوبر السعودي عندما فاز في لندن 1-0 على النصر. أما في كأس ولي العهد فتنتظر الفريق مواجهة نظيره التعاون يوم 30 نوفمبر المقبل في ختام مباريات ثمن النهائي وهي المباراة التي تم تأجيلها لمشاركته في دوري أبطال آسيا. ويجير للمدرب دونيس الفضل في كل ذلك إذ إنه ما زال أبرز مدربي الموسم حتى الآن، ونجح في التعامل مع عدة قضايا على رأسها تغيب ناصر الشمراني وعودة ياسر القحطاني والغيابات المتلاحقة، وحقق مع الزعيم بطولتين خلال فترة وجيزة. ديسلفا وجروس.. لا يقنعان لم يرض النصراويون حتى الآن على ديسلفا رغم الفوز في المباراتين الأخيرتين على النهضة في كأس ولي العهد ونجران في الدوري المحلي، إذ ساهم بشكل كبير في فقدان الأصفر 4 نقاط مهمة في افتتاحية الدوري، حيث ما زال مصرا على إخراج بعض العناصر والإبقاء على أخرى وفق قناعات غريبة باستثناء مايجا الذي كان طوق نجاة له مع عودة الفريق للواجهة، وطالبت جماهير النصر الإدارة بالتعاقد مع جهاز فني قادر خلال الفترة المقبلة للعمل على إعادة العالمي للواجهة خصوصا والفريق يمتلك أفضل اللاعبين المحليين في الدوري السعودي، بالإضافة إلى أنه المتسبب الأكبر في خسارة السوبر السعودي وكأس الملك على يد الهلال، ورغم كل الغضب عليه جددت إدارة النصر الثقة به ومنحته فرصة لتحسين وضع الفريق خلال فترة التوقف وعودة بعض مصابيه والموقوفين. في المقابل، ورغم أن الأهلي يحتل الوصافة الا انه في مواجهة مع المدرب جروس، المتوج بلقب أفضل مدربي الموسم الماضي، وذلك بعد مواقفه من بعض اللاعبين خاصة المؤثرين، ولعل فقدان نقطتين أمام التعاون وفوزه الصعب على الوحدة جعلته على مقصلة النقد سيما أنه منح كامل الصلاحيات لاختيار العناصر الاجنبية. ويحظى جروس بسجل حافل يعزز من بقائه، إذ إنه قدم موسما مميزا مع الأهلي في العام الماضي على الرغم من خسارته للقب الدوري في الأمتار الأخيرة لمصلحة النصر وخاض (45 مباراة) منذ ذلك الموسم ولم يخسر منها سوى مباراة وحيدة غير محلية وهو ما يجعله بين المدربين الاقرب للفوز بالدوري.