احتفلت مؤخراً مؤسسة سيزوبيل الرائدة في رعاية الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة في لبنان بتخريج تسعة من طلابها الشباب إثر إكمالهم برنامجاً تدريبياً للخدمات الفندقية. وتقدم مؤسسة الخدمة الاجتماعية لسلامة الطفولة، سيزوبيل، الدعم الطبي والمعنوي للشباب ذوي الاحتياجات الخاصة بما يسمح لهم بالاندماج في مجتمعاتهم ومواصلة حياة كريمة. وكان للشرفة حوار مع رئيسة سيزوبيل، فاديا صافي، حول هذه المبادرة ونشاطات أخرى تطلقها الجمعية. الشرفة: حدثينا عن المؤسسة وبرامجها. فاديا صافي: على مدار 36 عاماً، اضطلعت سيزوبيل بتلبية حاجات الأطفال المصابين بإعاقة عقلية وجسدية أو مرض التوحد عبر إقامة عدد من البرامج التي تعنى بالمصاب وعائلته أيضأ. فعلى سيبل المثال، لدينا برنامح استقبال العائلة الذي يتيح لها التعرف على مشكلة أطفالهم والمضاعفات التي قد تطرأ بسبب المرض فضلاً عن تقديم الدعم للعائلة أثناء مرحلة تشخيص المرض والتعاون معهم في تلبية احتياجاته. أما البرنامج الثاني فيتعلق بالتربية المتخصصة كبرنامج التدخل المبكر للأعمار من ثلاث إلى ست سنوات، ويهدف إلى تنمية طاقات الطفل المعاق لينتقل لاحقاً وفق قدراته إلى برنامج متعلق بالقراءة والكتابة وطرق التواصل مع المجتمع. الشرفة: هل تنظمون ورشاً تدريبية لغرض مساعدة المصابين على إيجاد فرص عمل؟ صافي: احتفلت سيزوبيل بتخريج أول دفعة من خمسة شبان وأربع شابات من المصابين بإعاقات عقلية خفيفة خضعوا جميعاً لبرنامج تدريبي للخدمات الفندقية على يد فريق متخصص وبالتعاون مع فندق فنيزيا. الشرفة: وهل لديكم تصور عمّن سيوظفهم؟ صافي: استحدثنا في الطابق الخامس من مركز المؤسسة نزلاً صغيرا باسم "ثلاثة قلوب"، وهو مشابه في خدماته لفندق من ثلاثة نجوم. المشروع جزء من مبادرتنا لتأمين عمل كريم لهم ولحالات مماثلة وكي يكونوا عناصر منتجة ضمن مجتمعهم. الشرفة: وكيف ولدت فكرة افتتاح الفندق وتدريب الطلاب؟ صافي: انطلاقاً من وقوفنا على ميول طلابنا وقدراتهم، يجري إلحاقهم بالمشاغل التي نشرف عليها، مثل مشاغل الشوكولا والمونة والخياطة. وتبين لنا منذ عامين أن عدداً من طلابنا يحبون الخدمة الفندقية، فسعينا لإنشاء هذه النزل. الشرفة: وهل الفندق جاهز لعمل الخريجين؟ صافي: الفندق افتتح أبوابه مطلع العام الجاري ويضم خمس غرف نوم وهو جاهز لاستقبال 12 زائراً. يستقبل الزوار من لبنان والخارج ضمن أجواء عائلية. ويسمح لمن يقطن فيه بالتعرف على رسالة المؤسسة والشباب، خصوصاً وأنه مجهز بقاعة اجتماعات ومحاضرات ومطعم مع ما يتطلب ذلك من خدمات المطبخ والاستقبال وخدمة الغرف ونقل الزوار من المطار إلى الفندق، كل ذلك بإشراف مسؤولين ورؤساء أقسام عنه. الشرفة: وكيف أمنتم التدريب لهم وماذا تضمن البرنامج؟ صافي: إدارة فندق فنيزيا وموظفوها اشتركوا معنا في هذا البرنامج الذي شهد تدريباً لطلابنا في فندقهم، فتعلم طلابنا أصول الاستقبال وخدمة الطاولات والغرف وغيرها من الخدمات الفندقية وذلك على يد فريق الفندق المتخصص الذي أصر على أن يكون التدريب متكاملاً. وتوج التدريب الذي استمر في المؤسسة بمنحهم الشهادات في احتفال في الفندق، برعاية وحضور وزير الشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور. أود أن أنوه إلى أن شراكتنا مع الفندق مستمرة، وقد استقبل أفواجاً جديدة لتدريبها. الشرفة: وهل لديكم ما يكفي من موارد مالية للقيام بالمزيد من النشاطات؟ صافي: أقمنا معرضاً للرسم بالتعاون مع فندق فنيزيا تضمن 90 لوحة من توقيع طلابنا اقتبسوها من أعمال لكبار الفنانين العالمين أمثال فان غوغ وبول غيراغوسيان ووجيه نحله. وسوف نستخدم ريع المبيعات لبناء مركز لمرضى التوحد وبرنامج جديد لتدريبهم على تدبر أمورهم للمستقبل باستقلالية.