بدأ «الائتلاف الوطني السوري» المعارض في إسطنبول امس أول اجتماع له منذ توسيعه قبل نحو شهر، لانتخاب قيادة جديدة وبحث مسألة تشكيل حكومة موقتة وإعادة تحديد الموقف السياسي من الحلول السياسية المطروحة، في وقت تتواصل المعارك العنيفة بين القوات النظامية والمعارضة للسيطرة على حمص في وسط سورية. وفي مقابلة مع صحيفة «الثورة» الحكومية، اتهم الرئيس بشار الأسد بعض الدول الغربية ب «دعم الإرهاب في سورية»، واعتبر أن ما حصل في مصر «سقوط لما يسمى الإسلام السياسي»، في حين ذكرت مصادر ان حزب «البعث» سيعقد مؤتمراً مصغراً في دمشق خلال اليومين المقبلين لتجديد قيادته. ويشارك في اجتماع «الائتلاف» الذي يستمر يومين وقد يمدد يومين آخرين، الأعضاء الجدد وهم 14 من «الحراك الثوري» و15 من المجالس السياسية ل «الجيش السوري الحر» و22 من «اتحاد الديموقراطيين السوريين» بزعامة ميشال كيلو. وقالت مصادر المعارضة إن الهيئة العامة ستنتخب رئيساً جديداً خلفاً للرئيس المستقيل معاذ الخطيب، من بين خمسة مرشحين هم الرئيس المكلف جورج صبرا ورئيس «المجلس الوطني» السابق برهان غليون ومرشح «المجلس الوطني» لؤي صافي، إضافة إلى مرشح «الكتلة الديموقراطية» أحمد عاصي جربا، اضافة الى مرشح من «الحراك الثوري». وستضم الهيئة السياسية الجديدة 11 عضواً بينهم الرئيس ونوابه الثلاثة والأمين العام. وإلى جانب اختيار الرئيس والفريق القيادي، سيناقش أعضاء «الائتلاف» تعيين حكومة «رئيس الوزراء» الانتقالي غسان هيتو، حيث يبرز اسم أحمد طعمة مرشحاً بديلاً لهيتو. كما سيناقش الموقف من مؤتمر «جنيف-2» وما عرف ب «محددات الموقف السياسي» التي كانت أعلنت في بداية العام وتضمنت رفض اي دور للأسد والقيادة الأمنية - العسكرية التابعة له في مستقبل سورية. وكانت كتائب مسلحة اعلنت امس توحيد قواها تحت لواء «الفرقة الرابعة -حرس دمشق»، وأعلنت العاصمة السورية «منطقة أعمال عسكرية». وجاء في شريط فيديو بثه احد قادتها العسكريين انه «في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها بلدنا الحبيب عموماً، ومدينة دمشق خصوصاً، من حصار خانق وخذلان خانق دولي وإقليمي، قررت معظم القوى العسكرية والثورية في مدينة دمشق وضواحيها الجنوبية التوحد تحت قيادة واحدة». وأكد ان مقاتلي المعارضة لا يبعدون سوى 1500 متر من مركز «عاصمة الأمويين». وأصيب امس معاون وزير العمل راكان إبراهيم بجروح خطرة ادت الى بتر احدى ساقيه، نتيجة انفجار عبوة ألصقت بسيارته في حي البرامكة بوسط دمشق. واستمرت قوات النظام امس في قصف الأحياء المحاصرة في حمص في اطار محاولتها السيطرة عليها، فيما شنت طائرات حربية غارات على أحياء في دمشق، واندلعت مواجهات عنيفة في شمال غربي البلاد. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ان الطيران شن غارات على احياء الخالدية وباب هود والقصور وجورة الشياح فيما تواصلت الاشتباكات العنيفة عند أطراف حي الخالدية مع تجدد محاولات القوات النظامية لاقتحامه. كذلك قصف الطيران حي جوبر شرق دمشق ودارت مواجهات في بساتين حي برزة وحي القابون اللذين تعرضا لقصف مدفعي عنيف. وذكرت مصادر سورية امس ان حزب «البعث» سيعقد مؤتمراً مصغراً في دمشق في اليومين المقبلين، هو الأول من نوعه منذ اندلاع الأزمة في البلاد وإلغاء المادة الثامنة من الدستور التي كانت تنص على ان «البعث» هو الحزب القائد للدولة والمجتمع. وأشارت الى ان المؤتمر سيعقد بمشاركة اللجنة المركزية التي تضم نحو 90 عضواً ومسؤولي الحزب، لبحث مستجدات الوضعين الداخلي والخارجي. وتوقعت المصادر ان يجري تغيير كامل لأعضاء القيادة القطرية التي تضم 14 عضواً وانتخاب امين عام مساعد جديد للحزب، ورجحت ان يلقي الأسد كلمة خلال المؤتمر. وكان الرئيس السوري اتهم دولاً غربية ب «دعم الإرهاب في سورية» بهدف تحويلها إلى «أرض للإرهاب»، وقال في مقابلة مع صحيفة «الثورة» الحكومية نشرت امس إن سورية لم تتحول أرضاً للجهاد، ف «الجهاد هو جهاد من أجل الخير، هو بناء وتطوير ودفاع عن الوطن والرسالة»، وإن «ما يحصل الآن هو تحويل سورية إلى أرض للإرهاب». وقال: «بعض الدول الغربية تدعم الإرهاب في سورية، وهو أنها تعتقد أن هذه المجموعات الإرهابية التكفيرية والتي شكلت لها هاجساً أمنياً على مدى عقود ستأتي إلى سورية وتُقتل. وبالتالي يتخلصون منها وينقلون المعركة من دولهم ومناطق نفوذهم إلى سورية فيتخلصون منها دفعة واحدة ويضعفون سورية الدولة أيضاً». واعتبر الأسد أن ما حصل في مصر خلال اليومين الماضيين «سقوط لما يسمى الإسلام السياسي»، والشعب المصري «اكتشف بسرعة كذب الإخوان المسلمين بسبب أدائهم». وقال: «بالنسبة إلينا كنا نراها (تجربة) فاشلة قبل أن تبدأ».