أظهرت الإستدلالية الأثر الفعلي لمرض السدة الرئوية المزمنة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا ، حيث يصيب المرض أكثر من 13 مليون شخص أقل من ثلثهم تم تشخيصه أو بدأ بالعلاج اللازم .. بالتعاون مع الجمعية العلمية السعودية للطب الباطني ، والجمعية السعودية لطب وجراحة الصدر اعلنت ( جالكسو سميث كلاين ) إحدى المؤسسات الرائدة عالميا في الرعاية الصحية والدوائية المرتكزة على الأبحاث ، في : 15/ ابريل / 2013 م بفندق بارك حياة بجدة نتائج دراسة BREATHE الإستدلالية المرتكزة على السكان ، والتي تعد أول دراسة إقليمية عن مرض السدة الرئوية المزمنة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا ، وتشير الدراسة إلى أن أكثر من 13 مليون نسمة في الشرق الاوسط وافريقيا يعانون من هذا المرض ، الناجم عن تدخين السجائر ، ويبدو هذا الرقم تحفظيا نظرا لأن مخاطر الإصابة الأخرى مثل تدخين الشيشة أو التعرض لحرق الوقود الحيوي ، لم تؤخذ بعين الاعتبار ، في حساب الاعداد ، وبالمثل فإن تقديرات تفشي المرض تبدو بمثابة قمة جبل الثلج فقط ، حيث أن نسبة الأفراد المعرضين للإصابة بالمرض تفوق 30% وهم يمثلون حالات في قائمة الإنتظار للمرض . أظهرت دراسة BREATHE أن معدل تفشي المرض في المملكة العربية السعودية يصل إلى 2.4% في السكان من عمر 40 عاما فما فوق ، وإجمالي تفشي المرض في الإحدى عشرة دولة هو 3.6% ، والذي يعادل تقريبا نسبة تعداد السكان المصابين بالربو أو الفشل المزمن في عضلة القلب ، وأعلى بعشر مرات من نسبة المصابين بالصرع في نفس الفئة العمرية ، وإلى الآن تظل المعلومات المتوفرة عن تفشي مرض السدة الرئوية المزمنة في الشرق الأوسط وافريقيا محدودة ، وحجم العبء المرضي الفعلي في هذه المنطقة ما يزال محدودا الى حد بعيد . يرى الطبيبان السعوديان الدكتور / سراج عمر ولي إستشاري طب الصدر والنوم بكلية الطب بجامعة الملك عبد العزيز بجدة ، والدكتور / مجدي إدريس استشاري أمراض الصدر ورئيس قسم الأمراض الصدرية بمستشفى القوات المسلحة بالرياض، من اللجنة التوجيهية لدراسة BREATHE أن الدراسة نجحت لأول مرة في قياس العبء الفعلي لمرض السدة الرئوية المزمنة من حيث تكلفته المجتمعية وتأثير المرض على المرضى وأسرهم في المنطقة ، وبعد اليوم العالمي لمرض السدة المزمنة تعتبر هذه الدراسة الإستدلالية بمثابة دعوة للعمل لنا جميعا ، لتحسين الوقاية والتشخيص والعلاج وأسلوب معيشة ال2.4% مريض اللذين يتعايشون مع هذا المرض المزمن في المملكة العربية السعودية . يتوقع أن تزيد حالات العجز والوفيات بسبب السدة الرئوية المزمنة في الدول النامية خلال العقود القادمة ، والسبب في هذا يرجع بالمقام الأول لتزايد معدلات التدخين الذي يعد أحد أشهر مخاطر الإصابة بالمرض . وقد كشفت نتائج دراسة BREATHE أن التدخين ما زال يشكل أزمة صحية عامة ومتزايدة في المنطقة بمعدلات تصل إلى 30% . هناك عدد من النتائج الهامة المنبثقة عن دراسة BREATHE والتي سيكون لها الأثر العظيم في مواجهة مرض ا لسدة الرئوية المزمنة في منطقة الشرق الاوسط وافريقيا ، خلال السنوات القادمة . فقد أظهرت الدراسة أن نسبة الحالات التي تخضع للعلاج وفقا للخطوط التوجيهية العلاجية الحالية ( مثل توجيهات GOLD2 ) تقل عن 10% . كما أن العبء الصحي الإقتصادي لمواجهة هذا المرض ضخم بحق . إذ أظهرت الدراسة أن مرض السدة الرئوية المزمنة تسبب في إجمالي 1000 إستشارة طبية ، و190 تردد على إستقبال الطوارئ ،و175 حالة دخول بالمستشفى كل ساعة ، في الإحدى عشرة دولة التي أجريت فيها . أظهرت دراسة BREATHE أن العديد من المرضى على دراية ضعيفة بمرض السدة الرئوية المزمنة وكيفية مواجهته ، ويمكن تكثيف الجهود لرفع الوعي بالمرض ، 30% من المرضى ليسوا على متأكدين من السبب الكامن وراء إصابتهم بالمرض، بينما أنكر50% معرفتهم بأن التدخين سبب محتمل ، وما يبعث على القلق أكثر وأكثر أن 65% من هؤلاء المرضى اللذين تم تشخيص إصابتهم بهذا المرض مازالوا يدخنون بصفة مستمرة . كما صرح الدكتور / محمد هاني سليمان المدير الطبي قائلا إن دراسة BREATHE تمثل حجر الزاوية في تأسيس إلتزام طويل الأثر بتحسين الرعاية التنفسية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا ، وستُنشر الدراسة في مجلة الطب التنفسي قبل نهاية العام ، ونأمل أن زيادة الوعي بنتائج دراسة BREATHE ستفيد عملية التخطيط للصحة العامة من خلال الحكومات ومديري الخدمات الطبية ، وفي نهاية المطاف تحسن معيشة المرضى المصابين بهذا المرض المزمن . نبذة عن مرض السدة الرئوية المزمنة : السدة الرئوية هي إختصار لعبارة ( مرض السدة الرئوية المزمنة ) ، وهو إسم عام يطلق على عدد من الحالات منها الإلتهاب المزمن للشعب الهوائية وإنتفاخ الرئة ، وتسبب السدة الرئوية ضيقا في ممرات الهواء بالرئة ، مما يزيد صعوبة تحرك الهواء من وإلى الرئة . تبدأ أعراض السدة الرئوية عادة بالكحة ، التي تصبح تدريجيا مستديمة أكثر وأكثر ، ومع الوقت قد يعاني المريض من صعوبة أو ضيق بالتنفس ، حتى بدون بذل مجهود ، كما أن المصابين بالسدة الرئوية عرضة للإصابة بعدوى صدرية أكثر من غيرهم ، مما قد يجعل الأعراض تتفاقم على المدى القصير .