اختتمت ، فعاليات ملتقى الفجيرة للربابة بدورته الثالثة ، بإقامة احتفال على المسرح الأثري داخل قلعة امارة الفجيرة التاريخية الشهيرة .الملتقى كان قد أقيم تحت رعاية سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي ولي عهد الفجيرة، ومتابعة وإشراف من الشيخ راشد بنحمد بن محمد الشرقي رئيس هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام وتنظيمهيئة الفجيرة للثقافة والإعلام بمشاركة باحثين وعازفين من عشر دول عربية وأجنبية على مدار ثلاثة ايام متتالية . شهد حفل الختام محمد سيف الأفخم مدير بلدية الفجيرة وعضومجلس ادارة الهيئة ، وإبراهيم علان المدير التنفيذي لهيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، وسامي الباسلي مشرف الملتقى وعدد من الباحثين والعازفين المتميزين الذين سهمون في تقديم نماذج من المعزوفات إحياء لآلة الربابة المتأصلة في حياتنا الثقافية والفنية وبحضور جماهيري كبير وعدد كبير من مختلف وسائل الإعلام المحلية والدولية . تضمن حفل الاختتام سهرة تراثية للمشاركين التقى فيها العازفون مع عشاق الشعر والنغم، في قلب قلعة الفجيرة التاريخية حيث تبادل الشعراء والعازفون تقديم فقراتهم، وقدم كل من الفنان راشد حميد المشيخي من سلطنة عمان مجموعة من القصائد مع معزوفات الربابة المتنوعة منها قصيدة " اهل الامارات" وقصيدة بدو الخويرة " كما قدم مجموعة من المعزوفات التي تخص التراث العماني وبعض الشلات بمشاركة آلة الربابة. أما الفنان انور ابو دراغ من العراق فقدم مجموعة مميزة من المعزوفات والمواويل والأشعار والموشحات العراقية ذات الطابع المزموم،حيث عبر من خلال العزف على آلة الربابة عن أصالة الموروث الفني العراقي كما قدم الفنان والشاعر حماده عوده السليمانيين من البحرين الذي يشارك للمرة الاولى في الملتقى مجموعة من القصائد منها قصيدة " شموخ الامارات " وقصيدة “شطي بي الغزلاني ” وقصيدة " في ذمتي " كما قدم ألحان وأشعار من التراث البحريني بأداء متقن اما الفنان دواد عبد اللاييف من اذربيجان والذي تميز بارتداء الزي الشعبي لينقل صورة أكثر تعبيرا عن ملامح التراث الأذربيجاني، وقد حكت الربابة الأذربيجانية الكثير من القصص والحكايات عن تلك المنطقة.وهو باحث وعازف بمجال الربابة فقدم مجموعة من المعزوفات الاذربيجانية .
واختتمت العروض الغنائية بعرض ثنائي مبتكر جمع بين الفنان أنورأبو دراغ والفنان داودعبداللاييف، قدما فيه مقطوعة مشتركة شدت فيهما الجوزة العراقية بالرباب الأذري ( نوع منأنواع الالات الوترية ) بأحاديث الشجن، في لوحة فنية منسجمة وجها من خلالها رسالة إلى العالم مفادها "إن الموسيقى لغة تخاطب عالمية لا تعرف الحدود الجغرافية والفروقات الثقافية " .
وفي نهاية الحفل قام المهندس محمد سيف الأفخم بتكريم ضيوف الملتقى من عازفين وفنانين . وأشار محمد سيف الافخم إلى أن اذربيجان شاركت للمرة الأولى في ملتقى الفجيرة للربابة وذلك من خلال مشاركة أحد فنانيها الشعبيين البارزين في العزف على الربابة وهو دواد عبد اللاييف
الذي قدم مجموعة من المعزوفات الموسيقية الاذربيجانيه المتنوعة التي لاقت استحساناً كبيراً من الحضور. واكد الأفخم ان فعاليات الملتقى نجحت على الرغم من قصرمدتها في إثارة الاهتمام بآلة قديمة وتشكيل حالة إحياء للتراث الفني الموسيقي في دولة الإمارات خاصة والمنطقة العربية والعالم عامة.كما وسيتم توسعة دائرة المشاركة في ملتقى الفجيرة الرابع للربابة، لتشمل دولاً من آسيا وأوروبا ممن لديها حضورقوي في المعزوفات الخاصة بآلة الربابة . وعن ملتقى الفجيرة للربابة قالت الا بايروموفا مديرة المتحف الموسيقي والثقافي الحكومي لجمهورية اذربيجان :ان الملتقى ساهم في جذب الانتباه لآلة الربابة، حيث إننا في أذربيجان نواجه ذات المشكلة التي تتعلق بجمع المعلومات التي توصلنا إلى أصل ونشأة هذه الآلة، وفي الحقيقة إن الملتقى والمنتدى المصاحب جمع باحثين من مختلف المدارس لمناقشة القضايا المتعلقة بالربابة، إلى جانب تنبيه العلماء والباحثين للقضية.وأشاد فهد كريم الباحث في مجال التراث بالأردن: بملتقى الفجيرة للربابة وقال بما أن دولة الإمارات تلعب دورا مميزا ومهما في نشر الثقافة والآداب والفنون من خلال المتلقيات والمهرجانات والمعاهد ومختلف الأنشطة، أقترح تأسيس معهد بالدولة يعنى بتعليم الربابة، وتحديدا في أكاديمية الشعر بإمارة أبوظبي بهدف نشر ثقافة الربابة والحفاظ عليها وتوريثها للأجيال والاستمتاع بها.