عاد مسلسل حوادث المعلمات للظهور مجدداً عبر مأساة جديدة متكررة تمثلت في وفاة ثلاث معلمات وإصابة ثلاث أخريات وسائقهن، اثنتان منهن في حالة حرجة، إثر حادثة مرورية وقع في وادي الريم على طريق الهجرة المؤدي إلى المدينةالمنورة أمس. وأوضح مدير شعبة السلامة المرورية بالإدارة العامة للمرور في منطقة المدينةالمنورة العقيد عمر الجهني ل الزميلة «الحياة» أن ست معلمات تعرضن لحادثة مرورية على طريق الهجرة في الكيلو 55، مبيناً أن الحادثة أسفرت عن وفاة ثلاث معلمات، وإصابة زميلاتهن، إضافة إلى السائق. وقال العقيد الجهني إن المصابات والسائق يتلقون العلاج اللازم حالياً في مستشفى الملك فهد بالمدينةالمنورة. وعلمت الزميلة «الحياة» أن الحادثة وقعت في تمام الساعة الواحدة ظهراً، أثناء عودتهن من المدرسة التي تبعد عن المدينةالمنورة أكثر من 200 كيلو متر إلى منازلهن، وأنه تم نقل إحدى المتوفيات بإخلاء جوي طبي لحرج حالتها، بيد أنها توفيت عقب وصولها إلى المستشفى متأثرة بجراحها. وأوضحت مصادر مطلعة ل الزميلة «الحياة» أن المعلمات اللاتي تعرضن للحادثة يدرسن في مدرسة السريحة، ويقطعن مسافة تقدر بنحو 200 كيلو متر للوصول إلى المدرسة بشكل يومي. وبينت المصادر أن المعلمات المتوفيات هن غدير الردادي (26 عاماً)، ليلى الردادي (38 عاماً)، وعواطف الجهني (43 عاماً)، بينما أصيبت المعلمات نجلاء الجهني (36 عاماً)، سمر شريف (29 عاماً)، وروعة عبدالعزيز (29 عاماً)، اثنتان منهن حالتاهما حرجتان، فيما تعرض سائق المركبة محمد البناء (26 عاماً) لإصابات بليغة، نقلوا جميعاً إلى المستشفى لاتخاذ الإجراء اللازم. وتحدث عبدالله الردادي (والد المعلمة غدير الردادي) إلى الزميلة «الحياة» حول الفاجعة، وقال إن ابنته غدير كانت تنتظر موعد زواجها المقرر عقده بعد شهرين من الآن، بيد أن القدر سبق زواجها وانتقلت إلى رحمة الله، وهي تعمل معلمة للحاسب الآلي منذ نحو عامين في المدرسة نفسها. وأضاف الردادي: «المعلمة ليلى الردادي هي ابنة أخي، وكانت بصحبة ابنتي في المركبة نفسها، وعملت في التدريس داخل هذه المدرسة منذ نحو عامين، وهي تعمل مدرسة لمادة الثقافة الإسلامية»، لافتاً إلى أنها متزوجة ولديها ابنة واحدة. واشتكى من تعامل إدارة المستشفى وعدم تعاطفهم مع حالة ابنته، إذ اضطر إلى التنقل من قسم لآخر لإنهاء إجراءات دفن ابنته، واستغرق ذلك من فترة الظهيرة وحتى صلاة العشاء، إذ لم يلاحظ أي مراعاة لحالته النفسية، مؤكداً أن المسؤولين في إدارة تعليم المدينة لم يتصلوا به أو يبدو أي اهتمام تجاه الحالة التي ألمت بالمعلمات، إضافة إلى عدم وجود أي مسؤول في المستشفى لمتابعة حالات المعلمات. من جهته، وجه المدير العام للتربية والتعليم بمحافظة مهد الذهب الدكتور سعيد بن عليثة الجريسي مساعده للشؤون التعليمة سلطان المهلكي بالوقوف على حالة المعلمات اللاتي ذهبن ضحية حادثة بعد عودتهن من أداء عملهن، موضحاً أنه موجود حالياً في الرياض لأداء إحدى المهام الوظيفية. كما ألزم مساعده بنقل تعازي وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله ونوابه إلى ذوي المعلمات المتوفيات، سائلاً المولى أن يغفر لهن وأن يمن على المصابات منهن بالشفاء العاجل. وحاولت «الحياة» التواصل مع المتحدث الإعلامي لإدارة التربية والتعليم بالمدينةالمنورة عمر البرناوي، بيد أنه لم يتجاوب مع الاتصالات المتكررة. يذكر أن ورقة علمية استعرضها المؤتمر الدولي الأول للنقل المدرسي أخيراً، أكدت أن نسبة حوادث المعلمات بلغت 6.2 في المئة، فيما بلغت النسبة الوطنية لحوادث المجتمع 4 في المئة، وتعد نسبة حوادث المعلمات أكبر من النسبة الوطنية لحوادث المجتمع.