لقيت 3 معلمات مصرعهن "حرقا"، وأصيبت زميلتهن الرابعة وسائقهن بعد أن اشتعلت النيران في المركبة التي كانت تقلهن إثر حادث تصادم أودى بحياة طالبين كانا في السيارة الأخرى على طريق قرية "الدوارة" التابعة لمحافظة الكامل شمال منطقة مكةالمكرمة صباح أمس. الحادث المروع وقع قبيل وصول 4 معلمات إلى مدرستهن الثانوية في قرية "الدوارة"، وفي الساعة 7 من صباح أمس، إذ اصطدمت المركبة التي كانت تقلهن وهي من نوع "جمس" بسيارة أخرى من نوع وانيت يستقلها طالبان كانا متجهين إلى مدرستهما الثانوية في قرية مجاورة، مما أدى إلى اشتعال النيران على الفور في سيارة المعلمات، وتمكنت إحدى المعلمات والسائق "سوداني الجنسية" من الخروج من السيارة قبل احتراقها، لتلقى 3 مصرعهن داخل السيارة، فيما لقي الطالبان في السيارة الأخرى مصرعهما فور وقوع الحادث. وأكد معلمون باشروا الحادث فور وقوعه على الطريق الذي يسلكونه يوميا باتجاه مدارسهم، أن الحادث وقع على طريق زراعي متعرج يربط عدة قرى تتبع لمحافظتي الكامل وخليص شمال مكةالمكرمة بطريق المدينةالمنورة السريع، مشيرين إلى أنهم عندما لم يستطيعوا إخراج المعلمات من السيارة المحترقة لشدة الحريق، اتجهوا إلى أقرب نقطة اتصال وأبلغوا الدفاع المدني الذي باشر الحادث على الفور، واستدعى طائرة إخلاء طبي نقلت المعلمة المصابة والسائق إلى أقرب مستشفى في مركز الحمنة التابع لمنطقة المدينةالمنورة. من جانبه، أوضح مدير مكتب التربية والتعليم بمحافظة الكامل فارس السلمي ل"الوطن"، أنه تلقى اتصالا من قسم الإشراف التربوي النسوي بالمحافظة، بناء على بلاغ نقلته مديرة مدرسة الدوارة الثانوية، تفيد فيه بوفاة 3 معلمات وإصابة رابعة إثر حادث مروري تعرضن له قبيل وصولهن إلى المدرسة. وأكد أنه تم إبلاغ مدير عام التربية والتعليم بمنطقة مكةالمكرمة فورا بوقوع الحادثة، حيث وجه بضرورة مباشرة الحادث بالتنسيق مع مختلف الجهات المعنية، ومؤازرة ذوي المتوفيات والمتوفين من المعلمات والطلاب. من جانبه، أوضح المتحدث الإعلامي للدفاع المدني بمنطقة مكةالمكرمة المقدم سعيد سرحان، أن مركز القيادة والسيطرة بمديرية الدفاع المدني بالمنطقة تلقى عن طريق مركز الدفاع المدني بمحافظة خليص بلاغا عن حادث مروري في تمام الساعة 7:30 من صباح أمس، ويفيد بتصادم سيارتين، وتم على الفور تحريك فرقة إنقاذ وحريق من مركز خليص ومركز ثول لمباشرة الحادث. وبين أنه تم تحريك طائرة إنقاذ لموقع الحادث نظرا لوجود إصابتين بليغتين، نقلا من مركز صحي الحمنة إلى مستشفى الملك عبدالعزيز بجدة. إلى ذلك، أوضحت عدد من زميلات المعلمات بمدرسة الدوارة الثانوية، أنهن لاحظن تأخر زميلاتهن عن الحضور، وبعد دقائق من بدء الطابور الصباحي تلقين عن طريق حارس المدرسة نبأ تعرضهن لحادث مروري ووفاة بعضهن، وتأكدن لاحقا أن الموت لم يمهل سوى واحدة منهن وهي تغريد عايد الجهني، التي نقلت عبر طائرة الإخلاء إلى المستشفى. عزيزة.. رفضت الغياب وأصرت على الموت رغم محاولات زميلاتها لها بعدم التوجه إلى المدرسة بمفردها أمس، رفضت الأم والمعلمة عزيزة معلا المحمادي كل هذه المحاولات، وكأنها تصر على لقاء الموت. المعلمة عزيزة وثلاث من زميلاتها المعلمات يستقللن يوميا سيارة خاصة انطلاقا من سكنهن في مدينة بحرة شرق جدة، إلى مدرستهن في قرية الدوارة شمال منطقة مكةالمكرمة ليقطعن يوميا نحو 500 كيلو متر ذهابا وإيابا، وأمام عارض صحي تعرضت له اثنتان من زميلاتها في المركبة، جعلهما تعزمان على عدم الذهاب إلى المدرسة أمس، واتفقت معهما الثالثة على ألا تذهب هي الأخرى إلى المدرسة.. رفضت عزيزة طلب زميلاتها الثلاث بالغياب معهن. عزيزة أصرت على أن تذهب إلى المدرسة، ولم تستمع لمطالب زميلاتها، واقترحت حلا لم تعلم أن فيه هلاكها، وهو أن تجري اتصالا بزميلات أخريات لهن، يذهبن يوميا إلى مدرسة مجاورة في نفس القرية، لتطلب مرافقتهن في مركبتهن، كونها الوحيدة التي ستذهب إلى المدرسة أمس. تفاصيل هذه القصة نقلتها مديرة مدرسة الدوارة الثانوية لمدير مكتب التربية والتعليم بالكامل فارس السلمي، مؤكدة أن الدفاع المدني الذي باشر الحادث استفسر عن هوية معلمة متوفاة، وهي ليست من معلمات مدرستها، وأنه بعد إجراء اتصال بالمعلمات اللاتي يستقللن سيارة أخرى، ولم يحضرن إلى مدرستهن، أبلغن المديرة بأن زميلتهن عزيزة رافقت أمس المعلمات اللاتي تعرضن لحادث مروري، وأنها لأول مرة ترافقهن لإصرارها على الذهاب إلى المدرسة. المتوفون • عزيزة معلا المحمادي الحربي (معلمة) • نوف نافع العبيدي السلمي (معلمة) • نجوى سعود عون المعنا (معلمة) • سعود سليوع السلمي (طالب) • أحمد غطيش السلمي (طالب) المصابان: • تغريد عايد عواد الجهني (معلمة) • أحمد سعيد (سائق سوداني)