هل سيعاود الأميركيون الإفراط في أكل البطاطا المقلية للعيش لمدة أطول؟ فقد أظهرت دراسة مثيرة للجدل وللمخاوف في بلد البدناء أن البدانة القليلة تطيل العمر. وقال طبيب الأمراض القلبية فرانسيسكو لوبيز خيمينيز لوكالة فرانس برس، تعليقا على نتائج هذه الدراسة التي نشرت الثلاثاء في مجلة "جورنال أوف ذي ميديكل أميريكن أسوسييشن" إنه "من المقلق تبسيط نتائج هذه الدراسة والظن أنه لا بأس بالوزن الزائد". وبحسب هذا التحليل الذي استند إلى حوالى 100 دراسة من أنحاء العالم أجمع، فإن أصحاب الوزن الزائد قليلا أو قليلي البدانة يعيشون لمدة أطول قد تتخطى ب 6% تلك المتوقعة لأصحاب الاوزان الطبيعية. وقدم هذا التحليل الذي شمل ثلاثة ملايين شخص فرضيات عدة لتفسير هذه المفارقة، مثل التأثيرات الايجابية لاحتياطي الطاقة في الجسم وخضوع البدناء لعلاجات طبية أكثر من غيرهم. غير أن الباحثين ذكروا بأن شدة البدانة تزيد بشكل ملحوظ خطر الوفاة. ولفت المسؤول عن قسم الأمراض القلبية في مستشفى مايو في ولاية مينيسوتا إلى أن "مئات الدراسات تظهر أن الوزن الزائد أو البدانة القليلة قد يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري وارتفاع ضغط الدم ونسبة الكولسترول، كما أن خسارة هذه الكيلوغرامات الزائدة من شأنها أن تحسن الوضع". وتعتبر الولاياتالمتحدة بلد البدناء حيث تطال البدانة بالغا واحدا من أصل ثلاثة، وطفلا واحدا من أصل خمسة، في حين يعاني ثلثا البالغين وثلث الأطفال وزنا زائدا. وقد بينت دراسة حديثة أن البدانة قد تصيب أكثر من 42% من الأميركيين في العام 2030، أي أنها قد تطال 32 مليون شخص إضافي. وقد بلغت التكاليف الصحية الناجمة عن البدانة 190 مليار دولار في السنة الواحدة، بين العامين 2000 و 2005، و147 مليار في العام 2009. وقد وصلت نسبة الاطفال البدناء إلى 17%، وهي ازدادت ثلاث مرات في غضون 30 سنة. ويعاني ثلث الاميركيين الذين تخطوا العشرين من العمر وأكثر من نصف الاميركيين الذين تخطوا الخامسة والخمسين ارتفاعا في ضغط الدم الشرياني. وباتت البدانة مشكلة جد كبيرة في مجال الصحة العامة بحيث لا تتوانى السيدة الاولى ميشيل أوباما عن ممارسة الرياضة وتناول الوجبات الصحية امام عدسات الكاميرات، لحث مواطنيها على اعتماد نمط عيش ونظام غذائي صحيين. وأشارت الكاتبة ماريلين وان صاحبة كتاب "فات!سو" (ما المشكلة في أن يكون المرء سمينا؟) على موقع قناة "سي إن إن" إلى أن "هذه الدراسة قد أكدت ما كنت اعرفه منذ زمن طويل، ألا وهو أن السمنة ليس نهاية الحياة". لكن ماريلين وان لم تشجع على اكتساب الوزن، مفضلة التركيز على التمييز الذي يطال البدناء في الولاياتالمتحدة. أما بول كامبوس صاحب كتاب "أسطورة البدانة"، فهو اتهم في افتتاحية نشرت في صحيفة "نيويورك تايمز" تحمل عنوان "خوفنا العبثي من السمنة" قطاع المنتجات الصيدلانية والمنحفة بالاستفادة مما سماه "هوس الأميركيين بالبدانة". واعتبر والتر ويليت الاستاذ المحاضر في علم التغذية في كلية هارفرد للصحة العامة ان الدراسة "لم تقدم إلا الحماقات". وقال الاختصاصي في شؤون التغذية أن المشكلة تكمن في أن أصحاب الوزن الطبيعي لا يميزون بين "الاشخاص النحفاء والنشطاء وكبار المدخنين والمصابين بالسرطان والمتقدمين في السن الذين هزلوا بسبب مشاكل صحية". وأكد أن "مقارنة هذه الفئات من الاشخاص بأصحاب الوزن الزائد او البدناء يؤدي إلى نتائج خاطئة". ولفت اختصاصيون آخرون إلى أن هذه الدراسة تمزج بين وزن الشحم ووزن العضل، وترتكز على مؤشر كتلة الجسم الذي لا يعد عنصرا صائبا من الناحية العلمية، فضلا عن أن القيمين عليها ذكروا نسبة الوفيات وليس نسبة الامراض، ما يعني أن المرء قد يعيش لمدة اطول لكن مصابا بأمراض أكثر. فما الحل إذن؟ هل يمكننا الافراط في أكل البيتزا والحلويات؟ خلص مستخدمون كثيرون على مدونات عدة إلى انه، أيا تكن النتجة، لن يخرج المرء حيا، سمينا كان أم نحيفا.