الرياض - تشهد أوساط شبابية سعودية جدلاً بين معارضين لعمل فتيات سعوديات في فروع أحد المطاعم العالمية في جدة، وبين مؤيدين للخطوة، تدور رحاه على صفحات موقع التواصل الاجتماعي تويتر. ودشّن المعارضون لهذه الخطوة هاشتاغ سمّوه "مقاطعة الهارديز بجدة" طالبوا خلاله بمقاطعة المطعم الشهير، ووجهوا عبره هجوماً حاداً إلى وزارة العمل، معتبرين أنها تسبّبت بقراراتها في خروج الفتيات واختلاطهن بمجالات العمل المختلفة مع الرجال. ورد المؤيدون لهذه الخطوة بتغريدات متعددة لفتت إلى أن الفتيات متمسكات بحجابهن، وأن "العمل الشريف" لا يعيبهن، مطالبين بوضع حلول لبطالتهن أولاً قبل الحديث عن اختلاطهن. وكانت وزارة العمل السعودية أصدرت في تموز الماضي جملة من القرارات تسمح بعمل المرأة في الأماكن العامة ومنها المطاعم (في أماكن إعداد وتجهيز الأكل في المطابخ)، مع التأكيد على توفير البيئة الملائمة لعمل المرأة وتقنين تعاملها مع الزبائن، ومنع الخلوة منعاً باتا. وقال أحد المغردين تعليقاً على صورة لفتيات عاملات في أحد فروع المطعم بجدة، منتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، إن "البنات متسترات واستحي أحط عيني عليهم"، فيما علق ثانٍ بالقول "من حقك ألا تشتري من مكان تبيع فيه المرأة، ولكن لا تقذفها ولا تتهمها حتى لا تكون مثيراً للشفقة والاشمئزاز". ويواجه عمل المرأة في المطاعم جدلا كبيرا في بلد تعاني فيه النساء من قيود كثيرة منها منعها من قيادة السيارة والسفر دون محرم ذكر. وكانت سلسلة مطاعم سعودية عائلية وفرت 150 وظيفة لسعوديات في مجال خدمة دعم واستقبال طلبات الزبائن الهاتفية بهدف "دعم تواجدها الحضاري والفعال في المجتمع"، حسب صحيفة "الرياض" المحلية. وقال مصدر في الشركة إن نسبة المبيعات زادت بشكل ملحوظ بعد توظيف الفتيات، لأنها أقدر على التعامل مع الجمهور وأكثر لباقة. وتعاني السعودية أكبر اقتصاد عربي من أزمة بطالة متفاقمة تقدر بأكثر من 10 بالمئة، وتظهر بيانات ارتفاع نسبة النساء بين العاطلين عن العمل. وبحسب التقارير فإن 78 بالمئة من حاملات الشهادة الجامعية عاطلات عن العمل في السعودية كما تظهر البيانات ارتفاع نسبة بطالة السعوديات إلى 28.4 بالمئة في 2009 مقارنة مع 26.9 بالمئة في 2008.