سارع الرئيس الأمريكي باراك أوباما ومنافسه الجمهوري ميت رومني الخطى خلال الثماني والأربعين الماضية للوصول إلى نهاية لا يمكن التنبؤ بها في سباق محتدم إلى البيت الأبيض. ويحاول المرشحان للرئاسة حشد أنصارهما واجتذاب الناخبين الذين لم يحسموا أمرهم في عدد قليل من الولايات المتأرجحة. وبدأ أوباما ورومني جولات في أنحاء البلاد حتى اليوم الأخير من سباق تشير استطلاعات الرأي إلى أنه متعادل على المستوى الوطني رغم التفوق الطفيف للرئيس، على ما يبدو، في الولايات المتأرجة التي ستحسم من سيحصل على الأصوات الانتخابية اللازمة للفوز، وعددها 270 صوتاً. وبعد أشهر من حملة واسعة في الولايات الرئيسة تخللتها أحياناً هجمات لاذعة، يؤكد كل من أوباما ورومني أنه يقدم أفضل الحلول لعلاج النمو الاقتصادي الضعيف والجمود الحزبي في واشنطن. ووجه الاثنان نداءات مباشرة للناخبين في سباق قد يكون الفوز فيه من نصيب الجانب الذي يستطيع إقناع أكبر عدد من أنصاره بالذهاب إلى صناديق الاقتراع. وأوضح أوباما أمام حشد ضم أكثر من 14 ألف شخص في شوارع كونكورد في ولاية نيوهامبشير «الأمر متروك لكم. لديكم القدرة. ستحددون القرارات المتعلقة بهذا البلد لعقود آتية، والآن وفي اليوم المقبل». وفي ولاية أيوا دعا رومني أكثر من 4000 شخص في قاعة ديس موينس إلى الخروج للتصويت وإقناع الأشخاص الذين لم يحسموا موقفهم أو الأنصار السابقين لأوباما بتأييده، فيما أكد رومني، حاكم ماساتشوستس السابق، مجدداً على أنه المرشح الذي يعرض تغييراً حقيقياً ويستطيع التواصل مع الديمقراطيين للتوصل إلى اتفاقيات بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري. وبيّن رومني لأنصاره في ديس موينس «إنجاز التغيير الحقيقي ليس مجرد شيء أتحدث بشأنه. إنه شيء أنجزته بالفعل. وهو ما سأفعله عندما أكون رئيساً للولايات المتحدة». وظهر مستشارو أوباما ورومني بشكل مكثف الأحد في جميع البرامج الإخبارية الصباحية التي خصصت للتكهن بالنتيجة في سباق ركز على ثماني أو تسع ولايات حاسمة ستحدد هامش الفوز في سباق أوضحت استطلاع الرأي أنه متقارب للغاية. وأظهر استطلاع يجرى يومياً عبر الإنترنت تفوق أوباما بفارق طفيف على رومني، وذلك بحصوله على 48 في المئة مقابل 47 في المئة لرومني. وتظهر الكثير من استطلاعات الرأي تقدم أوباما بفارق طفيف لكنه متواصل في أوهايو وويسكونسن وأيوا ونيفادا وهي ولايات ستمنحه أكثر من الأصوات الانتخابية التي يحتاجها للفوز وهي 270 صوتاً وهو ما يمنع حدوث أي مفاجآت في أماكن أخرى. ويرى الجمهوريون شيئاً مختلفاً في التصويت المبكر في الولايات الحاسمة يظهر في الأغلب أن الديمقراطيين يدلون بأصواتهم بشكل أكبر في الاقتراع المبكر، ولكن ليس بنفس النسبة التي حددها أوباما في فوزه عام 2008 على المرشح الجمهوري جون مكين بفارق سبع نقاط في المئة. وأفاد ريتش بيسون المدير السياسي لرومني في حديث لشبكة «فوكس نيوز صنداي» «ما نراه بشكل مستمر من أرقام التصويت المبكر والغيابي، إن هناك أداء ضعيفاً بوجه عام في الأماكن التي يحتاج أوباما أن يؤدي فيها بشكل أفضل وأداء أفضل في الأماكن التي يؤدي فيها رومني بشكل جيد». وتطرق ديفيد إكسيلرود مستشار حملة أوباما إلى أن التقدم المبكر لأوباما في ولايات مثل نيفادا، أيوا، وولاية أوهايو المتأرجحة والمهمة سيتعزز يوم الانتخابات، حتى وإن لم يستطع تكرار حجم فوزه في 2008. وأبلغ أكسيلرود «شبكة فوكس نيوز صنداي»: «أنا لا أقول إننا سنفوز بنفس الهامش الذي فزنا به في 2008. إنهم يقارنون أنفسهم بجون ماكين الذي لم يكن له أي تأثير فعلي على الأرض في الكثير من هذه الولايات». وأضاف «ولهذا،نعم، سيؤدون بشكل أفضل من ماكين وربما لن نؤدي بنفس النجاح الذي حققناه في 2008 ولكننا نسير بشكل جيد. جيد بما يكفي للفوز بهذا السباق». وقرر أوباما ورومني القيام بجولات انتخابية في أوهايو التي قد تكون الأكثر أهمية في الولايات المتأرجحة وهي مهمة لرومني على نحو خاص. وإذا خسر رومني في أوهايو فسوف يحتاج إلى تحقيق تقدم مفاجئ في ولاية أخرى تشير استطلاعات الرأي الراهنة إلى أنه يتأخر فيها وراء أوباما. وساهمت هذه الحقيقة في إشعال جولته الانتخابية في بنسلفانيا التي تميل إلى الديمقراطيين، إذ تشير استطلاعات الرأي إلى احتدام السباق لكن أوباما لا يزال في المقدمة. ويفصح مستشارو رومني بأن جولته في بنسلفانيا التي لم يبدأ فيها حملته سوى الأسبوع الماضي علامة على وجود قوة دافعة. وجزم مستشار كبير لرومني يدعى إيد جيلاسبي لشبكة «إيه بي سي» «الخريطة اتسعت، تمكنا من توسيعها إلى بنسلفانيا في حين نحظى بالتمويل التام ومتابعة كل ما نحتاج أن نضطلع به في فلوريدا، فرجينيا، وأوهايو». المرشحان على الميزان .. برنامجان متباينان يمثل البرنامج الانتخابي للرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما وبرنامج منافسه الجمهوري ميت رومني حول المواضيع الرئيسة، حالة جوهرية في استقطاب الأصوات الناخبة واستمالتها. وهنا لمحات لكليهما: الوظائف باراك أوباما: إيجاد مليون وظيفة في قطاع التصنيع بحلول 2016 من خلال تشجيع المؤسسات على إعادة نقل إنتاجها إلى الولاياتالمتحدة، خصوصاً من خلال إجراءات ضريبية. مضاعفة الصادرات لدعم الوظائف وخفض الواردات من الطاقة إلى النصف بحلول 2020 من خلال تنمية الموارد الغازية ومصادر الطاقة الخضراء. ميت رومني: إيجاد 12 مليوناً عبر إعادة توزيع النمو من خلال خفض الضرائب ورفع القيود وفتح الأسواق الخارجية وتنمية الموارد النفطية والغازية الأمريكية. الموازنة باراك أوباما: خفض النفقات بأربعة آلاف مليار دولار على عشر سنوات. ومن هذا الإجمال، سيتم جمع 1950 مليار دولار من خلال زيادة الضرائب على الأكثر ثراء ووضع حد للاستثناءات الضريبية للشركات على أن يتم توفير ال 850 ملياراً الأخرى بفضل إنهاء الحرب في العراق وأفغانستان. ميت رومني: رفع سقف الموازنة الفدرالية إلى 20 في المئة من إجمال الناتج الداخلي مقابل 24.4 في المئة في 2012. التصويت على «قاعدة ذهبية» في الدستور وإلغاء الاستثناءات الضريبية دون تحديدها، لتمويل خفض عام للضرائب. استبدال موظف حكومي من أصل اثنين لخفض العدد بنسبة عشرة في المئة. الضرائب باراك أوباما: رفع الضرائب للشريحتين اللتين تفوقان 208.250 ألف دولار. وستوازي المعدلات النهائية المعدلات التي كانت معتمدة قبل ولاية جورج بوش (36 و39.6 في المئة). زيادة الضريببة على عائدات رأس المال من 15 إلى 20 في المئة على الجميع. خفض الضرائب على الشركات من 35 إلى 28 في المئة، وحتى إلى 25 في المئة بالنسبة إلى بعض الصناعات. اعتماد «قاعدة بافيت»، التي تفرض ألا تكون نسبة الضرائب على العائدات التي تفوق المليون دولار أقل من 30 في المئة. ميت رومني: خفض ب 20 في المئة لستة مقاييس من الضريبة على الدخل، لتنتقل المعدلات النهائية من عشرة في المئة إلى ثمانية في المئة للشريحة الأدنى، ومن 35 إلى 28 في المئة لشريحة العائدات التي تفوق 388.350 ألف دولار. خفض الضرائب على الشركات من 35 إلى 25 في المئة لتوازي معدل منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية. الإجهاض والوقاية من الحمل: باراك أوباما: يدافع أوباما عن الحق في الإجهاض و«يرى أن الخيارات المتعلقة بالصحة تشكل قراراً شخصياً للمرأة تتخذ بالتنسيق مع طبيبها دون تدخل من رجال السياسة». ميت رومني: يأمل بإلغاء القرار التاريخي للمحكمة العليا في قضية «رو ضد وايد» (1973) الذي شرع الإجهاض ووضع له أطراً في الولاياتالأمريكية. ويؤيد رومني حظر الإجهاض إلا في حالات الاغتصاب أو السفاح أو المخاطر على صحة أو حياة الأم. وسيوقف رومني دعم مراكز التخطيط الأسري. عقوبة الإعدام باراك أوباما: بعد أن كان يعارض هذه العقوبة في السابق، إلا أنه يؤيدها للجرائم «الفظيعة» ولو أنه يفضل أن تظل إجراء استثنائياً. ميت رومني: نادراً ما طرحت المسألة خلال الحملة الرئاسية إذ لم يدع أي من المرشحين إلى إلغائها. وأفاد رومني برأيي أن عقوبة الإعدام تشكل رادعاً أمام ارتكاب الجرائم الأفظع. الأسلحة النارية باراك أوباما: يحترم التعديل الثاني في الدستور لكنه يفضل تعزيزاً لإجراءات التحقق من سجل سوابق الراغبين في شراء أسلحة نارية. ميت رومني: مع تفسير حصري التعديل الثاني للدستور الذي يحمي حق الأمريكيين في حيازة سلاح. ويعارض أي تشريع فيدرالي جديد يحد من إمكان حيازة أسلحة نارية. وحصل رومني على دعم لوبي مصنعي الأسلحة النافذ. الدين باراك أوباما: مؤمن ويؤيد فصل الكنيسة عن الدولة، وقال إنه وبصفته «مواطن ومسيحي» فهو «يحترم للغاية» الحق في الممارسة الدينية. كما أنه قال إنه لجأ إلى استشارات دينية في بعض المسائل منذ توليه الرئاسة. ميت رومني: من طائفة المورمون وهو يصلي كل مساء قبل النوم وغالباً ما يذكر تدينه في خطاباته، مشيراً إلى أن «حقوقنا مستمدة من الله وليس من الدولة». الرئيس الأمريكي: رومني بائع موهوب يعيد تغليف الأفكار القديمة حشد الرئيس الأمريكي باراك أوباما أنصاره في جامعة سينسناتي في ولاية أوهايو قبل انتخابات الرئاسة. وانتقد أوباما زعم منافسه ميت رومني بأن المرشح الجمهوري سيأتي بالتغيير وهي الفكرة التي جاء بها أوباما إلى البيت الأبيض منذ أربع سنوات. وأوضح أوباما «الحاكم رومني بائع موهوب جداً، وبالتالي فإنه في حملته حاول جاهداً إعادة تغليف الأفكار القديمة التي لم تنجح في صورة أفكار جديدة. في الواقع قدمها باعتبارها تغييراً. يقول إنه مرشح التغيير. الآن يا سينسناتي نحن نعرف كيف يكون التغيير وما يقدمه الحاكم رومني ليس تغييراً. إعادة القوة للبنوك الكبيرة ليس تغييراً. خفض الضرائب بقيمة خمسة تريليون دولار أخرى لصالح الأثرياء؟ ليس تغييراً. رفض الإجابة عن أسئلة عن تفاصيل سياستك إلى بعد الانتخابات بالتأكيد ليس تغييراً. هذه أقدم حيلة في الكتاب». وخلال المؤتمر الانتخابي قاطع محتجون مناهضون للإجهاض أوباما خلال حديثه مرتين. ورفع رجل في شرفة لافتة كتب عليها «يجب ألا يصبح هذا الخطأ الأخلاقي حقاً دستورياً». ورافقت الشرطة المحتج إلى خارج مقر المؤتمر. وكان أوباما استغل حق الإجهاض إلى جانب قضايا أخرى منها المساواة في الأجور بين الرجل والمرأة لزيادة حماسة النساء لحملته. ويمثل النساء أكثر من نصف الناخبين الأمريكيين. الانتخابات تشمل اختيار رئيس وحكام وأعضاء في الكونغرس لا تقتصر الانتخابات الأمريكية اليوم على اختيار رئيس بل يصوت الأمريكيون أيضاً لاختيار مئات الأعضاء في مجلسي الكونغرس، الشيوخ والنواب، إضافة إلى 13 من حكام الولايات والمقاطعات. وتقليدياً تتم هذه الانتخابات في اليوم نفسه أي يوم الثلاثاء الأول في نوفمبر. ويحصل الناخبون على بطاقات اقتراع طويلة قد تتألف من صفحات عدة أحياناً وتتضمن المرشحين الرئاسيين ومرشحي مجلس النواب والشيوخ والبلديات. ويتم إعداد هذه البطاقات وطبعها في المقاطعات والولايات دون تدخل من الدولة الفيدرالية التي لا تشارك في تنظيم الانتخابات. تتم انتخابات الكونغرس من خلال الاقتراع الأحادي بحسب الغالبية من دور واحد. وينتخب الرئيس بشكل غير مباشر من قبل كبار الناخبين الذين يعينون بحسب الغالبية في كل ولاية، وفي هذه الحالة الناخب الذي يحصد العدد الأكبر من الأصوات في أي ولاية، يفوز بكل كبار الناخبين الممثلين لها. مجلس النواب يتم انتخاب جميع أعضاء مجلس النواب البالغ عدده 435 مرة كل سنتين، وهو الآن ذو غالبية جمهورية، يتم التصويت بحسب الدوائر الانتخابية التي تمثل كل منها قرابة 700 ألف شخص. لم يتغير عدد مقاعد المجلس منذ العام 1913. مجلس الشيوخ، يتم تجديد 33 مقعداً (21 منها حالياً للديمقراطيين واثنان لمستقلين يصوتون لصالح الديمقراطيين و10 للجمهوريين) من أصل مئة، كل ست سنوات. يملك الديمقراطيون الغالبية حالياً مع 53 مقعداً، مع أخذ المقعدين المستقلين في الاعتبار. يتم تعداد الأصوات على مستوى الدولة بكاملها. وبموجب الدستور، تتمثل كل ولاية بعضوين في مجلس الشيوخ لا يتم انتخابهما أبداً في العام نفسه. حكام الولايات تنتخب 11 ولاية وبورتوريكو وجزر ساموا الأمريكيتين في المحيط الهادئ حاكماً جديداً. وفرض عدد كبير من الولايات حداً أقصى من ولايتين تستمران عادة أربع سنوات، إلا أن الدستور في كل ولاية يحدد هذه المعايير. المجالس المحلية سيتم انتخاب أكثر من ستة آلاف عضو في هذه المجالس في 44 ولاية. لكل الولايات باستثناء نبراسكا غرفتين تشريعيتين هما عادة مجلس الشيوخ ومجلس النواب. ويسيطر الجمهوريون على 60 من أصل 99 مجلساً محلياً بعد أن كسبوا 23 من هذه المجالس من المعسكر الديمقراطي في العام 2010. الاستفتاءات يتعين على الناخبين في 38 ولاية التصويت أيضاً في 174 استفتاءً حول مواضيع متنوعة مثل الضرائب وغيرها. في غالبية الأحيان، المجالس هي التي تقترح الاستفتاءات إلا أن قرابة 50 استفتاءً ستتم بمبادرة شعبية كما في ماريلاند وولاية واشنطن ضد تشريع معين.