في اليوم الأخير من حملة الانتخابات الرئاسية، بدت الولاياتالمتحدة منقسمة اكثر من أي وقت مضى بين الرئيس الديموقراطي باراك أوباما، المرشح لولاية ثانية، ومنافسه الجمهوري ميت رومني، فيما منح استطلاع لمعهد «بيو» أوباما تقدماً ب 3 نقاط (48 في مقابل 45 في المئة لرومني). أما استطلاعات موقع «بوليتيكو» و»إن بي سي نيوز - وول ستريت جورنال» و»أي بي سي نيوز - واشنطن بوست» فمنحت الرئيس تقدماً بنقطة أو لا شيء. ولفت مقاطعة محتجين مناهضين للإجهاض أوباما خلال حديثه مرتين أمام حشد لأنصاره في جامعة سينسناتي بولاية اوهايو، إحدى 10 ولايات حاسمة في السباق الرئاسي، علماً انه استغل حق الإجهاض إلى جانب قضايا أخرى بينها المساواة في الأجور بين الرجل والمرأة لزيادة حماس النساء لحملته، خصوصاً انهن اكثر من نصف الناخبين. وفي لقاء مع أعضاء من تحالف «الإيمان والحرية» الإنجيلي هدف إلى دفع المحافظين الدينيين للتصويت، حذر المرشح الجمهوري لمنصب نائب الرئيس بول رايان من أن أوباما يأخذ البلاد في مسار يهدد القيم اليهودية - المسيحية. وقال: « هذا المسار خطير لأنه يوسع سيطرة الإدارة ويحد من الحرية ويهدد القيم اليهودية - المسيحية، قيم الحضارة الغربية التي جعلتنا دولة عظيمة واستثنائية». وأوضح ناطق باسم رايان، أن الأخير لمّح في حديثه إلى الحرية الدينية وقانون الرعاية الصحية الذي يدعمه أوباما ويفرض على شركات التأمين تغطية وسائل منع الحمل. إلى ذلك، ابلغ حاكم ولاية نيوجرسي، كريس كريستي، القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي، انه سيصوت لرومني رغم إشادته بالدعم الذي قدمه الرئيس أوباما بعد الإعصار «ساندي»، وقال: «يتوقع سكان نيوجرسي من حاكمهم أن يعمل من اجلهم، وليس من أجل حزب سياسي معين». وأضاف: «حين يأتي رئيس الولاياتالمتحدة لمساعدة أبناء ولايتي ويفعل ذلك من البديهي أن أقول أشياء لطيفة عنه لأنه يستحقها، وجميع الجمهوريين الذي أزعجتهم تصريحاتي لم يزوروا نيوجرسي، ويشاهدوا الدمار والخسائر على الأرض». الفوز بفارق ضئيل وبعدما اكتسح أوباما منافسه الجمهوري جون ماكين بفارق 70 مليون صوت في انتخابات عام 2008، يرى مسؤولو الحملتين أن مئات آلاف الأصوات فقط ستحسم النتيجة الانتخابات الحالية. ويعكس ذلك واقع إخفاق أي من المرشحين في تحقيق تقدم حاسم على الآخر في استطلاعات الرأي، رغم إنفاقهما اكثر من بليوني دولار على الدعاية الانتخابية، وهو الرقم الأكبر في تاريخ الانتخابات. لكن لا يخفى أن الطريق إلى البيت الأبيض أكثر صعوبة لرومني، بسبب نظام الاقتراع غير المباشر الذي يعطي وزناً غير متكافئ لمناطق تضم عدداً كبيراً من الناخبين المترددين، لذا عليه هزم المرشح الديموقراطي في كل الولايات العشر الحاسمة تقريباً للوصول إلى البيت الأبيض. وظهرت رسالة رومني الأخيرة على ملصقات دعائية كبيرة رفعت خلال تجمعاته الانتخابية، وكتب عليها: «التغيير الحقيقي بدءاً من اليوم الأول»، علماً أن شعار التغيير أوصل أوباما إلى السلطة قبل 4 سنوات. ورد أوباما بالقول إن «رومني بائع موهوب جداً، وجهد خلال حملته لإعادة تغليف أفكار قديمة لم تنجح في صورة أفكار جديدة، وقدمها باعتبارها تغييراً، لكننا نعرف أن إعادة القوة للبنوك الكبيرة ليس تغييراً، وخفض الضرائب بقيمة خمسة تريليون دولار أخرى لمصلحة الأثرياء ليس تغييراً، كما أن رفض توضيح تفاصيل سياسته إلى بعد الانتخابات ليس تغييراً، بل حيلة قديمة». ويبقى أن نتيجة الانتخابات ستؤثر في قضايا محلية وخارجية تتراوح من خفض الإنفاق إلى زيادة الضرائب، إلى الهجرة غير الشرعية وتحدي الطموحات النووية لإيران. كما أن ميزان القوى في الكونغرس على المحك، إذ يتوقع أن يحتفظ الديموقراطيون بغالبيتهم الضئيلة في مجلس الشيوخ، وإبقاء الجمهوريين سيطرتهم على مجلس النواب.