يقاوم الرئيس الاميركي باراك اوباما ومنافسه الجمهوري ميت رومني التعب ليجوبا انحاء مختلفة في الولاياتالمتحدة في اليوم ما قبل الاخير من السباق المحتدم الى البيت الابيض الذي يراهن فيه رومني على بنسلفانيا لزيادة فرصة، فيما اظهر استطلاع جديد للرأي تعادل المرشحين. وقبل 60 ساعة من بدء اولى عمليات الفرز لا تزال استطلاعات الرأي على المستوى الوطني تعكس التنافس المحتدم بين حاكم ماساتشوستس (شمال-شرق) والرئيس الديموقراطي، اذ اعطى اخر استطلاع لشبكة "ايه بي سي نيوز" وصحيفة واشنطن بوست تعادلا لكليهما بنسبة 48 بالمئة من نوايا التصويت. الا ان اوباما يبدو في موقع افضل بسبب تقدمه في الولايات العشر الحاسمة حسب استطلاعات هذه الولايات التي يبدو ان صحت فانه سيفوز بولاية ثانية. وقال اوباما مساء السبت في بريستو بولاية فيرجينيا (شرق) "السلطة لم تعد في ايدينا. الرحلات وكل ما نفعله لم تعد لها اي قيمة" ، مضيفا "الامر كله في ايديكم وايدي المتطوعين .. انتم من يملك السلطة. هكذا يجب ان تكون الديموقراطية". وصباح اليوم الاحد اعترف مستشاره السياسي ديفيد بلوف لشبكة (ايه. بي. سي) بان السباق "محتدم بشدة" لكنه استدرك قائلا ان الرئيس يحتفظ ب" تقدم مهم" في الولايات الرئيسية كما ان الاصوات المبكرة تصب في مصلحته. وقال بلوف ان "التصويت المبكر سار على خير ما يرام بالنسبة لنا. نعتقد اننا سننهي السباق بدفعة قوية لصالحنا وانا على ثقة بانه سيعاد انتخابه". من جانبه ، قال رومني لانصاره في لقاء انتخابي في دي موين بولاية ايوا (وسط شمال) "يومان! يومان ونبدأ العمل!". وفي بداية رحلة يقطع خلالها مسافة 3000 كلم وتشمل خمس ولايات قال المرشح الجمهوري امام اربعة الاف من انصاره انه لا يعدهم ب "اكبر شيك للدولة ولا بالأخذ من البعض لإعادة توزيعه لصالحكم". واضاف "الرئيس يعتقد ان الحل يكمن في تدخل اكبر للدولة. كلا، الحل هو في مزيد من الوظائف" متباهيا بخبرته كرجل اعمال. وكرر رومني "للمرة الاولى في اربع سنوات سيعلم كل رجل اعمال، وكل مؤسسة صغيرة، وكل خالق لفرص عمل ان رئيس الولاياتالمتحدة يحبه" ، مضيفا "انني في حاجة الى ايوا للفوز بالبيت الابيض". من جانبه، واصل اوباما اليوم الاحد برنامج رحلاته المحموم الذي يتضمن عبور ثمانية الاف كلم لزيارة خمس ولايات في 20 ساعة فقط. وفي ساعة مبكرة من صباح اليوم وبعد استراحة قصيرة في البيت الابيض استقل طائرة الرئاسة (اير فورس) وتوجه الى نيو هامشير. ونيو هامشير هي الولاية الوحيدة في الشمال الشرقي التي تصوت بصورة واسعة للديموقراطيين، ومع ذلك يأمل رومني في الفوز بها للحصول على الاصوات ال 270 اللازمة من اصوات "الناخبين الكبار" ال 538 في نظام اقتراع عام غير مباشر يجعل للولايات المترددة تأثيرا حاسما. وقال اوباما في كونكورد بعد كلمة للرئيس الاسبق بيل كلينتون الذي حضر مجددا لمساعدته "لقد حققنا تقدما حقيقيا في السنوات الاربع الاخيرة لكن، نيو هامشير، نحن هنا لاننا نعلم انه ما زال هناك ما يجب القيام به. فطالما هناك اميركي واحد يريد عملا ولا يستطيع العثور عليه فان عملنا لا يكون قد انتهى". وعلى الاثر توجه الرئيس الى فورت لودردال في ولاية فلوريدا الشديدة الاهمية على الخريطة الانتخابية مع 29 ناخبا كبيرا. وسيذكر التاريخ دائما هذه الولاية في جنوب شرق الولاياتالمتحدة كونها كانت هي التي حسمت فوز جورج بوش الابن العام 2000. ويلقي اوباما اخر خطاب له الاحد في دنفر (كولورادو، غرب) قبل ان يمضي ما تبقى من الليل في ويسكونسن (شمال). وكانت ويسكونسن تعتبر موالية للديموقراطيين بشكل مؤكد لكن عوامل عدة بينها تصاعد قوة الحزب الجمهوري وتراجع نسبة الحماسة لاوباما وكون بول راين مرشح رومني لنائب الرئيس يمثلها، جعلتها من المناطق التي تشهد منافسة شديدة. من جانبه، ورغم زيارة اوهايو الالزامية التي تعتبر عقبة عليه تخطيها للاحتفاظ بفرصه في خلافه اوباما في 20 كانون الثاني (يناير) 2013، اختار رومني قضاء بضع ساعات في بنسلفانيا (شرق) التي لم يكن اي من المرشحين قد رأى حتى الان جدوى في خطب ودها جديا. ويأمل المرشح الجمهوري من ذلك في "توسيع الخريطة" الانتخابية للتوصل الى جمع الاصوات ال 270 للناخبين الكبار في حال اخفق في اوهايو المجاورة. وفي الايام الاخيرة، أقبل الجمهوريون على شراء مساحات اعلانية واسعة في هذه الولاية التي فاز بها اوباما العام 2008 لكنها انتخبت حاكما جمهوريا بعد ذلك بعامين. كما اقدم الديموقراطيون على شراء مساحات اعلانية في بنسلفانيا التي سيرسلون اليها بيل كلينتون الاثنين. ويلقي اوباما اخر خطابات حملة إعادة انتخابه الاثنين في عواصم ويسكونسن واوهايو وايوا. وفي المساء سيتوجه الى شيكاغو، معقله في ايلينوي (شمال) ، حيث سيمضي يوم الانتخابات رغم انه صوت مبكرا في نهاية تشرين الاول (اكتوبر) الماضي. من جانبه، سينتظر رومني الثلاثاء نتائج الفرز في بوسطن (ماساشوسيتس) غداة اليوم الاخير في الحملة الذي سيتوجه فيه الى فلوريدا وفرجينيا ثم اوهايو ونيو هامشير.