ركز الرئيس الاميركي باراك اوباما وخصمه الجمهوري ميت رومني الجمعة جهودهما على ولاية اوهايو (شمال) الاساسية في الانتخابات الرئاسية وفسر كل منهما ارقام الوظائف والبطالة لمصلحته قبل اربعة ايام من الاقتراع. ومن ولاية اوهايو اطلق رومني الساعات ال72 الاخيرة من الحملة قبل انتخابات الثلاثاء، يرافقه عدد كبير من البرلمانيين الجمهوريين الذين سيزورون 11 ولاية استراتيجية اعتبارا من اليوم السبت. وفي الوقت نفسه، كشف استطلاع جديد للرأي نشرت نتائجه الجمعة ان الرئيس الاميركي باراك اوباما ما زال متقدما على خصمه الجمهوري ميت رومني في ولايتي اوهايو وفلوريدا الاساسيتين. وقبل ثلاثة ايام من الاقتراع، افاد الاستطلاع الذي اجري لمحطة ان بي سي وصحيفة وول ستريت جرنال ونشرت نتائجه مساء الجمعة ان اوباما يتقدم بست نقاط على رومني في اوهايو. وسيحصل اوباما على 51 بالمئة من الاصوات مقابل 45 بالمئة لرومني. وفي فلوريدا يتمتع الرئيس الديموقراطي المرشح لولاية ثانية بتأييد 49 بالمئة من الناخبين مقابل 47 بالمئة لرومني. والفوز في الولايتين اساسي للفوز في الانتخابات الرئاسية الثلاثاء.وصرح اوباما في هيليارد في ضاحية كولومبوس عاصمة اوهايو "علمنا ان الشركات وظفت في تشرين الاول/اكتوبر عددا اكبر من الاشخاص من اي من الاشهر الثمانية الماضية". وجاءت تصريحات اوباما تعليقا على الارقام الشهرية للوظائف والبطالة التي نشرت الجمعة واشارت الى استحداث 171 الف وظيفة جديدة في تشرين الاول/اكتوبر. وقال اوباما ان "معركتنا مستمرة وعلينا تحقيق مزيد من التقدم". وكشفت هذه الارقام ايضا ان نسبة البطالة ارتفعت 0,1 نقطة لتبلغ 7,9 بالمئة من السكان العاملين. وفضل رومني من جهته التركيز على هذه النسبة. وقال ان هذه الارقام تشكل "تذكيرا مؤسفا" بان اقتصاد البلاد "شبه متوقف"، مشددا على ان "الولاياتالمتحدة ستقوم الثلاثاء بالاختيار بين الركود والازدهار". وفي ولاية اوهايو التي واصل اوباما جولته فيها امس، سجلت نسبة بطالة اقل من المعدل الوطني، وبلغت سبعة بالمئة حسب الارقام الاخيرة. وفي المنطقة التي تضم العديد من الشركات المرتبطة بقطاع صناعة السيارات، اشار الرئيس الجمعة الى خطة الانقاذ المشروط التي اقرها في بداية عهده عام 2009 لهذا القطاع الذي كان مهددا بالانهيار. وتعتبر هذه المسألة نقطة ضعف لرومني الحاكم السابق لولاية ماساتشوسيتس الذي وقع في نهاية 2008 مقالة في صحيفة نيويورك تايمز بعنوان "دعوا ديترويت تفلس". ويذكر الديموقراطيون باستمرار بذلك كلما خاضوا حملة في اوهايو. وقرر الرئيس ان يعود كل يوم وحتى الاثنين الى اوهايو الولاية الاساسية بامتياز حتى الاثنين في انتخابات تجري وفق نظام اقتراع عام غير مباشر يعطي اهمية غير متكافئة للولايات المترددة. وتوزيع الخارطة الانتخابية هذه السنة يتطلب من رومني الفوز في اوهايو اذا اراد دخول البيت الابيض في انتخابات الثلاثاء والا سيتوجب عليه الفوز في جميع الولايات الاساسية الاخرى. ومن بين هذه الولايات ويسكونسن (شمال) حيث تعهد رومني ب"انطلاقة جديدة". وقال ان "اوباما وعد بتغيير لكنه لم يحققه. اعد بالتغيير وسجلي يظهر انني قادر على تحقيق ذلك". وبعد ذلك شارك رومني مع عشرات البرلمانيين الجمهوريين وعدد كبير من افراد عائلته في تجمع في ويستشستر قرب مدينة سينسيناتي الكبيرة في اوهايو. وعلى هتاف "بقي اربعة ايام فقط!"، حرص رومني على اظهار وحدة معسكره بحضور اثنين من منافسيه السابقين في الانتخابات التمهيدية ريك سانتوروم وريك بيري الى جانب الخصم السابق لباراك اوباما في 2008 السناتور جون ماكين. وفي المجموع يرافق رومني 45 من البرلمانيين والاقرباء يرتدون جميعا سترات تحمل اسمه، بينهم ابناؤه الخمسة وحوالى عشرة اطفال من عائلته ومن عائلة المرشح لمنصب نائب الرئيس بول راين. ولاضفاء اجواء احتفالية على الحدث، انشد المغني كيد روك الذي اصبحت اغنيته "بورن فري" (ولد حرا) نشيد حميلة رومني، مقطعا منها على منصة اعدت خصيصا لذلك. وقال كيد روك لانصار رومني ان "اوهايو ستقرر كل شىء"، مؤكدا "سنعمل على استعادة البيت الابيض". ولخص عدد كبير من الخطباء مآخذ الجمهوريين على اوباما وعرضوا عدة اسباب للتصويت لرومني من بينها الميزانية والدين والبطالة والهجوم على القنصلية الاميركية في بنغازي الذي قتل فيه اربعة دبلوماسيين اميركيين احدهم السفير. وقال جون ماكين "الجميع يعرفون انه كان في خطر"، محملا الرئيس اوباما مسؤولية نقص الامن في القنصلية بينما تجري تحقيقات حاليا لتحديد الظروف الدقيقة للهجوم. وسيزور المقربون من رومني وعائلته وراين 11 ولاية اساسية لعقد سلسلة من التجمعات الانتخابية. اما رومني شخصيا فسيزور سبع ولايات لحضور 13 تجمعا انتخابيا آخرها تجمع ينظم في الساعة 22,00 بالتوقيت المحلي من الاثنين في نيو هامشير (شمال شرق). ومن اصل تسعة استطلاعات للرأي نشرت عن ناخبي اوهايو، تشير ثمانية الى تقدم لاوباما، فيما قدر متوسط النتائج الذي وضعه موقع ريل كلير بوليتيكس الفارق في نوايا الاصوات ب2,3 نقطة لصالح الرئيس الديموقراطي المنتهية ولايته. وخلال الساعات المئة الاخيرة من الحملة، يسعى كل من المرشحين لاجتذاب آخر الناخبين المترددين وقد عدل خطابه لهذا الهدف. وفي خضم السباق المحتدم سعيا للاحتفاظ بمنصبه الرئاسي، اثبت اوباما انه لا يزال يمسك بزمام الامور بتوليه ادارة الازمة الناجمة عن الاعصار ساندي الذي ضرب شمال شرق الولاياتالمتحدة الاثنين. وستجري الايام الاخيرة من الحملة بوتيرة سريعة جدا. فمن صباح الجمعة الى مساء الاثنين يزور اوباما 14 مدينة في ثماني ولايات مع التركيز على اوهايو. ويختتم اوباما حملته مساء الاثنين في دي موين في ايوا حيث سينضم اليه النجم الموسيقي بروس سبرينغستين.