مازالت عملية القبض على صبري نخنوخ، أمير البلطجة في مصر، تلقي بتبعاتها وتنتقل من قضية حيازة سلاح وآداب، وهي الاتهامات الرسمية التي وُجهت إليه، إلى اعترافات سياسية بعلاقاته المتشعبة بشخصيات كبيرة في الدولة في النظامين السابق والحالي، وتأكيده أنه يملك "سيديهات" لهم وسيبدأ بالدكتور محمد البلتاجي، القيادي بحزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين عضو اللجنة التأسيسية لصياغة الدستور. ورد البلتاجي على صفحته ب"فيسبوك": "البلطجي نخنوخ يتهمني ويتوعدني". قائلاً: "لن أرد على اتهامات وتهديدات مورّد البلطجية الذي شهد على نفسه أنه كان أداة من أدوات النظام السابق في معركته ضد الخصوم السياسيين". اسلحة نارية وبيضاء بحوزة نخنوخ وأكد نخنوخ خلال تحقيقات النيابة إنه مواطن بدرجة رئيس جمهورية، ما سبب الدهشة والاستعجاب لفريق التحقيقات من ثقة المتهم العالية بنفسه، شارحاً مقصده من هذه الجملة بأنه طوال حياته لم يعمل تحت قيادة أحد، ولكنه ظل طيلة حياته قائداً لكل من يعمل معهم، خاصة أيام انتخابات الرئاسة في عام 2000 والذي قادها بالآلاف من رجاله، مؤكداً أنه ليس ذنبه أنه له "هيبة"، حسب ما أوردته جريدة "المصريون".
وأضاف نخنوخ "أنه كان يخطط ويدبّر طرق سير العملية الانتخابية في دوائره التي كان يملك بها النفوذ والسطوة وهي: البساتين والهرم، وذلك لخدمة الريس"، قاصداً الرئيس السابق حسني مبارك، معتبراً أنه كان يخدم البلد ويراعي مصالح المسؤولين الكبار الذين كانوا يحركون الدولة كما يشاءون.
واعترف بأنه يملك مجموعة كبيرة من الأراضي والفيلات والقصور، وهي أصل تجارته وعمله، مؤكداً أن تجارته في الأراضي هي "وش الخير والسعد عليه"، ولا يحتاج بعد ذلك لأن يتاجر في السلاح أو المخدرات، وأن كميات الأسلحة التى ضبطت عنده تخصّ استخدامه الشخصي لحمايته وحماية ممتلكاته وتخص رجاله الذين يعملون معه، متسائلاً: "هو في رئيس جمهورية معندهوش سلاح يحميه عشان ميتغدرش بيه".
وأشار نخنوخ إلى أنه يعتبر نفسه رئيس جمهورية من يعملون معه؛ لأنه ببساطة كان حبيب العادلي، وزير الداخلية، يستعين به في الانتخابات الرئاسية في عام 2005 لمعرفته بقدرته وعلاقاته وقوته وجبروته.
وقال: "إني لا أخشي أحداً ولا أهاب سوى نخنوخ ذاته"، مؤكداً أن الجميع يخضع لقوته ورغباته والكل يعمل وفقاً ل"دماغي"، حسب ما وصف، مشيراً الى أن بعض رجاله كانوا ينادونه ب"ثعلب الصحراء"؛ وذلك لدهائه الشديد وعبقريته في رسم الخطط والعمليات الخاصة.
"أنا رجل بألف عقل ولن أترك ثأري من الإخوان" ويستطرد نخنوخ قائلاً: هو رئيس الجمهورية إيه.. غير عبارة عن رجل قوي.. سلاحه هو عقله ومن يحركه هو الذراع.. "وأنا صاحبي ذراعي ومخي عشان كده محدش قدر عليّ ولا حد هيقدر يكسرني.. أنا أموّت ما أموتش".
وقال نخنوخ إنه رجل بألف عقل لا أحد يقدر على إذائه، مؤكداً أنه لن يترك ثأره ممن وشي به قاصداً الإخوان، مؤكداً أنه إذا أرادوا إيقاعه وسقوطه فلن يقع بمفرده، مشيراً إلى أنه يملك "سيدهات" وأوراقاً تخصّ أشخاصاً ذوي مكانات كبيرة في الدولة قبل وبعد الثورة، موجهاً لهم جملة: "هما عارفين نفسهم كويس، ونخنوخ عمره ما هيكون كبش فداء لحد".
ولفت إلى أنه لم يقل كلاماً مرسلاً، مؤكداً أن "سي دي القيادي الإخواني محمد البلتاجي أول القصيدة والأيام القادمة سوف تكشف الحقيقة وتسقط الأقنعة والمقنعين".
وأكد نخنوخ أن كل الأمور تؤكد "أنه في ملعوب عليّ واتحبك صح.. لإني طول عمري حبيب الداخلية من أيام حبيب العادلي والكل كان بيتمنى خدمتي ورضايا"، مشيراً إلى أن له صداقات كثيرة بشخصيات كبيرة في وزارة الداخلية وكانت تأتي للسهر معه في قصره في كنج مريوط، متسائلاً: "ما الذي تغير الآن؟".
وتم القبض على نخنوخ بقصره في كنج مريوط بالإسكندرية وهو تحت تأثير المخدر في حالة سكر مع مجموعة من أصدقائه و4 سيدات من فتيات الليل، وكانت بالقصر مجموعة من الأسود والخيول والحيوانات التي يستخدمها في الترهيب، وقضت النيابة بحبسه وعصابته 15 يوماً لحين انتهاء التحقيقات.
وأمر قاضي معارضات محكمة العامرية بتجديد حبسه وأعوانه ال17 الذين تم ضبطهم معه بقصره 15 يوماً على ذمة التحقيقات.