طالب أهالي محافظة الأحساء وزارة الصحة بضرورة التدخل «العاجل»، لحل مشكلة مستشفى الملك فهد في مدينة الهفوف، لافتين إلى «المعاناة الكبيرة» التي يواجهونها في كل مرة يراجعون فيه المستشفى، الذي يُعد أقدم مستشفيات الأحساء، وأكبرها من ناحية السعة السريرية فيه. وأشار الأهالي إلى أن المبنى أصبح «قديماً جداً، ويعاني من قلة في الكادر الطبي، وبخاصة في قسم الطوارئ. وعلى رغم أن المستشفى يخدم نحو مليون ونصف المليون نسمة في الأحساء، إضافة إلى استقباله المصابين في حوادث السير، والمرضى المُحولين من المستوصفات الحكومية». ويستقبل أكثر من 700 حالة يومياً في الوضع الطبيعي، ويرتفع الرقم ليبلغ أكثر من ألف حالة يومياً، خلال أيام الإجازات، وعُطل نهاية الأسبوع، والمستشفى «العجوز» على حد تعبير عبد الرحمن سعود، الذي يلفت إلى أن «المستشفى بقي لمدة 35 عاماً، من دون أي تطوير في المبنى، أو في الكادر الطبي، ما أثر سلباً على علاج المرضى». وذكر المراجع منصور محمد، أن المكان المُخصص للفحص الطبي للمرضى «لا يستوعب الأعداد الكبيرة من المراجعين، إذ لا تتجاوز مساحة الغرفة 16 متراً مربعاً، وتغص بأعداد المراجعين، إضافة إلى عدم وجود أماكن انتظار جيدة للمرضى»، مضيفاً «أبدت بعض النساء تذمرهن من صعوبة الكشف في الغرفة المُخصصة للكشف، نظراً لصغر مساحتها، وضيقها». ولم يختلف المشهد، في زحام ممرات الطوارئ بالمرضى المنتظرين، إضافة إلى عدم وجود اختصاصي اجتماعي، وشاشات للتثقيف الصحي. فيما يعاني المستشفى من نقص في أطباء استقبال الحالات في قسم الطوارئ، وبدا نقص الأطباء واضحاً على لسان الأطباء أنفسهم، الذين أبدوا تبرمهم من تحميلهم مسؤولية علاج مرضى يفوقون بعشرات الأضعاف طاقتهم، مشيرين إلى أن المستشفى يستقبل الحالات من جميع المراكز الصحية والمستشفيات الحكومية والخاصة، وكذلك الحوادث. فيما يعاني من تسرب بعض الأطباء إلى مستشفيات خاصة، بسبب حجم العمل، وهو ما يوجب «زيادة طواقم طبية إضافية على مستوى عالٍ من الكفاءة» بحسب قول أحد الأطباء العاملين في المستشفى. ويصف أهالي الأحساء المستشفى ب»العجوز»، نظراً لأن البنية التحتية للمستشفى «انتهى عمرها الافتراضي منذ زمن بعيد» بحسب قول منير علي، الذي أضاف أن «أروقة المستشفى تحولت إلى مكان خصب لانتشار الفيروسات كما حصل قبل عامين، عندما اكتُشف فيروس خطير، سبب أزمة مُعقدة، وأخذ وقتاً طويلاً قبل التخلص منه». وتساءل علي مسلم، عن المبلغ الذي خصصته وزارة الصحة قبل سنوات، الذي يبلغ 150 مليون ريال لصيانة مستشفى الملك فهد، منتقداً مسؤولي مديرية الشؤون الصحية في محافظة الأحساء، الذين «أمضوا حينها وقتاً طويلاً في التباطؤ مرة، والتردد في كيفية الصيانة أخرى، حتى تم سحب المبلغ، فظل المستشفى على علاته، ليدفع المواطن بهذا أخطاء جسيمة ارتكبها بعض المسؤولين». ويرى عاملون في المستشفى أنه «لم يعد يصلح إطلاقاً للاستخدام» مطالبين وزارة الصحة ب «سرعة تجديده، وإعادة مشروع الصيانة السابق، وبخاصة أن مبنى المستشفى تجاوز 35 عاماً منذ تأسيسه، من دون أن تجرى له صيانة حقيقية». يُشار إلى أن مديرية الشؤون الصحية في محافظة الأحساء، أقرّت بوجود ملاحظات عدة على مستشفى الملك فهد في الهفوف بينها انتشار زواحف وحشرات في مرافق المستشفى، إضافة إلى سوء التكييف وأعطاله المتكررة، و»تردي» أوضاع دورات المياه، وملاحظات أخرى تتعلق بشبكة الإنذار من الحريق، و»سوء» دهان جدران المستشفى، وذلك بعد تقرير أعدته لجنة فنية تم تشكيلها من قِبل وزير الصحة في أول زيارة له، وردت بعد ذلك «صحة الأحساء» بأنه تم تكليف أحد المقاولين بعمل صيانة وتلافي تلك الملاحظات، إلا أنها لا تزال قائمة.