تصاعدت شكاوى مراجعي المنشآت الصحية الحكومية في المنطقة الشرقية، من الأعطال التي تتعرض لها الأجهزة الطبية في المستشفيات والمراكز الصحية، ما قد يتسبب في مضاعفات «خطرة» على المرضى، قد تؤدي إلى الوفاة. كما حصل لمريض في أحد مستشفيات محافظة الأحساء، الذي فارق الحياة، بسبب عطل جهاز. وأقرت المديرية العامة للشؤون الصحية في الشرقية، على لسان ناطقها الإعلامي سامي السليمان، بوجود مشكلة في صيانة الأجهزة. وقال ل «الحياة»: «يوجد في مستشفيات وزارة الصحة، عدد من الأجهزة الطبية، وعلى مختلف الدرجات من التعقيد والأهمية، لذا سعت الوزارة لتأمين استمرارية إدارة الأجهزة بالصورة المطلوبة، وتعاقدت مع مؤسسات وشركات متخصصة في صيانة الأجهزة»، مستدركاً أن هذه الشركات «مُتعاقدة من الباطن مع الوكلاء الخاصين بالأجهزة الكبيرة، التي لها علاقة مباشرة بحياة المريض، مثل أجهزة التنفس وأجهزة التخدير وغيرها». وأقر السليمان، أنه «يحدث في بعض الأحيان أعطال في هذه الأجهزة، يحتاج إصلاحها إلى قطع غيار، قد تكون متوفرة في مستودعات الوكلاء، ويتطلب توريدها فترة، وهذه في الأجهزة الثانوية، أو التي يوجد لها بديل. لذا يجرى متابعة صيانة الأجهزة في أقسام الصيانة الطبية، في المستشفيات والمديرية». وأشار مراجعون، إلى أن تأخر تشغيل بعض الأجهزة الطبية اللازمة، وتعطل بعضها وتهالكه، «قد يودي حياة المرضى». وقال المراجع إسماعيل عقيل: «لاحظت أثناء مراجعتي إلى مجمع الدمام الطبي، تكدس المراجعين في قسم جراحة القلب والإنعاش، والسبب هو عدم تشغيل جهاز الإنعاش الرئوي، المتهالك، وعجزه عن تقديم الخدمات للمرضى كافة». وذكر مراجعون تحدثوا ل «الحياة»، أن الأجهزة الطبية «تعاني البطء أثناء تقديم الخدمات، سواءً في أقسام الأطفال، أو الإنعاش والجراحة»، داعين وزارة الصحة، التي ترصد موازنات كبيرة لبناء مستشفيات ومراكز صحية، وتوفير المعدات الطبية والأجهزة اللازمة، لتقديم العلاج للحالات الطبية، التي تتطلب ذلك، إلى «معالجة هذه المشكلة قبل تفاقمها». وكانت اللجنة الشرعية الصحية في محافظة الأحساء، حققت أخيراً، مع موظفين في مستشفى الملك فهد في الهفوف، على خلفية وفاة مريض يبلغ من العمر 20 سنة، في غرفة الملاحظة في المستشفى، بسبب عطل في جهازين من أجهزة الإنعاش الرئوي في المستشفى. وأوضح مدير الشؤون الصحية في الأحساء حسين الرويلي، أنه تمت «إحالة المسؤولين عن تلك الأجهزة إلى التحقيق». وتعهد بمحاسبة «كل من يثبت تقصيره». وقال: «كان من المفترض أن يتم فحص تلك الأجهزة أثناء استلام كل نوبة، والتأكد من صلاحيتها، حتى لا يحدث ما حدث»، مؤكدًا أنه لن يتوانى في «محاسبة المتسبب». وكان الشاب المتوفى حضر إلى المستشفى، وأدخل إلى غرفة الملاحظة، إلا أنه سقط مغمى عليه بعد دقائق معدودة، ليتم نقله على الفور إلى غرفة الإنعاش، في محاولة لإنقاذ حياته، ليفاجأ الأطباء بأن جهاز الإنعاش الرئوي الموجود في الغرفة لا يعمل، ما استدعى إحضار جهاز آخر لم يعمل أيضاً، وعند جلبهم لجهاز ثالث، كان الشاب فارق الحياة.