أكد صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة على ضرورة الاستفادة من الخبرات والتجارب العالمية والبحث عن الإبداع أيا كان في تنظيم المهرجانات السياحية للإسهام في تطوير المنتج السياحي السعودي الذي يسير في خطى واثقة للمنافسة على العالمية. جاء ذلك خلال رعايته إطلاق فعاليات مهرجان جدة غير 33 أمس في موقع الكورنيش الأوسط جنوب نادي الفروسية، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز محافظ جدة رئيس لجنة التنمية السياحية ورئيس اللجنة العليا لمهرجان جدة غير، وعدد من أصحاب السمو الأمراء والمسئولين وأعيان محافظة جدة والمهتمين بالشأن السياحي. ووصف هذه التظاهرة السياحية بالمميزة مهنئا جدة وأهلها وكل من قام على هذا المهرجان الجديد والمبتكر الذي خرج عن المألوف وقدم لنا صورة جميلة جدا للإبداع. وقال «أرجو من الله سبحانه وتعالى أن تتكرر هذه الإبداعات غير المألوفة وأن نشاهد في كل صيف حفل افتتاح مميز وبطريقة تختلف عما سبقه من مهرجانات أرجو للمصطافين في هذا العام بجدة كل متعة وأن يشاركونا في متعة والاستماع بجمال جدة، كما ترون في هذا المساء كل شيء مبدع.. حتى الجو مبدع.. الهواء جميل والحضور كان رائعا والتجاوب كان كبيرا والحمد لله على ذلك». وهنأ الأمير خالد الفيصل الأمير مشعل بن ماجد على النجاح والتنوع الذي حظي به المهرجان في نسخته لهذا العام والغرفة التجارية والأمانة وجميع مواطني جدة على هذا الإبداع غير المستغرب عن جدة وأهلها. واستهل الأمير مشعل بن ماجد الحفل بكلمة رحب فيها بأمير مكةالمكرمة، وقال «أرحب بسموكم الكريم وبالحضور الأفاضل في هذه الأمسية المباركة معبرا لسموكم الكريم عن أسمى آيات الشكر والامتنان لتفضلكم برعاية مهرجان صيف جدة لهذا العام والذي ينطلق إلى آفاق جديدة برصيد 14 عاما، مسجلا في أروع صوره ملامح من التحول الحضاري والمشاريع والفعاليات المحلية والدولية التي جعلت من عروس البحر الأحمر المكان المفضل للعديد من المؤتمرات الدولية في مجالات العلم والثقافة والسياحة والاقتصاد. وأضاف «كيف لا وهي المدينة العريقة التي تحظى بالرعاية والاهتمام من قيادتنا الرشيدة، أيدها الله، في كل يوم من خلال متابعة سموكم الكريم لمزيد من الإنجازات مرحبة في كل وقت بضيوفها وزوارها، فخورة على الدوام بمكانتها المتقدمة والمتميزة على خارطة السياحة الداخلية والدولية.. فشكرا لكم ياصاحب السمو على هذه الرعاية الكريمة وشكرا للرعاة والإعلاميين ولكل من ساهم في الأعداد لهذه المناسبة. من جهته أكد رئيس مجلس إدارة غرفة جدة صالح كامل على ما وصلت إليه مدينة جدة من سمو ورقي وتعدد في نوعيات الفعاليات المقامة. وقال إن «جدة أصبحت مدينة الفعاليات والمهرجانات والندوات المتميزة في ظل الرعاية والتشجيع من قبل القيادات العليا في الدولة والاهتمام الكبير الذي يوليه أمير منطقة مكة ومحافظ جدة لهذه الأنشطة، لذا فأهل جدة يستحقون التهنئة على كل هذا التميز».
وقال «كان البعض ينظر إلى السياحة حتى وقت قريب على أنها نوع من الترف، وكان الاهتمام بالسياحة الداخلية يبدو متواضعا جدا مقارنة بالإمكانات الكبيرة والمقومات التي تملكها مدن المملكة وعلى رأسها جدة، لكن الأرقام أكدت وجود ما يزيد عن 4 ملايين سائح سعودي يتوجهون سنويا لقضاء إجازاتهم خارج الوطن، فتح أعين الكثيرين على الخسائر الفادحة التي نتكبدها بإهمال هذا المنتج الذي يمكن أن يصبح منجم الذهب». وأضاف «لعل تقرير المجلس العالمي للسفر والسياحة الذي توقع نمو هذه الصناعة إلى 55.8 مليار ريال نهاية العام الجاري، لتمثل نحو 2.9 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للمملكة، دعمت هذا التوجه، وجاءت أرقام الهيئة العامة للسياحة والآثار لتكشف أن نصيب الإنفاق على السياحة الداخلية من إجمالي الإنفاق في العام الماضي 2011م بلغ 46 مليار ريال، فيما بلغ الإنفاق على السياحة الخارجية 36 مليارا، وهي أرقام مهمة تدعونا لتكثيف الجهود وتسريع الخطى في صناعة السياحة». وثمن الرعاية الكريمة لأمير منطقة مكةالمكرمة ومحافظ جدة.. وقال «شهدت العروس منذ 5 سنوات، وتحديدا مع تولي الأمير خالد الفيصل إمارة منطقة مكةالمكرمة نهضة سياحية كبيرة في جميع مرافقها، ولعب الأمير مشعل بن ماجد دورا كبيرا في هذه التنمية بدعمه ومتابعته لمهرجان المحافظة السنوي، وحرصه على أن يظهر في كل عام بثوب أفضل وأجمل من الذي يسبقه، وتحول مهرجان جدة إلى مناسبة حقيقية لإظهار قدرات وإمكانات عروس البحر الأحمر التي تملك 70 مدينة ترفيهية و 360 مركزا تجاريا، و 105 أسواق شعبية وقديمة، وشاطئا رائعا يطل على أجمل مكان في البحر الأحمر، علاوة على تاريخ عريق وتراث ثقافي متنوع ورصيد من النشاط الإنساني في جميع المجالات ومقومات سياحية حقيقية يندر توفرها في كثير من دول العالم.. وأصبح للمهرجان دور كبير في دفع السياحة الداخلية ونموها، مع تنوع الأجندة وزيادة الفعاليات وانتعاش سوق الاستثمار السياحي». أما رئيس اللجنة التنفيذية للمهرجان الدكتور خالد الحارثي فأكد على الدعم الكبير الذي تشهده مدينة جدة من أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل، مشيرا إلى أنها أصبحت حاليا كورشة عمل كبرى فيها الكثير من المشاريع البنيوية والتنموية التي متى ما انتهت، كشفت عن جمال جدة ورونقها الرائع. وأشار إلى ما يحظى به المهرجان هذا العام من تعدد في الفعاليات والأنشطة، مقدما شكره لكل من أمير مكة ومحافظ جدة والحضور. وأضاف «لقد تغيرت استراتيجية مهرجان جدة خلال العام الجاري، وأصبح هناك مفهوم جديد للعمل التكاملي بين جميع القطاعات.. وأثمرت ال 22 ورشة التي عقدت في غرفة جدة عن مقترحات رائعة، وخرجنا بدراسات علمية واضحة كشفت لنا مكامن الخلل في النسخ السابقة، ومصدر القوة، وعملنا بشكل جماعي من أجل تحقيق توجيهات أمير المنطقة ورؤية سمو المحافظ ورئيس اللجنة العليا المنظمة، شكلنا 11 فريق عمل تجمع شباب وفتيات سعوديات متحمسين، واجتهدنا كثيرا من أجل تحسين المنتج السياحي لعروس البحر الأحمر، وبدأت حملتنا الإعلامية قبل شهر تقريبا مع شريكنا الإعلامي وبقية الرعاة، واعتمدنا بشكل كبير على الإعلام الجديد ومواقع التواصل الاجتماعي حتى نصل إلى شريحة مهمة من الشباب الذي يمثل ربيع هذا الوطن بفكره واطلاعه». وبعد الحفل دشن أمير مكة رسميا فعاليات المهرجان، حيث انطلقت ألوان الفرح في سماء جدة بعد إطلاق آلاف الأطنان من الألعاب النارية التي نالت استحسان الحضور من العوائل والمصطافين ومرتادي عروس البحر الأحمر، وبعد ذلك كرم الأمير خالد الفيصل شركاء المهرجان ورعاته الداعمين، وفي مقدمتهم «عكاظ» الشريك الإعلامي للمهرجان، حيث تسلم درع التكريم من سموه مساعد المدير العام للتسويق الزميل ياسر عيد. وتنوعت فقرات حفل الافتتاح، فإضافة إلى العروض المختلفة التي ميزت ومنحت لوحة تشكيلية مبهرة لعروس البحر الأحمر، سطعت سماء الكورنيش الأوسط بالألعاب النارية، المؤثرات الضوئية والليزر والتي قدمتها فرق أوروبية متخصصة، وازدانت بحضور جموع غفيرة من سكان جدة ومن زوارها من المصطافين.