تتجاذب أطراف الإبداع لأول وهلة من يرى معرض التربية الفنية لفراشات وزهور مدرسة عاتكة بنت عوف الابتدائية ببلجرشي ونتأكد حينها أن مديرة المدرسة الأستاذة صالحة احمد الغامدي هي من سّهلت كل الصعاب لمعلمتي التربية الفنية ومشرفات الأنشطة بتلك المدرسة، فقد عبّرن طالبات هذه المدرسة تلقائياً بالرسم وأنتجن رموزاً وأشكالا وتكوينات لها مظاهر إبداعية في كل لوحة وصورة تقع عليها عين الناظر . حيث يرى الزائر أن هذا المعرض تم تصميمه بطريقة إبداعية يسهل التنقل خلال أروقته وجماله في عرض الصور خلاف ما تحمل تلك الصور واللوحات من معاني ابداعية ورسائل تربوية . هذا ما حدث في معرض التربية الفنية في مدرسة عاتكة بنت عوف الابتدائية ببلجرشي فقد تم افتتاح المعرض السنوي لهذه المدرسة بإشراف ورعاية من مديرة مكتب التربية والتعليم للبنات في بلجرشي الاستاذة فاطمة محمد الغامدي ومشرفة الإدارة المدرسية الأستاذة شريفة علي الغامدي ومشرفات الاقتصاد المنزلي سارة الصقير وفاطمة الفقيه إضافة إلى الأستاذة عزيزة ومشرفة اللغة الانجليزية الأستاذة هند، وقالت مديرة المدرسة الأستاذة صالحة احمد الغامدي هناك انعكاس سلبي من حيث تفاعل الطالب أو الطالبة لمادة التربية الفنية عندما يخبرونهم بأن هذه المادة ليست مرتبطة بالنجاح والرسوب، الأمر الذي أدى إلى وضع تلك المادة في آخر اليوم الدراسي أو الحصص ما قبل الأخيرة، ليصبح الطالب أو تصبح الطالبة لا تعطي الأهمية لهذه المادة وتنفيذ ما يطلب منها من قبل معلمتها، وقد لا تهتم في كثير من الأوقات إلى إحضار الأدوات، متناسين كثير من أولياء الأمور إعطاء أهمية هذه الفنون والتي تحمل دلالات نفسية ومؤشرات إلى حالات نفسية مريحة أو عصبية أو وجدانيات داخلية، ف الفن يبني شخصية الطفل كونه وسيلة من وسائل التعبير وهذا ما حدث في معرضنا لهذا العام باعتبار أن مدرستنا هي مرحلة ابتدائية فكل المشاركات هن صغيرات في السن إضافة إلى الإفصاح عما بداخلها بدون أي ضغوط تُمارس عليها وتعمل على كبتها، فالرسم في السنوات الأولى من العمر وعلى الأخص هي بمثابة رسالة للقائمين على العملية التربوية توضح ما يدور في حياة الطفل وفي دواخله الحسية الوجدانية إن كان سلباً أو إيجابا، من هنا أنادي بأن تعطى مادة التربية الفنية ومناشط معارض التربية الفنية أهميتها من حيث أنها مادة لا تقل عن المواد الأخرى في أهميتها ونوعيتها، وكلنا ندرك أن المسؤولية مشتركة بين المدرسة والمعلمة والأسرة، كونها مادة تُدّرس في مراحل التعليم المختلفة بمختلف الخامات والمهارات واضعين في عين الاعتبار عواطف الطفل أو الطالب في جميع مراحله الدراسية من اجل الإبداع بمنتهى الحرية وبعيداً عن أي ضغوط ( لأنه لا يمكن أن تشحن هذه العواطف بمادة مفتعلة مزيفة من الخارج ) أخيراً لا ينبغي أن يكون هناك تقصير أو قصور من أي طرف لحقيق الأهداف التي من أجلها وضعت هذه المادة كمادة أساسية أو المعارض وفق أسس وعوامل وخصائص نفسية وتربوية علمية . وعلى الصعيد ذاته قالت معلمتي التربية الفنية الأستاذة سامية سعيد وفائزة احمد أن لِما لإقامة هذه المعارض أهمية بالغة تحت مضلة مادة التربية الفنية والتي تُعد أحد الأنشطة المدرسية وهي كذلك وسيلة حسية مهمة من وسائل المعرفة، وذكرن أن التربية الفنية دخلت ضمن البرامج التعليمية في المراحل الدراسية المختلفة حيث لها أهداف تخص مجالات الحياة المختلفة منها مجال التربية الوظيفية ومجال إعداد المواطن والتنشئة الاجتماعية وأيضا التربية الانفعالية والوجدانية، ولا ننسى أن من أهداف التربية البدينة تنمية العضلات ( الأنامل ) لإكساب الطفل أو الطالبة بعض المهارات اليدوية من خلال النشاطات الفنية وكذا تشجيع الطالبة على التعبير فنياً عن أفكارها ومشاعرها وحاجاتها بطلاقة، وحرية تنمية الحس الجمالي الفني عندها . من جهتها عبرت المرشدة الطلابية بالمدرسة الأستاذة رحاب سعيد الغامدي لما لمعارض التربية الفنية من أهمية في تنمية قدرة الطالبات على التعبير الحر ( الفن التشكيلي ) وعلى التعبير الإبداعي في تنمية إحساس الطالبة بجمال بيئتها وحبها لها والتعبير عنها، وإكسابها المهارة في استخدام الأدوات والخامات الفنية المتنوعة، وغرس الروح الابتكارية والثقافة الفنية والاتجاهات السلوكية لدى الطالبة . وأضافت أن في مجال التوجيه الإرشاد النفسي لهذه المعارض أو مواد التربية الفنية بشكل عام أن المنهج الدراسي يسعى إلى تحقيق ممارسة مجالات الفنون المختلفة وتهيئة الفرد للفرص من خلال التعبير عن انفعالاته ومشاعره وأفكاره وإنماء شخصية الفرد ما يوحى إلى المزاوجة بين القوى الإدراكية وبين الدوافع الحسية والوجدانية والى تحقيق التوازن بين القيم العلمية والتقنية، وبين القيم الجمالية والروحية والخُلقية، وأضافت لما لهذه المعارض من القيم والإثارة فقد اهتم المربون في هذا الشأن ونظروا إليها نظرة تقدير مُنادين بأن تفتح المدارس برامجها للفنون لما لها من أثر متكامل في بناء الشخصية، حيث تبعث رسائل سامية في العملية التربوية لإعلاء شخصيات الأفراد وتكوين القدرات الفاعلية في توجيههم ألوجهه السديدة داخل المدرسة وخارجها، وتعطي الصورة الحية عن حياة الشعوب وتعبر عن عاداتها وتقاليدها، حيث أنها المرآة الصادقة التي تتجلى بها نهضة الأمم وحضارتها وتقدمها .