تنتشر أشجار اللوز الحلو في سراة منطقة الباحة حاملة ثمارها التي تشبه اللآلئ المنثورة على جبال المنطقة, بالتزامن مع موعد الحصاد الذي يكون في أواخر فصل الشتاء من كل عام . وتكتظ أسواق المنطقة في هذه الأيام بمنتجات اللوز الذي يشهد عمليات بيع عالية, بداعي لذة المذاق وتنوع الفوائد الصحية والغذائية, فهو يمتاز بعدة فوائد طبية منها خفضه لمستويات الكولسترول الضار، ومساعدته في تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب , وحماية الخلايا من التلف . ويرى بعض المختصون أن تناول حفنة من اللوز أو ما يعادل نصف حبه يومياً كجزء من الغذاء الصحي عامل مساعد في تقليل خطر الإصابات القلبية, فضلاً عن الفوائد الجمة لزيت اللوز إذا استعمل بدلاً من الدهون لتخفيف مستوى الكولسترول بالدم . وبرغم الأسعار المرتفعة في البيع التي قد تصل في بعض فترات موسم الحصاد إلى بيع مكيال الربع بنحو 60 ريالاً , فإن الطلب المتزايد يظل عاملاً مؤثراً ومهماً في تلك الارتفاعات التي لا يأبه بها مرتادي الأسواق وخاصة محبي اللوز . وبالعودة لخصائص أشجار اللوز فإنها تتميز بتحملها لمختلف الظروف المناخية وهي مقاومة لقلة المياه، حيث ترتوي بدون أي تدخل, كون موسم إنتاجها يرتبط دائماً بنهاية فصل الشتاء، عدا عن ذلك فإنها أثبتت قدرتها على تحمل الجفاف . وتنتج شجرة اللوز الواحدة أو ما يسمى "بالغضاريف" و"اللوز الحجازي" ما يقارب (200 ) كيلو جرام للموسم, فيما تتفاوت أسعار كراتين اللوز في بداية الموسم عن وسطه وآخره , حيث تبدأ الأسعار في أول الموسم بالارتفاع ثم تنخفض في وسطه ثم تعود مرة أخرى للارتفاع في نهايته . وعادة ما يجفف اللوز عند قرب انتهاء الموسم ليصبح بعد ذلك يسمى ( اللباب ) الذي يأخذ في شكله النهائي بذرة خشبية الشكل يميل لونها للبني الفاتح, وهو يقدم في حينه للمكسرات, وهنا يتفاوت سعر الكرتون الواحد من اللوز المجفف مع القشر من 70 إلى 100 ريال . ونظراً للاهتمام الواسع بزراعة أشجار اللوز من قبل مزارعي المنطقة كونها ذات دخل مادي جيد, فإن مديرية الزراعة بالمنطقة قامت وبتوجيه من صاحب السمو الملكي الأمير مشاري بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة الباحة بتوزيع أكثر من ثلاثة آلاف شتلة لوز إبان الاحتفال بأسبوع الشجرة في العام المنصرم .