تعتبر منطقة الباحة من المناطق التي تزخر بالعديد من أنواع الأشجار المثمرة النادرة على مستوى المملكة، ومن أبرزها شجرة اللوز التي تقدر أعدادها بالآلاف، وهي تكثر في مرتفعات المنطقة وتثري أسواق الباحةوالطائف. واللوز البلدي الذي كانت تنتشر أشجاره في جميع قرى غامد وزهران، كانت تطرح إنتاجًا وفيرًا، إذ تنتج الشجرة الواحدة كما يقدر بعض المزارعين قرابة مائتي كيلوجرام في الموسم، خاصة تلك النابتة في وادي جافان بزهران. مصدر أساسي في البداية يقول جمعان الكرت أحد سكان المنطقة المهتمين بالزراعة: كانت منطقة الباحة إلى وقت قريب الممون الأساس بثمار اللوز لأسواق مدن الطائف، مكةالمكرمة، جدة، المدينةالمنورة، إلا أن الإنتاج تضاءل وبشكل كبير لدرجة أن اللباب البلدي أصبح عملة نادرة، وبطبيعة الحال هناك عدة أسباب أدت إلى انحسار إنتاج اللوز ومن بينها إهمال المنتجين الحقيقيين لزراعة اللوز، وكذلك قلة الأمطار في السنوات الأخيرة، فضلاً عن وجود المنافسة القوية من المستورد من دول إيران، وسوريا، وأمريكا، وبثمن أقل. وأصبحت أشجار اللوز من الأشجار شبه المنقرضة في منطقة الباحة، إذ أن الزائر لموطن شجرة اللوز في قرية جافان، وادي الصدر، المصاقير، حميم، وادي فيق، الفرعة وغيرها يصاب بالألم والحسرة إلى ما آلت إليه تلك الأشجار. إنتاج وفير ويقول عبدالله الزهراني: لقد اشتهرت بعض العائلات في منطقة الباحة بالانتاج الوفير من اللوز البلدي، إذ كانت تمتلك أكثر من عشرين ألف شجرة، وكانت العائلة تقضي عدة أشهر في جني الثمار تمهيدًا لتجفيفها وتخزينها بطريقة تقليدية في الطوابق العلوية من بيوت الحجر القديمة، وكانت الثمار تسقط عن طريق فتحة في المخازن التقليدية، بعد نشرها وتشميسها على السطح. ويضيف بأن الكثير من تلك الأشجار قد ماتت بسبب قلة الأمطار، وكذلك عدم الاهتمام، فقلة الأمطار، وابتعاد المواطن عن الزراعة، وانعدام الرعاية من إدارة الزراعة التي لم تعمل على تطوير أساليب الزراعة والإرشاد الزراعي، ولا مكافحة الآفات، كانت السبب في انقراض هذه الأشجار المثمرة، بعد أن كانت تميز المنطقة بانتشار الآلاف منها في بني حسن، وبني كنانة، والأطاولة، وبني جندب، وفي بني عبدالله، وبني خثيم، وبالجرشي، والحمران، والأزاهرة. ويقول العم صالح والذي يقوم ببيع اللوز إن في أسواق الباحة وغيرها أصبح من النادر الحصول على اللوز، ومن الصعوبة الحصول عليه في هذا الوقت خصوصًا مع شح المياه. فوائد متعددة ومن الناحية الطبية فلقد ذكرت دراسة بريطانية أن اللوز عدا عن كونه مصدرًا مهماً للفيتامين والمواد المعدنية، فإن له فوائد صحية أخرى بسبب احتوائه على بكتيريا «حميدة» مفيدة للجسم. وبحسب الدراسة التي أعدها علماء في معهد الأبحاث الغذائية في منطقة كلوني ببريطانيا، فإن اللوز يحتوي على فيتامين E، وخصائص يمكن أن تساعد على الهضم من خلال زيادته لمستويات بكتيريا مفيدة للجسم في الأمعاء. وقال باحثون في المعهد إن الجهاز الهضمي يحتفظ بهذه البكتيريا في القولون وهي تقاوم البكتيريا «الرديئة»، وتقوي جهاز المناعة في الجسم، وتوصل العلماء إلى أن مسحوق اللوز يزيد معدلات نوع مفيد من البكتيريا في الأمعاء، ويخفض مستويات الكوليسترول الضار، ويحمي خلايا الجسم من التليف، ويساعد على التقليل من أمراض القلب بسبب احتوائه على المواد المضادة للأكسدة في قشوره.