يزداد توافد المسافرين مع دخول فصل الصيف إلى مطار الطائف، خاصة بعد اكتمال وصول الشركات الثلاث القائمة في خطوط الطيران الدولية بين الطائفوالقاهرة، فيما بدأت صالات المسافرين تكتظ بالقادمين والمغادرين مع كل رحلة، وذلك في ظل تدفق أعداد منهم من المحافظات القريبة ومكة وجدة والباحة في رحلات دولية عبر المطار، ليصبح مطار الطائف رابع مطار داخلي يستقبل الرحلات الدولية بعد مطارات ينبع وأبها الإقليمي والقصيم، في نفس الوقت الذي بدأ فيه تشغيل طيران سما من وإلى مطار الأمير سلطان بن عبدالعزيز الإقليمي في تبوك برحلة قادمة من مطار القاهرة الدولي، كما يشهد المطار ثلاث رحلات يومية، ما يعكس الكثافة العالية في حركة الطيران والمسافرين عبر مطار الطائف، وهو الأمر الذي انعكس بدوره على حركة السياحة في محافظة الطائف، حيث توقع اقتصاديون أن يساهم ذلك في رفع عائدات الوحدات السكنية والأسواق والمتاجر والنقل بواقع مليوني ريال شهريا. ومع ازدياد الحركة الكثيفة للرحلات المحلية والدولية، ازداد تذمر بعض الركاب من تأخر الرحلات في مطار الطائف، وما زاد الأمر سوءا تحول المطار لاستقبال بعض الرحلات الدولية، وهو ما فاقم من الضغط على المطار. رحلة المفتي ولم يقتصر تأخر الرحلات في مطار الطائف على المواطنين والزوار فحسب، بل طال شخصيات آخرها رحلة المفتي العام للمملكة الذي تضرر للمرة الرابعة على التوالي من تأخر رحلته من الطائف وإلى الرياض، ما حدا بسكان المحافظة للمطالبة بتهيئة الطواقم العاملة في المطار، مثلما حدث في تهيئة المبنى والصالات الداخلية، مشيرين إلى أن الطواقم القائمة على العمل الآن، لا تتفق والتطوير الجديد الذي يشهده المطار. وفي هذا الصدد يقول محمد السفياني الذي كان يستعد للمغادرة إلى الرياض، الطائف من المناطق السياحية البارزة في المملكة، وقد لا حظت زوارا أتوها من خارج الحدود، ما يعكس أهمية المحافظة، وهذا يجب أن يواكبه هتمام في الخدمات بمختلف أشكالها، ومن أبرزها خدمات السفر والمطارات، فبرغم التوسع في مطار الطائف، إلا أن هناك مآخذ على المواعيد، فاللأسف ليس هناك التزام بمواعيد الإقلاع والوصول، بل أصبح الأمر سمة في مطار الطائف، يدركه الأهالي والزوار. وطالب عبدالله الشهراني، بتحسين الخدمات في المطار، من حيث التعامل مع المسافرين، والخدمات المساندة الأخرى، وقال «من الملاحظ أن التعامل مع الركاب أحيانا بحاجة لإعادة نظر، وقد نلتمس للموظفين كثر الرحلات القادمة والمغادرة، ولكن هذا لا يشفع لهم في تطوير العلاقة مع الركاب». أما مصلح الرميثي فقال قبل عدة أشهر تأخرت رحلتي المغادرة إلى الرياض دون أي اعتبار من منسوبي المطار للمسافرين، بل لم تقدم مبررات التأخير الذي تجاوز الساعتين للركاب أو حتى الاعتذار لهم، وكان كل ما نسمعه من المسؤولين «انتظروا حتى نعلن عن الرحلة». وفي مراحل تطور مطار الطائف، كانت محافظة الطائف قد شهدت عام 1363ه حدثا غير مسبوق، حينما وصلت إلى المكان معدات وآليات ثقيلة وتعزيزات من الفنيين والمهندسين لإنشاء أول مطار في تلك المنطقة البعيدة. غرست الآليات أنياب حافراتها على الصخر والرمل لتحول المكان المقفر في فترة قصيرة، إلى مدينة عصرية متكاملة البنيان حملت بعد ذلك اسم مطار الطائف الإقليمي في نقلة كانت لها ما بعدها في تاريخ وسيرة عروس المصايف. واستقبل الأهالي إنشاء المطار بالترحاب، وفي الذاكرة مشاق ومتاعب السفر والترحال حيث كانوا يسلكون وقتذاك طرقا برية بالغة التعقيد ودروبا في غاية الوعورة وتضاريس قاسية للوصول إلى المدن والبلدات في مناطق المملكة وأطرافها، غير أن النقلة التي أحدثها إنشاء المطار الإقليمي في الحوية أنهت مشاق الرحلات البرية الطويلة، واختزلها في بضع ساعات. وبعد ثلاث سنوات من إنشاء المطار الإقليمي، هبطت طائرة الداكوتا الشهيرة المقلة للملك المؤسس عبدالعزيز، وكان يوما مشهودا في الطائف إذ يعتبره البعض بداية النقلة العصرية للمحافظة بأكملها. مؤتمر القمة في العام 1401ه استقبلت محافظة الطائف حدثا إسلاميا وسياسيا مهما عندما استضافت مؤتمر القمة الإسلامي الثالث، وتزامن ذلك مع إجراء تحديث جديد بإنشاء صالة للمكتب التنفيذي، ثم شهد المبنى أعمالا جديدة في العام 1427ه استهدف تطوير المكتب إلى سعة 40 شخصا وتأثيثه وتحسين مكاتب الموظفين. ولقد اشتمل مشروع تطوير مطار الطائف على تجديد وتحسين صالة القدوم وتم إنجازه قبل بداية الإجازة الصيفية لتهيئة المطار لاستقبال الرحلات الدولية المنتظر تشغيلها قريبا، ولاستقبال المصطافين والسياح الذين يفضلون الطائف لاعتدال طقسها خلال فصل الصيف وقربها من الحرمين الشريفين.