من منطلق الإيمان الكامل لجامعة الطائف بدور البحث العلمي والارتقاء به وأهميته بتوفير بيئة علمية متميزة للقيام بإجراء البحوث التي تقود للابتكارات والاختراعات والتي تساعد في دفع الجامعة للتحول لاقتصاد المعرفة لتشارك في تطوير مسيرة التنمية الشاملة والمستدامة بالمملكة . و كون جامعة الطائف تعد من المؤسسات التعليمية التي تدرك دورها الأساسي والريادي في التعليم والبحث العلمي والذي يعتبر من مكونات التنمية البشرية و المجتمعية حيث أصبح العلم والتفكير العلمي و الطفرات التكنولوجية والابتكارات وثورة المعلومات والإنتاج الجديد للمعارف واقتصادياتها ركائز إستراتيجية بارزة لا يمكن لأي امة أن تحرز تقدما أو مكانة دولية بدونها .وإيماناً من الجامعة يذلك فأن دورها لم يعد قاصرا فقط علي وظيفتها التقليدية (التعليمية والتربوية) متمثلة في تخريج الكوادر العلمية للعمل في المؤسسات ، أو إجراء البحوث الأكاديمية، بل أضحت تنتهج نهجا جديدا ليكون لها دور هام ورئيسي أيضاً في البحوث التطبيقية التي تخدم المجتمع والبيئة المحيطة، خاصة وأن علاقة الجامعة بالمجتمع ودورها في خدمته يجب أن تشكل جانبا من المرتكزات الإستراتجية للتعليم العالي في المملكة. من هذه المنطلقات، وبتوجيهات من معالي مدير الجامعة أ.د. عبد الإله بن عبد العزير باناجه قام فريق بحثي من أساتذة الجامعة يضم متخصصين في علوم الأرض في مجالات الجيولوجيا الرسوبية والنظائرية والجيوفيزياء التطبيقية والمعادن والصخور والجيوكيمياء بعمل مشروع بحثي شامل عن " الخسف الكبير بمنطقة مقلع طمية شمال شرق مدينة الطائف " فضلاً عن الكشف عن نوعية المعادن والخامات الاقتصادية المصاحبة لهذه الطفوح البركانية . وقد أقام الفريق البحثي أسبوعاً كاملاً بالمنطقة بعد أن وفرت الجامعة جميع أنواع الدعم والأجهزة التي تم جلبها خصيصا من الولاياتالمتحدة لهذا الغرض وتهدف الدراسة في مجملها إلى : 1. إلقاء الضوء على الموقع ، وأنواع الصخور المحيطة، وجيولوجية المنطقة . 2. التعرف على طبيعة الفوهة ونشأتها. 3. توضيح التفسير العلمي لأصل هذه الفوهة التي يصل قطرها إلى 3,5 كم وعمقها 350 متر، والتي قد تعتبر أكبر فوهة بركانية في المنطقة العربية. 4. تقدير عمر طفوح البازلت المكونة للحفرة البركانية . 5. رسم الخريطة الجيوكيميائية ، ودراسة البيئة الجيولوجية القديمة للطفوح البركانية أثناء الطفح البركاني، اعتمادا على العناصر الكيميائية الأكثر شيوعاً، والعناصر الشحيحة والنادرة . 6. الكشف عن المعادن والخامات الاقتصادية المتوقع وجودها في فوهة البركان ، أو في المناطق القريبة. 7. اقتراح خطة إستراتيجية مستقبلية لتطوير المنطقة سياحياً وجيولوجياً وتاريخياً. وتتطلب الدراسة استخدام العديد من أساليب وأدوات البحث الحديثة ومنها : الدراسات الميكروسكوبية والميكروبروب، تحليل العناصر الكيميائية النادرة والأرضية ، واستخدام المغناطيسية القديمة، النظائر المشعة (بوتاسيوم – أرجون) لتقدير عمر هذه الطفوحات البركانية، وذلك لأول مرة. وقد أسفرت الدراسات المبدئية عن وضع تصور لطبيعة تكوين وتشكيل ونشأة هذه الفوهة، فضلا عن وجود معادن اقتصادية هامة مثل الأوليفين، والزيوليت، ويتنبأ الفريق البحثي بوجود معدن الذهب بهذه الصخور المصاحبة، ويمثل هذا المشروع واحداً من سلسلة من المشروعات التي يعتزم الفريق البحثي بجامعة الطائف الاطلاع بها في الآونة القادمة.