قال وكيل إمارة منطقة مكةالمكرمة رئيس اللجنة التحضيرية والتنفيذية في الإمارة الدكتور عبد العزيز الخضيري: إن نقاشا يجري حاليا لتطبيق تجربة «لا عمرة بلا تصريح» وذلك للارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للمعتمرين خلال الفترة المقبلة، مشيرا إلى أن هناك رؤية للإمارة في سبيل خلق توأمة بين القطاعين الخاص والحكومي من خلال وجود شركات كأذرعة تنفيذية للخروج من شرنقة تمويل المصدر الواحد. وأكد الدكتور الخضيري في حديث موسع مع «عكاظ»، أن ثمة من يحاول إحباط استراتيجية مكة التنموية أو التقليل من فاعليتها من خلال إشاعة ثقافة الإحباط في أوساط المسؤولين والناس لمصالحه الشخصية، ولفت إلى أن تلك الأقنعة بدأت تتساقط مع انطلاقة مشاريع إزالة العشوائيات ميدانيا، وطالب كل مسؤول تنفيذي في مكة بتحمل مسؤولياته أمام الله ثم ولاة الأمر أو التنحي الفوري من منصبه، لا سيما أولئك الذين لا يروق لهم العمل الميداني ويقبعون في مكاتبهم مكتفين بالتقارير الورقية. وتطرق الخضيري إلى أبرز السلبيات التي رصدت خلال موسم رمضان، وذكر أن المتعاطفين كادوا أن يجهضوا جهود الأجهزة الأمنية، وكذلك عدم تعاون المواطنين مع الخطة التشغيلية بالصورة المناسبة، حيث لا تزال ثقافة المسؤولية قاصرة لدى البعض، وتقدير خصوصية المنطقة المركزية غائبة .. فإلى نص الحوار: • أطلق أمير مكة استراتيجية تنموية ترتكز على الإنسان والمكان في مكة، أين وصلت برامج التنفيذ؟ ترجمت هذه الاستراتيجية ببرامج لها علاقة بالإنسان وأخرى مرتبطة بالمكان، ففي مجال بناء الإنسان وضعت خطة إعلامية تنموية توعوية متكاملة أطلق عليها «الحج والعمرة عبادة وسلوك حضاري»، وليس الهدف منها التعريف بمناسك هاتين الشعيرتين فهي معلومة، لكنها تهدف إلى التعريف بما خلفها من سلوكيات ينبغي التركيز عليها، وكذلك تفعيل دور المواطن والمقيم في مكةالمكرمة والارتقاء به إلى الشراكة التنموية مع كل العاملين في خدمة ضيوف الرحمن، من جهات أمنية وخدمية وتنظيمية. ونحرص من خلال هذه البرامج على إشاعة كل الخصائص والسمات التي خص الله بها مكةالمكرمة لتعظيم قدسيتها في نفوس القاطنين فيها والقادمين إليها، وبدأنا في دراسة شاملة حيال هذه المفاهيم من خلال ورش عمل مكثفة لطرح تساؤلات منها، هل يعلم الساكن في مكة قدسية المكان، وما هي متطلبات هذه القدسية، ما هي مسؤوليته أمام الله ثم أمام ولاة الأمر تجاه هذه السكنى، وهل نفهم معنى أن مكةالمكرمة آمنة، وما درجات هذا الأمن. لذا ركزنا على هذه القيم العظيمة، ومع كل هذا نحن ندرك أن مكة مدينة كبقية مدن العالم فيها نوع من الجنوح والجريمة، لذلك أطلقنا مشروع «مكة بلا جريمة» في محاولة لدراسة أسباب الجريمة ودوافعها وسبل الحد منها والقضاء عليها، من خلال تحويل كل مواطن ومقيم في مكة إلى رجل أمن، والحقيقة أن العاملين في جمعية مراكز الأحياء ومشروع تعظيم البلد الحرام قطعوا مشوارا كبيرا في هذا المجال، وندرك أن ضيوف مكةالمكرمة متغيرون بشكل يومي، وهذا يتطلب منا التغيير والتطوير الدائم لمواكبة متطلباتهم وتلبية احتياجاتهم، وهذا ما نعمل عليه الآن من خلال تنفيذ برنامج تدريبي كبير لكل العاملين، يشرف عليه نخبة من الأكاديميين في جامعة أم القرى، إلى جانب الاستعانة بخبرات عالمية من مراكز متخصصة في جامعات دولية. • توجهت إمارة المنطقة في السنوات الأخيرة صوب تفعيل دور القطاع الخاص من خلال استحداث أذرعة تنفيذية للجهات الحكومية من شركات القطاع الخاص، كيف تم ذلك؟ فعلا حرصنا ضمن الاستراتيجية التنموية لمكةالمكرمة على تفعيل دور القطاع الخاص من خلال خلق توأمة بين القطاعين العام والخاص في سبيل تطوير مكة، ولعل شركة البلد الأمين التي هي الذراع التنفيذي لأمانة العاصمة المقدسة واحدة من نتاج هذا الأمر، حيث ستعمل على تنفيذ الكثير من المشاريع، وستخرجنا هذه الشركة من شرنقة المصدر والتمويل الواحد، فبدلا من اعتمادنا على عنصر تمويلي واحد عددنا مصادر التمويل، وهذا سيثري بلا شك الحراك التنموي والاقتصادي في مكةالمكرمة، وسنكون بهذا النهج قد ساندنا المصدر التمويلي الأساس، وفتحنا المجال للقطاع الخاص للإسهام في البناء التنموي وفق ضوابط وقيود تضمن تحقيق الرؤية الكاملة للإمارة، وهناك شركات أخرى دخلت في تطوير الأحياء العشوائية وإعادة استكمال البنى التحتية لمكةالمكرمة. • في موسمي الحج والعمرة في رمضان، تعمل جهات حكومية متعددة في خدمة ضيوف الرحمن، وهذا قد يقود إلى تداخل في الصلاحيات وتباين في الأداء، كيف عملتم لتلافي ذلك؟ قبل انطلاقة موسم رمضان، قمنا بإعداد الخطط اللازمة وطلبنا من كل جهة تقديم خطتها وفق قدرتها وطاقاتها البشرية والآلية، ومن ثم خرجنا بخارطة شاملة أطلقنا عليها «خارطة الخطة التشغيلية للمنطقة المركزية لموسم رمضان 1431 ه» ووضعنا فيها برامج العمل ل16 جهة حكومية مشاركة في التنفيذ، وحددت المهمات الجغرافية والتنظيمية لكل جهة بشكل دقيق، وعين كل مسؤول في تلك الجهات بصفته الشخصية ووسيلة الاتصال به الرسمية والخاصة، وعرف كل عامل في الميدان مهماته ومدى الصلاحية التي يعمل وفقها، وبهذا قضينا على تداخل الصلاحيات وأدركت كل جهة دورها في العمل الميداني ونقاط تقاطعها مع الجهات الأخرى، ولم نسجل أية حالات لتداخل الصلاحيات أو ارتباك في مهمات العمل، وهذه الخارطة وزعت على كافة الجهات مزودة بخرائط رقمية موضحة لكل محاور العمل، وتنطلق من المحور الأول ومن قلب العمل «الكعبة المشرفة»، ثم الساحات المحيطة بالمسجد الحرام، ثم الطرق المؤدية إليه، وصولا إلى منافذ الخروج من مكة، وهذه الخارطة الميدانية قادت بعد توفيق الله إلى نجاح العمل. خطط الربط الإلكتروني • وما أبرز ما ركزتم عليه في محاور هذه الخطة والخارطة التشغيلية في موسم رمضان؟ كما تعلم، في موسم رمضان نعيش كثافة بشرية عالية جدا لاسيما في المنطقة المركزية، لذا ركزنا على إدارة الحشود البشرية، ودعمنا تسهيل وصول المشاة إلى المسجد الحرام والخروج منه، وضبط عملية التفويج إلى المسجد الحرام، فأحيانا تصل الكثافة إلى ما يشبه الاختناق في المسجد الحرام، لذلك وضعنا خطط التدابير اللازمة لمثل هذا الأمر من خلال الربط الإلكتروني بين كافة الجهات، بحيث نوقف التفويج في حالة اكتمال الطاقة الاستيعابية للمسجد الحرام من خارج المحور الأول، وهذا ما حدث في ليلة السابع والعشرين، وربما فسر الأمر في بعض وسائل الإعلام بصورة خاطئة، وتداولت تلك الوسائل أن ثمة نقصا في عدد الحافلات وهذا غير سليم، والحقيقة أننا أوقفنا التفويج قبيل صلاة العشاء لوصول الأعداد في المسجد الحرام إلى الذروة، وأعطينا الإشارة للنقل الجماعي بإيقاف نقل المعتمرين. وركزت الخطة كذلك على وجود نقاط ومراكز للطوارئ والأزمات للحالات الطارئة، وعلى منع المتسولين والباعة الجائلين، وإن كان هذا الأمر لا يزال يحتاج إلى توعية للجميع سواء المواطنين أو المقيمين أو المعتمرين من الخارج، فلا تزال عواطفهم تجاه المتسولين والباعة الجائلين تحاول إجهاض خططنا في منعهم، ولكننا وقفنا بحزم وتلاشت هذه الظاهرتين من المحور الأول كاملا. ولا أخفيك أنه تم ضبط عصابات للتسول تعمل وفق تنظيم جماعات لاستغلال هذا الموسم، من خلال عاهات مصطنعة وسبل ملتوية لاستنزاف الجيوب، لكن يظل وعي الناس محورا هاما في القضاء على هذه الظواهر. • وأين تقع الجهات الأمنية من ملامح هذه الخطة، أم أنها تعمل وفق منظومة أخرى لضبط أمن الحرم المكي وقاصديه؟ رجال الأمن هم العنصر الفاعل في تنفيذ هذه الخطة، وهم في قائمة هرم هذه الخارطة التنفيذية، فقد حرصنا على أمن وسلامة ضيوف الرحمن بالدرجة الأولى، وأثبتت الجهات الأمنية المشاركة في تنفيذ هذه الخطة نجاحها منقطع النظير، من خلال كفاءات قيادية ماهرة من ضباط وأفراد ميدانيين متمرسين، وتمكنت تلك الجهات الأمنية المختلفة من توجيه الفرق الميدانية عبر قيادة الإدارة المشتركة، وسيطرت على حركة الدخول والخروج من وإلى الحرم، والتحكم في مستوى الكثافة البشرية في الحرم، وتفكيك الكتل البشرية، ومنع الجلوس في الممرات وحول الأبواب والمناطق المحيطة بها. وفي الواقع، إن رجال الأمن المشاركين في هذه الخطة لديهم مهارات عالية في إدارة الحشود البشرية، وارتقت بهم تلك المهارات إلى سلم النجاح، وهذا غير مستغرب على رجال الأمن في وطننا الغالي. فلك أن تتخيل أنه في ليلتي السابع والعشرين وليلة التاسع والعشرين استمر عمل رجال الأمن الميداني قرابة 12 ساعة متواصلة، فالناس تتوافد إلى المسجد الحرام بعد الظهر وتظل ترابط للصلاة حتى انتهاء صلاة التهجد في الثالثة فجرا، ومع هذا لم تسجل أية حالات إرباك في الخطة الأمنية وهذا من فضل الله ثم بجهود وتكاتف الجميع. فصل المشاة عن المركبات • لديكم توجه في إمارة المنطقة بتحويل المحور الأول حول الحرم إلى منطقة مشاة والاقتصار على وسائل النقل العام والوسائل الذكية مستقبلا، ما ملامح هذا التوجه؟ الحقيقة هذا الأمر في طور الدراسة من خلال عدة جهات، ولدينا فريق عمل من هيئة تطوير مكة والمشاعر المقدسة، ومعهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج، وهناك خبراء دوليون تم الاستعانة بهم في دراسة شاملة لحركة النقل في مكةالمكرمة وفصل المشاة عن المركبات، وهذا الفريق يدرس بشكل موسع هذا الأمر مع الأخذ في الحسبان أن تكون الحلول متوافقة مع الإمكانات المتاحة، ونحن في اجتماع يومي خلال شهر رمضان لمناقشة هذا الأمر، وترفع التقارير اليومية في هذا الخصوص إلى أمير المنطقة. وهذا العام طبقت تجربة الحركة الترددية على طريق الملك عبد العزيز، الذي يربط بين الحرم ومحبس الجن، وكانت تجربة ناجحة، وقضينا على الزحام في ذلك الطريق، وأصبح لدى الناس القدرة على الخروج والوصول إلى المسجد الحرام في غضون دقائق. • هناك دراسة في معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج لتطبيق العربات المعلقة في النقل في المحور الأول، هل سنرى هذا المشروع قريبا؟ هناك مشروع متكامل للمسجد الحرام ومكةالمكرمة ككل يتناول كافة أوجه الحركة والنقل في مكة؛ سواء على مستوى الطرق أو الوسائل، ونحن ننطلق في هذا من محورين؛ هما محور السكان المقيمين في مكة طوال العام ومحور القادمين إلى مكة، لذا فنحن لا نفصل الأمر في التخطيط لمكة، بل نضع طرفي الأمر في قلب معادلة التخطيط، لذا لا بد من مراعاة الجانبين والعمل لتوفير وسائل النقل الذكية والصحية التي تسمى بصديقة البيئة. • شاهدنا أمير المنطقة الأمير خالد الفيصل يتفقد ميدانيا الخطط المنفذة لضيوف الرحمن، ووقف شخصيا على حركة نقل المصلين ليلة ختم القرآن، هل نحن على بوابة من نهج قيادي جديد، وكيف تقرأ ذلك؟ الأمير خالد الفيصل يحكم التخطيط ويتابع التنفيذ ويكثف الإشراف والمراقبة وهذا نهجه في الإمارة، ويوميا ترفع له تقارير عن كافة الإيجابيات والسلبيات التي ترصد من الميدان، وهو مؤمن بضرورة التخطيط واتخاذ الخطة القابلة للتنفيذ قبل التنفيذ والوقوف ميدانيا على العمل، وهذا طبعا يمنح كل العاملين معه وسام فخر وجرعة حماس للعطاء، ولما تجدنا في الميدان فهذا واجب نؤديه ونقتدي فيه بأمير المنطقة الذي يفضل الوقوف على العمل؛ لأن التقارير الورقية قد لا تؤدي الدور السليم أحيانا ولا تعطي الصورة الحقيقة، فالأمير يردد مقولة «يرى الحاضر ما لا يرى الغائب». وربما هناك معوقات كانت تحتاج إلى وقت طويل للمعالجة وفق روتين المخاطبات الرسمية، لكن الجولة الميدانية تكشف الخلل وتعالجه في ساعات وهذا ما حدث في عدة مواقف، وبالمناسبة فالأمير خالد الفيصل يقوم بجولات دورية على هذا النهج حيث ينزل للميدان بلا ضوضاء ولا حرس ويرصد كل ما يدار، لكن ربما تصادف وجودكم مع هذه الجولة وهذا تميز لكم في «عكاظ»، والحقيقة أنه عندما يباشر جولاته لا نعرف عنها شيئا إلا بعد أن نلتقيه ويفاجئنا بتقارير مصورة، فهو يحرص على تثبيت كافة الملاحظات وعرضها علينا، فإذا كان هذا القائد خالد الفيصل ينزل إلى الميدان فإن كل من يعمل معه لا بد أن يعمل بإخلاص وأن ينزل للميدان بنفسه ويقف على كافة المهمات الموكلة له. نعتز بالمسؤول الذي يعتذر • لكن هناك مسؤولين في مكة لا تروق لهم الأعمال الميدانية ويفضلون تسيير العمل من داخل مكاتبهم المكيفة والاكتفاء بالتقارير المرفوعة لهم؟ لا بد أن نستشعر أننا نعمل في بقعة يكون فيها العمل اصطفاء أو ابتلاء وهذه أمانة في عنق كل مسؤول، ومن لا يستطع القيام بعمله على أكمل وجه فعليه مغادرة موقعه والتنحي وإفساح المجال لغيره، ونحن نقدر ونعتز بالمسؤول الذي يعتذر عن عمل لا يطيق تنفيذه، فلو جاءنا وقال لا أستطيع التنفيذ بهذا الشكل فسنشكره ونبحث عن بديله؛ لأن العمل في مكة أمانة أمام الله ثم أمام ولاة الأمر، ولا بد أن نحفظ هذه الأمانة أو نعتذر عن القيام بها، ونحن نعمل في خدمة ضيوف الرحمن ولا بد أن نقدم خدمة تغير الصورة الذهنية عن المجتمع السعودي من خلال العمل الميداني الجيد، والحقيقة أني من ثلاث سنوات أقضي من الرابعة عصرا إلى الفجر خلال شهر رمضان في عمل ميداني، فألمس مدى انعكاسات وجود المسؤول الميداني على روح العمل لدى فريق العمل، ولا بد أن يدرك كل مسؤول في مكة أن رحلة البناء والتطوير شاقة وطويلة لكن بتوفيق الله ستكون ممتعة وناجحة. • ألا يمكن الاكتفاء بالتقنية لمراقبة الميدان وضبط الحركة بشكل دقيق؟ نحن نراقب الوضع الأمني من خلال 3800 كاميرا رصد تنقل كافة المنطقة المركزية لغرف العمليات المشتركة، كذلك من خلال طائرات عمودية تراقب من الجو الوضع، ومع هذا فالقوة الأمنية الموجودة في الميدان كبيرة ومؤهلة ولا بد من العمل الميداني لتحسس جدية الأداء. لا عمرة بلا تصريح • مع كل هذه الأعداد المتزايدة في العمرة، هل لديكم توجه لإطلاق فكرة «لا عمرة بلا تصريح» أسوة بما عمل به في موسم الحج؟ نحن أطلقنا «الحج والعمرة عبادة وسلوك حضاري» لتلافي السلوكيات المرفوضة في الحج والعمرة التي تشكل هاجسا على كافة نواحي الخدمة، ومن تلك السلوكيات المشينة الحجاج غير النظاميين، فعندما تخطط لخدمة مليوني حاج وتتفاجأ بوجود 4 ملايين حاج فهذا يسبب ضغطا على الخدمات والبنى التحتية وظهور الافتراش، لذا كيف يمكن لك أن تقدم خدمات مميزة لضيوف الرحمن وهناك من يخالف النظام، والحقيقة أن هذه القضية مطروحة للنقاش والتداول حاليا وربما هذا لا يروق للمواطنين، لكن لا بد أن نتكاتف جميعا خدمة لهذا البلد، فلدينا 11 شهرا يمكن من خلالها أداء العمرة ولكن كل الناس تأتي لها في شهر رمضان، ومع هذا نطالب بخدمات فارهة وهذا تناقض غير مقبول. • مكة مقبلة على مشاريع تنموية ضخمة، كيف يمكن استغلال هذه المشاريع في تنمية الحراك الاقتصادي لمكة وأهلها وعدم تعطيل تلك المشاريع طوال العام كمشروع القطار مثلا؟ نعكف حاليا على دراسة كيفية رفع نسبة الإشغال في مكة والتشغيل لكافة المرافق ونسبة الإشغال في الفنادق كذلك ونقللها في أوقات الذروة لتحقيق مبدأ التوازن، فاقتصاد مكة يعتمد على الناس التي تفد إليها طوال العام، لذا لا بد أن نفكر في تشغيل الفنادق والقطارات واستغلال المشاريع التنموية الحديثة وعدم تعطيلها للعمل شهرين من السنة ومن ثم التوقف، وهذه الدراسة تشمل جوانب مختلفة لتحقيق رؤية مثلى لهذا الأمر. عدم تعاون المواطنين • من خلال عملكم الميداني والرقابي خلال موسم رمضان، ما أبرز السلبيات التي رصدتموها والتي تشكل في نظركم عائقا أمام تطوير الأداء؟ سأكون أكثر صراحة معك في ذلك، فمن أبرز السلبيات عدم تعاون المواطنين السعوديين، وثمة خلل في فهم المسؤولية المشتركة وفجوة بين الجهات المنظمة والمواطنين؛ هناك استعجال لديهم في مسألة الحركة والنقل إلى جانب الغضب السريع والانفعالات غير المبررة، فتجد بعضهم يتذمر من الانتظار لدقائق في مواقف الحافلات وكأنه لا يدرك أننا نتعامل مع ثلاثة ملايين شخص في وقت واحد وزمن واحد وجغرافية واحدة محدودة، لذلك لا بد من زيادة الجرعة التوعوية وإدراك المواطن السعودي أن المنطقة المركزية في مكة لها خصوصية متغيرة لا بد التكييف معها. لكن بشكل عام الخطة التشغيلية كانت ناجحة جدا والإعلام مرآة حقيقة لنا، فإذا نقل الإعلام الواقع بعين البصيرة ويكون النقد موضوعيا سيكون هو الرقيب الحقيقي، وكل برامجنا وعملنا مفتوح لكل وسائل الإعلام، ونسعى إلى أن يكون الإعلام شريكا معنا في التطوير والتنمية لنقدم تجربة ناجحة وصورة مشرفة لمكةالمكرمة. • بدأتم معركة الصراع مع العشوائيات وكثر الحديث في ذلك بين متفائل ومتشائم، هل تعتقدون أن العشوائيات ستكون جزءا من الماضي يوما ما؟ أمير المنطقة يرى أن الأحياء العشوائية أحد أسباب تخلف المدن في منطقة مكةالمكرمة وهي النقطة السوداء التي لا بد من إزالتها، لذا كان قراره الصارم والحازم بضرورة إزالة تلك الأحياء العشوائية التي تتجاوز 100 حي في مكةوجدة، والحقيقة أن ثمة من يصعب هذا الأمر ويكثر فيه الخوض إما من جهل أو من لهم مصالح خاصة، لكن الأمير تصدى لهم بإعلانه الصريح والقوي المتضمن البدء في المعالجة، وهناك دعم غير محدود من القيادة العليا، فمكة تحظى بالشيك المفتوح، والعمل يقع علينا كمسؤولين تنفيذيين ولكن نجد أحيانا تخاذلا من البعض، وما أتمناه من المسؤولين التنفيذيين العمل بكل جدية وعدم التخاذل فهناك أيادٍ تحاول تقليل الهمم وتزرع الإحباط بيننا لمصالح خاصة لديهم وهذه أقنعة مزيفة تساقط بعضهم وكشفت ملامحهم وستلحق بهم الشرذمة المتبقية، وما أود قوله أن مكة ستحقق الرؤية التي تتطلع لها القيادة الرشيدة والمكانة التي يرسمها الأمير خالد الفيصل. • لكنكم تعملون في بقعة استثنائية محاصرة ما بين طبوغرافية معقدة وديموغرافية متداخلة، فما النافذة التي تطلون من خلالها على مقومات النجاح الذي أشرت إليه؟ نعم هناك تحد كبير، فالتركيبة السكانية صعبة ومعقدة كذلك جغرافية مكة لها خصوصية ولكن بالإصرار والتخطيط والتنفيذ وما يكنه حاكم مكة الإداري من نظرة شاملة ورؤية متكاملة والدعم اللا محدود من القيادة العليا سننجح إن شاء الله، وهناك مشاريع قائمة الآن ستلعب دورا في التغيير كشبكة طرق دائرية جار تنفيذها الدائري الأول، الثاني، الثالث والرابع، كذلك توسعة المسجد الحرام وإزالة بعض الأحياء العشوائية، نحن لا نحتاج دعما ماديا في هذه المرحلة كل ما نحتاجه هو إيمان بأننا سننجح والتعاون للوصول إلى الرؤية المستقبلية.