وجّه مدير الشؤون الصحية بمحافظة الطائف، صالح بن سعد المؤنس، بتشكيل لجنة عاجلة للوقوف على حالة مريضة 59 عاماً، منومة منذُ بداية شوال 1437ه في مستشفى الملك فيصل بالمحافظة، حيث تعرضت لأربعة أخطاء طبية نتيجة عمليات أجريت لها، كما تم إيقاف سفر الطبيب المسؤول عن الحالة لحين استكمال التحقيقات، كما تضمن توجيهه أن يتم نقلها بأسرع وقت إلى مركز قد يُقدم لها خدمات طبية أفضل إن احتاجت ذلك. ابنة المريضة "حنان محمد الوصابي" كانت قد كشفت تفاصيل حالة والدتها وما حدث لها، وذلك من خلال شكواها الموجهة لمدير الشؤون الصحية بالطائف تطلب منه النظر في الموضوع بعين الإنسانية، وقالت: قضيتنا هذه قد وصلت إلى حد لم نستطع الصبر عليها، حيث إن والدتنا المريضة "معتوقة بنت محمد فارع"، منومة بمستشفى الملك فيصل منذ تاريخ 1437/10/05ه وحتى الآن، وقد قام الأطباء بالمستشفى بإجراء أربع عمليات وجميعها باءت بالفشل، حيث كانت تعاني من انسداد في الحالب وبعد عرضها على الأطباء أفادوا بحاجتها إلى تدخل جراحي وهو قيامهم بتركيب (دعامة للحالب السفلي في الجهة اليسرى)، وبالفعل أجروا العملية تحت إشراف عدة أطباء، أحدهم سعودي، والثاني تونسي، وثلاثة مصريين. وتابعت: بعد إجراء العملية الأولى لم يتم تركيب الدعامة المذكورة أعلاه وتم الاكتفاء بعمل قسطرة للكلى وتركيب أنبوب من الجانب وذلك بسبب وجود ضيق في المنطقة، والسبب حسب إفادتهم وجود مشكلة في الرحم، وتم تحويلنا إلى مستشفى الملك عبدالعزيز التخصصي - قسم النساء والولادة - للكشف على الرحم، وسلمت الحالة إلى رئيس القسم "استشاري" وأفاد بعد الكشف بأن الرحم سليم ولا يوجد به أي مشاكل، حينها تم استدعاء المريضة في شهر ذي الحجة بتاريخ 1437/12/03ه وذلك لإجراء عملية ثانية بعد النظر في التقرير الصادر من مستشفى الملك عبدالعزيز التخصصي وذلك من أجل تركيب الدعامة، وبعد إدخالها لغرفة العمليات لم يتم تركيب الدعامة، وحسب إفادة الفريق الطبي المشرف على العملية إنهم قاموا بعمل تجريف وذلك لوجود انسداد وتركيب أنبوب من الحالب إلى الكلى . وقالت: من هنا بدأت المعاناة، فبعد خروجها من العملية بثلاثة أيام بدأت تعاني من نزيف عام وعند سؤالنا عن سبب هذا النزيف أفادوا بعدم معرفة سبب النزيف، مما أدى إلى نقلها إلى العناية المركزة ومكوثها لمدة أربعة أيام، ثم بعد ذلك أفادوا بأنه قد تمت السيطرة على النزيف الذي لا يعلمون ما هو سببه، وتم نقلها إلى غرفتها، وبعد يومين حصل معها نزيف آخر وجرى نقلها إلى العناية المركزة مرةً أخرى، وتم تقرير عملية ثالثة لاستخراج الأنبوب الذي تم تركيبه في العملية الثانية، وتم بالفعل عمل العملية واستخراج الأنبوب، ولكن بعد 12 ساعة من إجراء العملية حصل معها نزيف حاد جداً، وتم استدعاء طبيب النساء الولادة وطبيب الأوعية الدموية من مستشفى الملك عبدالعزيز التخصصي وذلك من أجل إجراء عملية رابعة وذلك من اجل إيقاف النزيف الحاد وإنقاذها من الموت المحقق، وذلك حسب إفادة أخصائي التخدير بأن نسبة الوفاة %90 . وأضافت: بعد الانتهاء من إجراء العملية الرابعة التقينا بالأطباء، وبسؤالهم حول الموضوع أفادوا أن حالتها الصحية سيئة وحرجة، وقد تم فتح بطنها ولم يتم إيقاف النزيف إلى تاريخ يومنا هذا، وقد تم تزويد المريضة بأكثر من 35 كيس دم ولا تزال منومة بالعناية المركزة تعاني من انتفاخ في الجسم ونزيف وفشل كلوي وعدم استقرار في الضغط ويتم عمل غسيل كلوي لها بصفة يومية. وزادت: والدتنا الآن تعاني من نقص في الصفائح الدموية وفاقدة للتركيز وعدم القدرة على التنفس وأصبحت مقعدة لم تعد تستطيع الحراك نهائياً . وطالبت إحالة كل من تسبب في هذه الحالة للمحاكمة واقتصاص حقهم منه شرعاً، وتشكيل لجنة طبية لإنقاذ والدتها من هذه الحالة وما تسببوا به لها من حالة صحية متدهورة، ونقلها إلى مستشفى آخر. المتحدث الرسمي لصحة الطائف، عبدالهادي الربيعي، قال للزميلة صحيفة "سبق": وفقاً لشكوى أقارب المريضة فقد وجه مدير الشؤون الصحية بالطائف صالح بن سعد المؤنس، بتشكيل لجنة تحقيق عاجلة تتولى الوقوف على الوضع الصحي الحالي للمريضة. وأضاف: قامت اللجنة بتقييم الوضع الصحي للمريضة وأوصت بحاجتها لمزيد من الرعاية في مدينة الملك عبدالله الطبية بمكة المكرمة لتوفر إمكانيات أعلى لمثل هذه الحالات، وجرى التنسيق لذلك في حينه غير أن الوضع الصحي والوزن المفرط للمريضة أعاق القيام بهذا الإجراء في الوقت الحالي، وتم تأجيله لحين تحسن وضع المريضة. واختتم: عملت اللجنة على رصد كافة الإجراءات الطبية المتخذة حيال الحالة الطبية، وأوصت بإجراء احترازي مبدئي وقف سفر الطبيب المسؤول عن الحالة لحين استكمال التحقيقات اللازمة وصدور التقرير النهائي للجنة التحقيق.