نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” تقريرا لها حول الطريقة التي تدير بها المملكة سياستها النفطية، واختيارها التوقيت المناسب. مشيرة إلى أن المملكة فاجأت الجميع، خلال اجتماع منظمة الأوبك الأخير بالجزائر، بأن المنظمة مازالت قادرة على إدارة أزماتها بشكل ناجح والتوصل لاتفاقيات بناءة، وذلك رغم الصعوبات التي تشهدها أسواق النفط العالمية. وأعربت الصحيفة الأمريكية، عن اعتقادها بأن صاحب السمو الملكي ولي ولي العهد والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان كان له دور بارز في صياغة التغيرات الحالية في سياسة المملكة النفطية، نظرا لكونه رئيس المجلس الأعلى لشركة أرامكو. وقالت الصحيفة الأمريكية ، أمس (الجمعة) وفقا لما نشرته صحيفة عكاظ إن خالد الفالح أكد أكثر من مرة أنه يقوم بالتشاور على نحو دائم مع كل من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وسمو ولي العهد الأمير محمد بن نايف وسمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حول سياسة المملكة النفطية. ولفتت الصحيفة، إلى أن التقاء الأمير محمد بن سلمان بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال قمة العشرين التي استضافتها الصين أوائل شهر سبتمبر الماضي وقيام وزيري النفط السعودي والروسي بعد أيام من هذا اللقاء بالإعلان عن أن المملكة وروسيا على وشك التوصل لاتفاقية نفطية ستساعد على إعادة الاستقرار لأسواق النفط العالمية، يعد دليلا على قيام ولي ولي العهد بلعب دور مهم في رسم سياسة المملكة النفطية. وذكرت الصحيفة أن التوقيت الذي اختاره الأمير محمد بن سلمان لخفض سقف إنتاج المملكة النفطي إلى 400,000 برميل في اليوم لم يمكن المملكة من رفع أسعار النفط العالمية بشكل سريع فقط بل مكنها أيضا من السيطرة على جموح إيران التي تسعى سعيا حثيثا نحو إعادة سقف إنتاجها لمعدلاته السابقة قبل فرض العقوبات الاقتصادية عليها. ونقلت الصحيفة عن عدد من الخبراء المتابعين لأسواق النفط قولهم إنه من الواضح أن الأمير محمد بن سلمان الذي رفض الموافقة على قيام المملكة بخفض سقف إنتاجها من النفط خلال المشاورات التي جرت بين منظمة الأوبك وروسيا في شهر إبريل بدولة قطر قد تمكن هذه المرة من إجبار إيران على الموافقة على عقد اتفاقية نفطية مع المملكة دون أن يغامر بحصة المملكة بالسوق العالمي ولا بقدرتها على المنافسة على حصة أكبر بالأسواق العالمية.