أكد المهندس علي النعيمي وزير البترول والثروة المعدنية تفاؤله بمستقبل السوق النفطية خلال الأشهر القادمة من حيث استمرار تحسن وزيادة الطلب العالمي على البترول وانخفاض مستوى المخزون التجاري ومن ثم تحسن مستوى الأسعار. جاء ذلك على هامش توقيعه مع وزير الطاقة الروسي الكسندر نوفاك امس الاول برنامجا تنفيذياً لتنفيذ اتفاقية التعاون البترولي بين المملكة العربية السعودية وروسيا الاتحادية في مدينة سانت بيترسبيرغ الروسية وذلك في إطار الزيارة الحالية للأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع. وأوضح المهندس النعيمي ان الاجتماع مع وزير الطاقة الروسي وتوقيع البرنامج التنفيذي واتفاقية التعاون المهمة للبلدين والتي سترفع مستوى التعاون بينهما بشكل ثنائي أو فيما يخص السوق البترولية الدولية, وسيأخذ هذا التعاون والتنسيق مرحلة جديدة فيما يخص البلدين وعلى المستوى العالمي ويضمن استمراريته على كافة المستويات, وهذا بدوره سيؤدي إلى ايجاد تحالف بترولي بين البلدين لصالح السوق البترولية الدولية والدول المنتجة واستقرار وتحسن السوق. في المقابل اكد خبراء نفطيون أن التقارب بين عملاقي النفط المملكة العربية السعودية وروسيا الاتحادية سيشكل تحالفا أساسيا لموازين البترول وتحديد أسعاره في السوق البترولية وأن من شأن هذا التعاون يساهم في تعافي أسعار البترول ووصلها إلى سقف 80 دولارا كحد أدنى. ولفت الخبراء خلال حديثهم ل «اليوم» إلى أهمية هذا التمثيل السامي للأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع بعد توقيع وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي بن إبراهيم النعيمي مع وزير الطاقة الروسي الكسندر نوفاك برنامجا تنفيذياً لتنفيذ اتفاقية التعاون البترولي بين المملكة العربية السعودية وروسيا الاتحادية في مدينة سانت بيترسبيرغ الروسية وذلك في زيادة التنوع الاستراتيجي مع روسيا في تنوع فرص التبادل الاقتصادي والتجاري الذي يعطي المملكة قوة تفاوضية كانت محصورة فقط لدى الغرب بالإضافة إلى ما سيشهده الاقتصاد السعودي من تقليل تكلفة فاتورة الواردات وتعزيز لفاتورة صادرة المملكة. في البداية اكد الدكتور خالد العقيل ممثل المملكة لدى منظمة اوبك سابقاً أن التفاهم والتنسيق بين عملاقي السوق البترولية المملكة العربية السعودية وروسيا سيشكل موجها أساسيا لموازين البترول وتحديد أسعاره في السوق البترولية، وينوه العقيل بكون المملكة العربية السعودية هي الدولة الأولى في تصدير البترول بمنظمة الأوبك بإنتاج تخطى عشرة ملايين برميل في اليوم بينما روسيا هي الدولة الأولى المصدرة للبترول خارج الأوبك بإنتاج وصل إلى 10،7 مليون برميل يوميا في ابريل 2015م. وإبان العقيل أنه سيكون هناك ترقب مستقبلي في الأسواق الدولية لما سوف يسفر عنه حجم التنسيق والتفاهم بين الطرفين، مضيفا أن هناك مصالح مشتركة اقتصادية بترولية كبرى بين البلدين خاصة إذا تم احتواء التعقيدات السياسية، مشيرا إلى أن المصالح البترولية الحالية والمستقبلية بين الدولتين من المؤمل أن تتجاوز المسائل السياسية لتحقق الخير الاقتصادي والتنموي للبلدين. من جهته اكد الدكتور راشد أبانمي الخبير النفطي أنه يأتي هذا التقارب السعودي الروسي لما تحتله كل من المملكة وروسيا من مكانة مهمة وبارزة، سواء أكان ذلك على صعيد الحضور السياسي، أو القوة الاقتصادية، فضلا عن المكانة البترولية لكل منهما. وبين أبانمي ان حكومة خادم الحرمين الشريفين وسياسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه في قراءة الأحداث وتغير بوصلة الأمور كلما تستدعي الحاجة إلى ذلك والتأقلم مع الأوضاع العالمية الحالية, ولا شك أن خير ما يمثل تلك السياسة الناجحة هو تغير اتجاه البوصلة من التعاون مع الكيان الامريكي, وتوجيه البوصلة لتجديد دماء العلاقة مع الكيان الروسي وإزالة ما أصاب هذه العلاقة من وعكات أمرضتها, ودعمها من خلال إيجاد اتفاقيات أخرى توثق هذا التعاون المبني على المصالح المشتركة للبلدين, ولا شك أن التنوع في العلاقات وفق إستراتيجية مدروسة ومتوازنة هو ما تحتاج اليه المملكة في خضم هذه الأحداث العصيبة التي تمر بمنطقة الشرق الأوسط من بؤر حربية واستحلال بعض دول المنطقة من قبل الجماعات الإرهابية. ويؤكد أبانمي أن التعاون سينعكس إيجابا على اسواق البترول مشيرا أنه تعاون بين اكبر بلدين منتجين ومصدرين للنفط في العالم احدهما داخل منظمة الأوبك والآخر خارجها, مضيفا أن في ذلك التعاون تحقيقا لمطالب المملكة ودول الخليج في السابق من اجتماع الدول النفطية خارج منظمة الأوبك على سبيل المثال روسيا والمكسيك, مع الدول التي داخل المنظمة لتقسيم الحصص السوقية وذلك للحفاظ على موازين الأسعار واحتفاظ كل دولة بحصتها السوقية, ولكن كان من صعب الاتفاق بين جميع تلك الدول والأصعب أن تنزل المملكة عن حصتها في السوق من اجل غيرها. وأردف أبانمي حديثه أن هذا التقارب البترولي يعول عليه أن يكون حاميا وداعما لحصة كل من المملكة ووروسيا في السوق ومن شأنه أن يساهم في تعافي أسعار النفط وعودتها إلى سقف 80 دولارا في حد أدنى وستظهر نتيجة ذلك خلال الأشهر الثلاثة القادمة بإذن الله. من جهته اكد الدكتور حجاج بو خضور الخبير النفطي الكويتي أن زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع وبرفقته وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي بن إبراهيم النعيمي تدل على أهمية التقارب الروسي السعودي, مضيفا اختيار روسيا كحليف بترولي خطوة جيدة وقوية لما تحظى به روسيا من مكانة في اسواق النفط العالمية فهي ثاني اكبر دولة منتجة للنفط بعد المملكة ولها دور كبير في استقرار أسعار النفط ويرجع ذلك لموقعها الجغرافي, بالإضافة إلى ضخامة حجم إنتاجها. ويؤكد بو خضور أن هذا التمثيل السامي سيكون له انعكاس كبير جدا على الاقتصاد السعودي والاقتصاد العالمي, ويشير إلى أهمية التنوع الاستراتيجي مع روسيا في تنوع فرص التبادل الاقتصادي والتجاري مما يعطي المملكة قوة تفاوضية كانت محصورة فقط لدى الغرب, بالإضافة إلى تخفيض فاتورة واردات المملكة, وأيضا تعزيز صدارة المملكة العربية السعودية, مؤكد أن الاقتصاد السعودي بتلك النتائج سوف ينتعش ويكون هناك تبادل تجاري بشكل اكبر وأقوى, وأيضا استقرار للاقتصاد العالمي. اتفاقية التعاون المهمة للبلدين سترفع مستوى السوق البترولي