لم تحتمل محتسبة سعودية صوت «الشيلات» وهي تصدح في ساحة مفتوحة مكتظة بالزوار، الذين تجمعوا حول إحدى الزوايا يتوسطهم مكبر صوت رفع فوق عامود قبل أن تتقدم وتنقض على السلك الكهربائي الموصول بمكبر الصوت وتقوم بقطعه وكتم الصوت. هذا التصرف الاحتسابي الجديد أثار زوبعة من النقاشات الساخرة التي علقت ضد المحتسبة، باعتبارها غير مخولة نظاميا بهذا التصرف، إلا أن هناك من قام بتأييدها وأنها قامت بتغيير المنكر بيدها. وقال الداعية والباحث في علم النفس المعرفي سليمان الطريفي في تغريدة له في حسابه في «تويتر» حول تصرف السيدة المحتسبة «إن تغيير المنكر باليد في الأماكن العامة من اختصاص الحاكم ومن يوكله، بشرط أن يكون المنكر متفقا على إنكاره». وأظهر مقطع فيديو نشر على الإنترنت أمس، جمعا من النسوة يقفن حول أحد مكبرات الصوت في أحد المتنزهات بالقرب من حديقة الحيوان بالطائف، ويستمعن لإحدى الشيلات التي أخذت في الانتشار في الوسط السعودي أخيرا. وبين التسجيل المصور امرأة، تخترق صفوف النساء، تقتحم عامود مكبر الصوت لتتناول السلك الكهربائي بيدها بسرعة وتقطعه وتمضي في طريقها، بسبب شيلة شعرية. وعلى رغم أن الشيلة، فن شعبي يتزايد حضوره في الأوساط الخليجية، خصوصا السعودية، كبديل للموسيقى، وتعتبر أحد أنواع الحداء، وهو التغني بالشعر، ويستخدم فيها ألحان غنائية دون الآلات الموسيقية والمعازف، إلا أنه لم يرق لتلك المرأة هذا النوع من الفولكلور، وهو ما اعتبرته منكرا يجب تغييره. وأيدها بذلك عضو هيئة التدريس في جامعة الملك عبدالعزيز محمد البراك، الذي «اعتبر أن الشيلات التي أنكرتها المرأة هي موسيقى، والموسيقى منكر» . وقال آخر ويدعى «فهد الضويري»: مشكلة المحتسب أنه لا يرى حدودا لقناعاته، فكل ما لا يعجبه يجب أن يتغير. وقال آخر ساخرا: لو كانت الشيلة «صليل الصوارم» لما قطعت السلك!. وأعاد مواطنون حوادث سابقة تهجم خلالها محتسبون على فعاليات وأنشطة عدة في المملكة، ولاسيما حادثة «جامعة اليمامة» الشهيرة في عام 2006،عندما اقتحم متشددون كواليس مسرح كلية اليمامة في الرياض، وأوقفوا العرض بالقوة، الأمر الذي أدى إلى تدخل رجال الأمن، لفض الاشتباك بين المتشددين والجمهور بعد أن اشتبكوا بالكراسي والعصي ، وفقاً للزميلة صحيفة " عكاظ " .