لم تكتمل فرحة مواطن بعودة الحياة إلى رضيعه أثناء تغسيله في مغسلة الأموات بمقبرة العباس بالطائف، إذ عاد قلبه ينبض أثناء الغسيل، فنقلوه سريعا إلى المستشفى للتأكد من حالته، إلا أنه توفي بعد وصوله بخمس ساعات، ليدفن بجوار شقيقته التوأم. وأبلغ مغسل الأموات في مقبرة العباس بالطائف أمس، أنه فوجئ برضيع في الشهر الخامس ينبض قلبه بالحياة قبل نقله ودفنه، ليسارع إلى إبلاغ أسرته، ونقله حيا إلى مستشفى الملك عبدالعزيز لاستكمال علاجه! وبين أنه كان يتأهب لغسل الرضيع وتكفينه، وسكب على جسده الغض الماء فشعر بالميّت يرتعد، فحمله إلى حضن أسرته. وأوضح المتحدث في هيئة الهلال الأحمر بالطائف شادي الثبيتي، أن الرضيع استعيد من مقبرة العباس ونقل فورا إلى مستشفى الملك عبدالعزيز. مؤكدا أن تقريرا صدر من مستشفى أهلي عن وفاة رضيعين، وسلما إلى ذويهما لإنهاء إجراءات الدفن، فاكتشف مغسل الأموات بحياة أحدهما وبادر إلى إبلاغ فرقة الهلال الأحمر التي أجرت فحصا سريعا على الرضيع «المتوفى» فتبين أن قلبه الصغير ينبض بالحياة. الشؤون الصحية في الطائف التي تلقت نبأ الواقعة فتحت تحقيقا موسعا مع مستشفى أهلي تورط في الخطأ الجسيم. من جهة أخرى، طالبت أسرة المتوفيين الرضيعين التوأم بمحاسبة المستشفى المتسبب في إعلان وفاة أحدهما بعدما ظل عدة ساعات حيا، وعند إسعافه مرة أخرى وإدخاله للمستشفى فارق الحياة. وقال حمود الحارثي للزميلة صحيفة «عكاظ»: «إن قريبتهم أنجبت توأما بالشهر الخامس «ذكرا وأنثى» في المستشفى الأهلي، وصدر تقرير طبي عن وفاتهما وتسلمناه للشروع في إجراء تغسيلهما وتكفينهما في مغسلة الأموات ودفنهما في المقبرة، وتوجهنا بهما إلى مغسلة الأموات في العباس، وأثناء الانتهاء من غسيل الطفلة المتوفاة، والبدء في غسيل الطفل، وعند سكب الماء عليه، ظهرت عليه علامة التنفس والحياة، وتفاجأ كل من في المغسلة بهذه الحالة، وأبلغ الهلال الأحمر الذي حضر وأكد أن الطفل على قيد الحياة، وجرى إسعافه ونقله إلى مستشفى الأطفال، وإدخاله غرفة العناية، ولم يقم الأطباء بدورهم في إنقاذ حياته، وفارق الحياة بعد مرور خمس ساعات من إعلان وفاته واستعادته من مغسلة مقبرة العباس.