هذه الفيديوهات تردد صداها على الإنترنت. مشاهد ظهر فيها عبد الوسيم الواني الذي يقدم نفسه على أنه ملياردير قطري وهو يوزع الأموال والسيارات الفارهة في شوارع باريس. لكن البعثات الدبلوماسية القطرية في فرنسا لم تسمع به من قبل. الفيديو الأول الذي يظهر فيه الملياردير المفترض نشر في 5 أيلول/سبتمبر. يظهر عبد الوسيم الواني وهو يعطي محفظة تحوي مليون دولار لمتشرد في أحد شوارع باريس. في هذا الفيديو يقول عبد الوسيم الواني إنه ينتمي إلى إحدى أثرى وأقوى العائلات في الشرق الأوسط وإن عائلته تملك استثمارات في المملكة العربية السعودية ولبنان وأوروبا. وبعد أسبوعين، يظهر عبد الوسيم الواني مرة أخرى. وهذه المرة يؤكد أنه يريد التنديد بالمجتمعات الاستهلاكية. وفي الفيديو الذي نشر في 26 أيلول/سبتمبر، نرى هذا الملياردير المزعوم وهو يخرج من متجر لشركة “آبلط في باريس حاملا علب آيفون5 ويرميها بلا اكتراث في حاوية النفايات. ويظهر الفيديو الثالث صولات هذا الملياردير وجولاته وعنوانه “قطري يعطي سيارات لومبرجيني كهدية لشباب من ضاحية 93″. ونرى شابا يجلس وراء مقود سيارة فراري من عطايا الملياردير القطري السخي. وينتهي المشهد على نهر السين تحت جسر باريسي حيث نرى عبد الوسيم الواني يرمي في النهر بساعة يده التي يؤكد أنها من الذهب الأبيض.سلسلة الفيديوهات هذه متداولة على الإنترنت وقد نشرتها مدونة على موقع صحيفة “لوموند”. وقد علق أكثر من 300 شخص من مستخدمي الإنترنت المتلهفين للحصول على بعض الفتات من هذه “الاستثمارات” القطرية الغريبة على المقال المنشور في هذه المدونة . أصداء هذا الخبر تجاوزت الحدود إذ أرسل لنا أحد مصادرنا في المملكة العربية السعودية روابط فيديوهات دون أن يعلم أننا نجري تقريرا عن الموضوع. وقد صورت سخاء هذا الملياردير الغامض شركة إنتاج فرنسية اسمها JisaMedia. وعلى موقع هذه الشركة يقول هذا الملياردير “أنا ملياردير قطري قررت توزيع ثروتي الطائلة على أشخاص معوزين غير معروفين” ويقول أيضا إنه سيشارك في برنامج تلفزيوني-واقعي. هذا الشخص موجود حقا إذاً. لكن عدة عناصر تبعث على الظن بأن كل هذا تمثيلية. أولا، هذا الملياردير ليس موجودا على الإنترنت إلا عبر الفيديوهات. ويظهر لأول مرة على صفحة فيس بوك التي أنشئت باسمه في 4 أيلول/سبتمبر. وفي اليوم التالي، نشر هذا الملياردير على هذه الصفحة أول فيديو يظهر فيه وهو يوزع الأموال. والأغرب من ذلك أن فرانس 24 اتصلت بمندوب رسمي لإمارة قطر في فرنسا فقال إن “اسم عائلته ووجهه غير معروف” في قطر. الأكيد في الأمر أن تردد هذا الصدى عن الملياردير المزعوم ذي الملابس الرديئة لا يروق للسلطات القطرية. ذلك أنه يصادف إنشاء صندوق قطري بمبلغ 50 مليون يورو مخصص للضواحي الفرنسية وهو أصلا محل سجال.